إعداد/ غاندي إسكندر [1]
الكاكائية، أو اليارسانية هي عقيدة ذات جذور ميثرائية، تختلط بها معتقدات إبراهيمية متأثرة بالإسلام، ولاسيما المذهب الشيعي، وتنتشر العقيدة اليارسانية بين بعضٍ من الكرد في إقليم كردستان، وجزء في روج هلات كردستان، وتعني كلمة يارسان عُشاق الله، ويقال أن اليارسانية نسبة إلى البقعة الجغرافية يارستان، وأما كلمة الكاكائية فهي نسبة إلى الكلمة الكردية كاكا، والتي تقال للاحترام بمعنى “أخي”، ونظراً لكثرة استعمال كلمة كاكا بين اليارسيين فقد أشار إليهم الآخرون باسم “الكاكائيون”.
الطقوس اليارسانية
يطلق اليارسانيون الشوارب، ويحلقون اللحى، ويؤمنون بوحدانية الله، ويعتقدون بتناسخ الأرواح، وللشمس، والنار، والأرض مكانة لديهم، ويحترمون ليلة الخميس على الجمعة، ويتظاهرون بالإسلام بشكلٍ عام، كما أنهم يوقرون تجسد الروح الإلهية خصوصاً بشخصيتي المسيح، وعلي بن أبي طالب، وكذلك داوود، وبنيامين، وبقية الأولياء والصالحين وتتضمن الطقوس الدينية اليارسانية، عزفاً على العود المقدس، أو الطنبور، وإنشاداً لعبارات من كتابهم المقدس “كلام سرانجام” ويجتمع المؤمنون كل شهر في مكان مختص لإقامة الشعائر اليارسانية يعرف باسم “الجامخانة” ويعرف الاجتماع باسم “الجام” وكل من يدخل هذا المكان عليه أن يتبع قواعد معينة تتضمن اعتمار غطاء رأس من نوع خاص، كما يجلسون في دائرة في مواجهة ما يعرف بقبلة “بارديفار” والتي تعد من أكثر الأماكن قدسية في دار العبادة اليارسانية.
يصوم اليارسانيون لثلاثة أيام بموجب قواعد عقيدتهم، وذلك في شهر آبان في التقويم الفارسي الذي يبدأ في شهر تشرين الأول، وينتهي في تشرين الثاني من كل عام، يقوم المؤمنون بهذا الدين شعائر اجتماع “الجام” في كل ليلة على مدار الصيام الذي يستمر لثلاثة أيام ليتناولوا الإفطار مما بعد غروب الشمس، ويعتبر الرمان فاكهة مقدسة لليارسانيين، حيث يظهر أثناء إقامة الكثير من الشعائر الدينية.
كتاب سرانجام
“سرانجام” أو كلام الخزانة (بالكردية سرئنجام) أي كتاب النتيجة العظمى، وهو الكتاب المقدس للديانة اليارسانية الكاكائية، وهو مكتوب باللغة الكردية القديمة في القرنين السابع، والثامن الهجري، ويتكون من ستة أجزاء، ويعتبر في رأيهم وحياً منزلاً، ويروون فيه تعاليم كاملة، ونهجاً قويماً، ومرشداً لهم في الحياة، يستندون إليه في حل كل مسائلهم الدينية، والدنيوية وقام بكتابته السلطان إسحاق البرزنجي لأتباعه، ومريديه وتتضمن بعض مواضيع سرانجام الحكم وتسمى (علم الأعلى) واصطلاحات فلسفية يصعب على كل إنسان إدراكها، وقد جاء في مقدمته، أنه يجب ألا يطّلع على مضامين الكتاب المقدس كل من كان، وأنه يجب ترتيله
برموز، ولا يجب تداوله من قبل أناس غير أهل له ، أو غير لائقين
السلطان إسحاق البرزنجي
السلطان إسحاق أوسهاك يعد المؤسس التاريخي لهذه الديانة في القرن الرابع عشر ميلادي والجماعة تنظر إليه على أنه مولود من عذراء تدعى “خاتون رزبار” وقد تحول ضريحه إلى المحجة الرئيسية للملة، وقد أسس السلطان إسحاق طريقته من خلال استعارته لبعض العناصر المهمة، والأفكار الروحانية، والدينية القائمة قبل الإسلام في إيران مثل الزرادشتية والمزدكية، واليهودية، وكذلك التيارات التي ظهرت بعد الإسلام، وقد قسم السلطان إسحاق مريديه على خمسة عشر صفاً أو درجة وحدد لكل واحد منها وظيفته واتجاهاته.