صدر العدد الثاني من مجلة روناهي فأخذت عدة نسخ إلى البيت. وقعت عينا سينم خان عليها, فسألتني:
– أبتي, هل هذه هاوار أم روناهي ؟
فأجبتها: بنيتي, هذه روناهي أمّا العدد الجديد من هاوار فسيصدر خلال أيام قليلة.
– أعطني واحدة منها لوسمحت ؟
أعطيتها نسخة من روناهي, فضمّتها إلى صدرها ثم أخذت تمعن النظر في صورها. و بعد أن فرغت من مشاهدة الصور, رفعت رأسها و قالت لي: أبتي, لم تعجبني روناهي هذه, الأخرى أفضل منها.
فأجبتها: على العكس تماما يا بنيتي, روناهي أفضل من هاوار و فيها صور كثيرة و عموما هذا العدد أكثر أناقة من العدد الأول. فردت علي سينم خان قائلة: لا يا أبتي روناهي ليست جميلة و الصور التي فيها جميعا إمّا للعم ” إنكليز” أو لعساكر العم” ليزكو”- أي الفرنسيين- و ليس فيها صور للكرد. أمّا المجلة الآخرى فقد كان فيها صور للكرد و هم يرقصون.
صمتت سينم خان قليلا, كأني بها كانت تفكّر وقد بدا أنها لم تقتنع ب روناهي و لم تُشفي غليلها مني بعد. رفعت رأسها مجددا و أضافت: أبتي, عندما نسألك عن هاوار تقول إنها هاوار الكرد, أليست روناهي أيضا روناهي الكرد؟
ضحكتُ و أجبتها: بلى يا سينم خان, معك حق ولكن كما تعلمين فإننا في حالة حرب و كل شي غال ولم يعد بمقدورنا طباعة صور جديدة, إننا ننشر فقط الصورالمتوفرة لدينا, أين صور الكرد؟ أصلا ليس لدينا صور للكرد.
لم تسلّم سينم خان بالأمر فقامت من فورها و أحضرت لي صورة لها مع شقيقها جمشيد و قالت:
– هذه صورة للكرد, أو لسنا من الكرد أنا و جمشيد؟
كان جمشيد صامتا لا يشارك في حديثنا حتى تلك اللحظة و عندما سمع اسمه توجّه إليّ بالحديث دون أن يعرف عمّا نتحدّث, قائلا:
– بلى يا أبتى أنا كردي و سليل آل آزيزان.
لقد غلبني الولدان و لم أعد أعرف ماذا أقول لهما. لقد كانا على حق و لكن لم يكن بإمكاني تحقيق رغبتهما, فوضعت صورتهما في جيبي و توجهت إلى المطبعة.
الأمير جلادت بدرخان – الترجمة عن الكردية: أحمد حسن – عن مجلة روناهي, العدد 3, الاثنين |1| حزيران 1943.[1]