جددت عائلة الفنانة والرسامة الكردية الإيرانية “بریسا سیفی” المعتقلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، دعوتها للمجتمع الدولي والمنظمات النافذة بالدفاع عن حقوق الإنسان إلى التدخّل الفوري لإطلاق سراح ابنتهم الفنانة التي تقبع خلف القضبان منذ تشرين الثاني الماضي.
وقالت السيدة لياخان، وهي زوجة فرهاد شقيق الفنانة الكُردية: “لم نعرف أسباب اعتقال بریسا سیفی حتى اللحظة”، مضيفة أنها “دخلت إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 14 يوماً”.
كما أشارت إلى أن السلطات الإيرانية لم تقم بتحويلها بعد إلى أي من محاكمها في مدينة سنندج المعروفة بالكردية ب”سنه” والتي اعتقلت فيها.
واعتقلت الفنانة والرّسامة المؤيدة للكرد وأنشطتهم في سوريا والعراق وتركيا إضافة إلى الداخل الإيراني لأسبابٍ “مجهولة”، وفق ما أفادت عائلتها.
انتزاع اعترافات كاذبة
إلى ذلك، كشفت لياخان أن “الاستخبارات الإيرانية تحاول أن تنتزع اعترافات كاذبة من سیفی حول نشاطها ضمن حزبٍ كردي سياسي في البلاد”.
وشددت على أنها “ليست عضوةً في أي حزب أو تيار سياسي، بل تمارس أنشطتها الاجتماعية كرسامة وفنانة تؤيد محاولات الكرد بالحصول على حقوقهم في أماكن تواجدهم”.
وفي الثامن من شباط الجاري أعلنت الفنانة الكردية دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام إلى أن يتم الإفراج عنها أو تقديمها لمحاكمة عادلة، وفق ما أوردت عائلتها.
وبحسب العائلة فقد مارست الاستخبارات الإيرانية ضغوطاً نفسية عليها قبل أن تقوم بتحويلها إلى سجنٍ آخر في مدينة “سنه” ذات الغالبية الكردية. وتمكنت من مقابلتها ثلاث مرات فقط خلال فترة اعتقالها.
تدهور حالتها الصحيّة
ووفق شقيقتها “برستو” التي قابلتها قبل أربعة أيام، فإن صحة الفنانة الكردية تتدهور وهي غير قادرة على المشي دون مساعدة من الآخرين نتيجة إضرابها المفتوح عن الطعام. والفنانة الكردية الشابة المعتقلة منذ مئة وثلاثة أيام هي عضو في جمعية موسيقية، وهي من مواليد العام 1989م، وتنحدر من مقاطعة كامياران الواقعة في محافظة كردستان.
يذكر أن السلطات الإيرانية تمارس ضغوطاً كبيرة على المعارضين خاصة الذين ينحدرون من مكونات البلاد العرقية كالعرب والكرد وغيرهم، وفق ما تشير منظمات دولية.
تعذيب واعترافات قسريّة
وقبل أيام كشفت قناة “بي بي سي” الفارسية أن الناشطة الإيرانية في مجال البيئة، نيلوفر بياني، تعرضت للتعذيب لمدة 1200 ساعة من قبل استخبارات الحرس الثوري الإيراني لتعترف قسراً ب”التجسس” لصالح الولايات المتحدة.
وكانت محكمة ثورية في طهران حكمت على بياني بالسجن عشر سنوات، إلى جانب 7 آخرين من نشطاء منظمة “التراث الفارسي للحياة البرية” تراوحت مدّة أحكامهم بين 5 و10 سنوات.
وأرسلت بياني، التي تعد المتهمة الثانية في ملف نشطاء البيئة في إيران، عدة رسائل إلى مسؤولين تشكو فيها من قيام استخبارات الحرس الثوري الإيراني، بإرغامها على الإدلاء باعترافات قسرية تحت التعذيب، بحسب تقرير “بي بي سي”.
وفي إحدى الرسائل قالت بياني إن التحقيق معها زاد عن 1200 ساعة تحت أشد أنواع التعذيب النفسي والضرب والاعتداء الجنسي.[1]