محمود حسين حاج درويش حاج موسى*
تقع قرية القره مانية ، والتي كانت تسمى بداية القهرمانية ، حوالي 3 كيلومترات غرب بلدة الدرباسية الحالية، وقد تم تعريب اسم القرية إلى الأمانة، ولكن لا أحد من أبناء المنطقة يستخدم اسمها المعرّب.
في بداية القرن التاسع عشر ، ، هاجر حاج موسى تمو ابن كاسم ابن مامد من عشيرة الآزيزان التابعة لقبيلة الكيكية، من احدى القرى المجاورة لماردين نحو الجنوب ماراً بالقهرمانية، بغية السكن والاستقرار في قرية ” يارمجه ” لكن ” علي سلو ” مالك قرية القرمانية عرض عليه البقاء في القرمانية لسعة أراضيها ، ناهيك إلى أواصر القرابة القبلية التي بينهما .
وافق حاج موسى على اقتراح علي سلو وسكن بجواره، بعد فترة وجيزة أثناء غياب حاج موسى عن القرية هاجمت جماعة غير معروفة القهرمانية بهدف سلبها و نهبها ،يعتقد أنهم من قبيلة الشمر، فقتلت علي سلو ميرخان. وبقي حاج موسى في القرية لوحده لفترة من الزمن إلى أن انتقل إلى القرية بعض أقربائه وأفراد من عشائر أخرى. يعود تاريخ انتقال حاج موسى إلى القهرمانية والسكن فيها إلى حوالي 200 سنة.
كان حاج موسى دمث الأخلاق وطيب المزاج والمعشر يحب أقرباءه ويشاورهم في كل القضايا، فالتفوا حوله وقدموه في كل المناسبات والمشاكل. كان لحاج موسى ستة أولاد وهم على التسلسل مامو وعلي ودرويش وأحمد وتمو وحمو. بعد وفاة حاج موسى استلم درويش مضافة والده وقام بإدارتها على أكمل وجه. وكان عمره حينذاك 20 سنة، وقد تميز بذكائه الحاد وأخلاقه الحميدة وغيرها من الصفات. بدأت القهرمانية تكبر شيئاً فشيئاً ويزداد عدد سكانها وبيوتها ،خاصة بعد احتلال فرنسا لسوريا عام 1920، حيث توافد إلى القرية أناس من مناطق وقرى كردية مختلفة ، فأضحت القرية كلوحة فسيسفساء بعشائرها وعاداتها ولهجاتها فضلاً عن تراثها الشعبي في المجالات شتى كالغناء والدبكات الشعبية …الخ . كان أغلب القادمين إلى القرية من الفارين والمطلوبين من الجندية الالزامية في الدولة العثمانية أو نتيجة لخلافات عشائرية أو حوادث الثأر وغير ذلك من الأسباب، لأنهم كانوا يشعرون بالأمان ضمن المناطق التابعة لفرنسا التي تحميهم وتشد أزرهم. توافد إلى القرية العرب الشرابيين أيضاً خاصة من منطقة ماردين وأبو عاصي (عائلة سمعو الخلف/كنو) من بيت الحساني الذي كان يعمل قصاباً في القرية. ومن ضمن المهاجرين اناس من عشيرة الحضر (تات) الذين كانوا يسكنون في منطقة ماردين في سلاخ ومزري وبوزقتري. كما التجأ إليها المسيحيون من الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين بشكل جماعي أو فرادى خاصة بعد المجازر التي تعرضوا لها على ايدي العثمانيين سنة 1915، وقد التجأ هؤلاء إلى القرية من ماردين والقرى التابعة لها ومن ديار بكر واورفا وغيرها من المناطق. وكان من بين الوافدين شخص يهودي اسمه علي ويكنى بعلي سبتي نسبة إلى يوم السبت اليوم المقدس لدى اليهود، وقد تزوج من ابنة يوسف عبدي المسيحي ولهذا السبب أخذ الناس يطلقون على يوسف عبدي اسم يوسف سبتي. استقبل حاج درويش الوافدين بكل حفاوة وتكريم وقدم لهم كل ما يلزم من مسكن ومأكل وأمن لهم ما يقارب 75 حانوتاً مبنية من اللبن، وبعدها ازدادعدد الدكاكين حتى بلغ حوالي 200 حانوتاً. كانت تأتي إلى القرية البضائع وبشكل مستمر عن طريق المهربين من تركيا، وكانت تشمل المواد الغذائية مثل دبس عنتاب والسكاكر وغيرها والأقمشة من دول مختلفة (يابان/جابون، هزار/هيزار، ومن الشام دامسقو، مصري ) وغيرها من مستلزمات الحياة.
وقد رحب أهالي القرية عموما باللاجئين وبنوا لهم البيوت واسكنوا قسماً منهم في بيوتهم حتى أصبح عدد بيوت اللاجئين 96 بيتاً، من جملة هؤلاء 12 بيتاً تقريباً من المسلمين من العرب الشرابيين والأكراد الحضر بحسب احصائيات ابراهيم يامين المنصوراتي في كتابه الدرباسية ماضياً وحاضراً وهو شاهد عيان وكان من اللذين سكنوا في القرية وتلك الأسماء مدونة بحسب جدول بالأسامي واحدا تلو الآخر (جدول الأسماء مرفق بنهاية البحث). بعد احتلال الفرنسيين لسوريا تأسست في القرية أول بلدية سنة 1927 وعين تمو حاج موسى أخو حاج درويش رئيساً لها، كما تأسس فيها ناحية ترأسها مدير ناحية من عفرين واسمه جميل بحري كنه ، وقد كان ذو سمعة جيدة ومتواضعاً يعلم الأطفال والشباب الكتابة والقراءة ويجلس معهم على الأرض. ومن بين الأشخاص المعتبرين الذين انتقلوا إلى القهرماية شخص يدعى ملا عبد الهادي وكان عالم دين مقتدر في ذلك الوقت، ويعود بنسبه إلى عشيرة بادينان الملية، ففتح مدرسة في القرية لتعليم الأطفال والشباب وتتلمذ على يديه الكثيرين من أهالي القرية وغيرها من القرى المجاورة للقهرمانية, علماً بأنه لم تكن هناك مدارس و بلديات ونواحي في المنطقة. وعلمهم الإمام قراءة القرآن وأصول الدين وتعاليمه.
كبرت القرية شيئاً فشيئاً، حيث بلغ تعداد سكانها أكثر من 250 عائلة تنتمي إلى مختلف المكونات والطوائف، لأنهم كانوا يرون في حاج درويش سنداً قوياً لهم، فهو أول من رفض إعطاء الخوة لعشيرة الشمر الكبيرة، فقد كان الشمر يفرضون الضرائب على العشائر ومن جملتهم قبيلة الكيكية، ويسمونها خوة. ونظراً لمكانة حاج درويش في المنطقة فقد تم اختياره رئيساً لعشيرة الكيكية بموجب مرسوم من السلطات الفرنسية صدر من قائد المنطقة الشرقية أي الحسكة ودير الزور(انظر نص المرسوم في نهاية الموضوع). كانت فرنسا تسلم حاج درويش الكوتة (إعانات مالية لكل العشيرة).
في عام 1930 وبطلب من بعض التجار الكبار انتقلت مركز الناحية من القهرمانية إلى الدرباسية. كان يوجد في الدرباسية محطة قطار وثكنة عسكرية وكانت معبراً لمرور البضائع والتجار، فانتقل الكثيرون من سكان قهرمانية إلى الدرباسية خاصة من الذين التجأو إليها خوفاً من مجازر العثمانيين. وتم بناء المحلات التجارية والدكاكين، وفتح فيها المدارس الحكومية والمدارس الخاصة (مدرسة للأرمن واخرى للسريان)، لكن القهرمانية لم تتأثر من ناحية السكان كثيراً واستمر الناس يتوافدون إليها للحماية والرعاية التامة من الأخطار المحدقة بهم.
بدأ طلاب القهرمانية والقرى المحيطة بالدرباسية يتوافدون إليها للتعليم في المدارس النظامية وبعد انتهاء المرحلة الابتدائية أنتقلوا إلى مدارس الحسكة وحلب ومن ثم إلى مدارس دمشق للتعليم الاعدادي والثانوي بعدها تم فتح مدرسة نظامية (لطلاب المرحلة الابتدائية) حوالي 1946 ، حيث بدأ الأطفال يتوافدون إلى القهرمانية للتعلم، وبشكل خاص من قرى الآزيزان نظراً لعدم وجود المدارس في قراهم في ذلك الوقت، حتى أن بعض الأطفال جاؤوا من قرى تبعد عن القهرمانية بحوالي 40 كم طلباً للتعلم.
تخرج من القهرمانية نخب متعلمة ومثقفة تأثروا بالأفكار القومية عن طريق أوصمان صبري وجكرخوين والطلاب الاكراد الذين جاؤوا من العراق نتيجة لملاحقتهم من قبل النظام العراقي كجلال الطالباني وعز الدين مصطفى رسول ودارا توفيق وكذللك سكرتير الحزب الديمقراطي في ايران عبد الله اسحاقي وعبد الرحمن الذبيحي وغيرهم من الملاحقين وكذلك التعامل مع روشن بدرخان والأمير جلادت بدرخان الذي كان يقوم بزيارات متكررة إلى القهرمانية. وكان لأبناء هذه القرية دور في تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي 1957، حيث تأسس الحزب من قبل اوصمان صبري واثنان من شباب القرية وهما حمزة نويران وعبد الحميد درويش.
ومن الشخصيات الأخرى التي كانت تزور القرية وعلى علاقة وطيدة مع العائلة عبد الرحمن اسعد من عائلة بدرخان وقدري بك جميل باشا وأخوه فؤاد، وبدرية والدة وصال فرحة بكداش والشخصية الثقافية المعروفة رشيد كرد وكانوا يلقبونه بملا رشيد.
وكان لجمشيد ابن جلادت بدرخان علاقات جيدة مع العائلة فقد زار كل من قرية القهرمانية وقرية الزيدية التي بناها حسين حاج درويش. وخلال وجود جمشيد بضيافة الوالد في قرية الزيدية سمع ملك الآشوريين في تل تمر المدعو ملك يعقو (يعقوب) بالخبر (الذي قام بثورة في عام 1933 ضد النظام الملكي العراقي)- فأراد دعوتهم إلى مأدبة غذاء، فلبوا طلبه، بقي جمشيد في الزيدية عدة أيام. ونتيجة للعلاقة الطيبة مع عائلة بدرخان فقد أراد عمي محمد صالح الزواج من سينم جلادت بدرخان فكلف المرحوم أوصمان صبري بأن يطلب له يدها من أمها روشن، حينها كان جلادت متوفياً (توفي سنة 1951)، استقبلتهم روشن بكل ترحاب وقالت : أقدم لكم سينم هدية لصالح ولكنهم الآن في مقتبل العمر، دعهم ينهون الدراسة ويأمنوا مستقبلهم بعدها لا مانع لدي من ذلك . وكان ذلك في عام 1953، وكان عمي محمد صالح في الصف التاسع بينما كانت سينم في الصف الحادي عشر، ترك محمد صالح الدراسة وعاد إلى القرية وتزوج من ابنة خاله.
بعد وفاة حاج درويش أصبحت مضافة القرية تحت اشراف ابنه سليمان، حيث كانت مركزاً يجتمع فيها عشائر الكيكية ايام الأعياد، وكانت العشائر تجتمع في أحيان أخرى في قرية أخيه اسماعيل في صفر لتحضر سباق الخيول. وكان يتوافد إلى قرية الزيدية أيضاً أناس من القرى المجاورة من الشرابيين والأكراد وغيرهم يتفرجون على سباق الخيل ويشاركون فيه . واعتادوا بعد الأنتهاء من سباق الخيل الاجتماع وتناول الطعام. بعد جلاء الفرنسيين وسيطرة الكتلة الوطنية على الحكم ورفع العلم السوري أراد الكثيرون من أهل المنطقة الاستيلاء على أموال وممتلكات المسيحيين، أما أولاد حاج درويش وأعمامهم وأقربائهم فقد رفضوا ذلك وبشدة، وكانوا يرسلون رجالاً مسلحين للدرباسية لحماية بيوت الأخوة المسيحيين إذا اقتضى الحاجة. حيث قاموا بحماية ممتلكاتهم من النهب في عام 1937 أثناء قصف عامودا بالطائرات وحرقها (طوشة عامودا) وغيرها من القرى المجاورة لعامودا، وكذلك في سنة 1941 أثناء تراجع الجيش الفرنسي بقيادة ديكول وكذلك سنة 1943 حينها طلب بعض شيوخ الشمر مثل دهام الهادي وميزر عبد المحسن الجربا إخلاء مدرسة النصر في الدرباسية بحجة أنها فرنسية، فأستنجد المسيحيون ب اسماعيل حاج درويش وأخوانه وابن عمه فرحان عيسو وقال لهم رزق الله يامين كبير المنصوراتية إذا لم تساعدونا وتحمون المدرسة فإننا سوف نترك الدرباسية ونعود للسكن مجدداً في القهرمانية، فأجابه اسماعيل لا تتحركوا من أماكنكم وسنضع عشيرة الآزيزان حول المدرسة وحول بيوتكم لحمايتكم من أي مكروه وهو أمر معروف بين الاخوة المسيحيين، وبذلك صار اسماعيل على خطى والده الذي كان يقول المسيحيون أولادي. أهم عمل قام به حاج درويش هو رفع غطاء الخوة الباهضة التي كانت مفروضة على الكيكان والتي كانت كما أسلفنا مفروضة عليهم من قبل الشمر، حتى أن زيد العمر أحد شيوخ الشمر وعبيده أرادوا قتل حاج درويش لكنهم لم يفلحوا.
الحياة اليومية في القرية
عانى سكان القرمانية عموماً ،كغيرهم من أبناء القرى الاخرى ، من أوضاع معيشية صعبة. أعتمد سكان القرية عموماً في معيشتهم على الزراعة البعلية وتربية المواشي. وقد مارس بعض الأشخاص أعمال التهريب عبر الحدود من وإلى تركيا. وفي المساء كان رجال القرية يجتمعون في المضافة بينما تذهب النساء إلى النوم مع غياب الشمس نتيجة لقيامهن بالأعمال المنزلية الشاقة كتربية الحيوانات و الحصاد وغيرها من الأعمال الشاقة .
الطعام
فقد كان قليلاً جداً. كان الخبز والبصل من الوجبات الأساسية، حيث كانوا يغسلون البصل ويضعون عليه السماق ، وكان يتم طبخ منتجات القمح، وأكثرها توفراً هو ما يعرف ب ” البلوع ” وكان يتم تقديمه بشكل ني حيث يوضع البصل الأخضر والماء المغلي على القمح المجروش. أما ميسوري الحال فكان يضع دبس الرمان والبصل المقلي مع القمح المجروش وكان يسمى ب “بلوعا خساندي” . وكان يطبخون البرغل والعدس والحمص فضلاً عن منتجات الحيوانات. و يتم زرع المحاصيل التي تعتمد على نظام السقاية على نطاق ضيق، حيث كانت تتم زراعة الخيار والبندورة والفجل والجزر على أطراف الوادي وذلك عن طريق استخدام تقنية (غرافات) شبيهة بتقنية النواعير. حيث كان يتم استخراج المياه من النهر عن طريق دلو مربوط بعمود يجره حيوان و يتم صب الماء من الدلو في ساقية تؤدي إلى الحقل.
الملابس
نتيجة لتنوع السكان فقد تنوعت في الأزياء. عموماً كانت النساء ترتدين الملابس الكردية التقليدية والذي يعرف ب كراس وهوجك (Hûçik) والباج (Paç)، و يغطون رؤوسهن بما يعرف ب ” شعرا كسرواني ” أو يلفون رؤوسم بالهبري وكانت المرأة المتزوجة تغطي صدرها بكتان أبيض وفي فترة لاحقة تم تغطية الصدر بالهبري أيضاً. أما العزباوات فكانت تضع الهبري على رأسها ولا تغطي صدرها بالكتان أو الهبري (بيشمالك Pêşmalk ) وشويحي Şwêhî .
كان زي الرجال عموماً متأثراً بالزي العربي، إذ كانوا يرتدون الجاكيت والثوب والشماغ والعقال ، بجانب ذلك كان هناك قلة قليلة من الرجال يرتدون الشروال الكردي ويغطون رأسهم بلفة (بقماش) أو يرتدون الطاقية الكردية.
ونظراً لسوء الأوضاع المعيشية فقد كان يصادف أن يرتدي شخص ما ثوب زوجته أثناء ذهابه إلى المضافة في حال تم غسل ثيابه في ذلك اليوم.
وسائل إضاءة البيوت
استخدم الناس عدة وسائل لإضاءة البيوت أثناء الليل: في البداية كان يتم استخدام ما يعرف بالكردية ب ” موم وفند” ، حيث كان يوضع مخلفات الماشية بين دهن نبات يعرف باللغة الكردية باسم كنة Gene، وفي فترة لاحقة استخدم ما يعرف ب جرا رش Çira reş، حيث كان يوضع الكاز في وعاء من التنك له شكل هرمي وكان يتم وضع فتيل فيه ويتم اشعاله، وكان البعض يتعلم أمام ضوئه ، أما الفقراء فكانوا يثقبون علب البويا ويضعون فيها الكاز والفتيل ثم يشعلون الفتيل. بعدها ظهرات أداوات إنارة أكثر تطوراً كالفانوس واللمبة واللوكس وذلك قبل اختراع الكهرباء.
الزواج
عندما كانت تريد عائلة ما خطبة أحدى الفتياة كان يذهب رجل أو اثنان لزيارة عائلة الفتاة وقبل الدخول إلى المنزل كانا يجلسان على حجر موجود أمام باب المنزل، عند ذلك كان أهل الفتاة يعلمون السر في مجيئهم، ثم يؤذنون لهم بالدخول ويتم خطبة الفتاة، بعد ذلك تتم زيارة عائلة الفتاة ويتم اهداء الفتاة ساعة أو خاتم الخطبة. لم يكن هناك ذهب، بعد ذلك بعدة أيام كان يتم شراء البسكويت والسكاكر ويتم الاحتفال بالخطبة وتحديد المهر، وكان المهر بين 2000-2500 ليرة سورية، ويصل بعض الأحيان إلى 500 آلاف. في حين أن البعض كان يقدم قطعة أرض، حصان أو بندقية (تفنك)، وكانت العائلة التي تزوج احدى بناتها او أبنائها تقوم باهداء كيلو من القهوة إلى مضافة القرية. وكان هناك هدية خال العروسة (Xilata Xalê) وعمها
Xilata Apê وهي عبارة عن مبلغ مالي أو مسدس، وهدية العزابية (Peza Aziba) وكان يتم دفع مبلغ من المال، ومن لم يملك النقود كان يجلب معه خروف لتقديمه إلى الشباب.
ووفي يوم زفاف العروس يتم الباسها الكتان الأبيض للإشارة إلى إنها متزوجة ويتم لف رأسها بقماش وتغطية رأسها مع الوجه بقطعة قماش، وكان امراتان تأخذان العروس إلى منزل أهل العريس. وعندما يحل الظلام تقوم امرأة مسنة بأخذ العروس إلى غرفة النوم وإزالة الغطاء عن وجهها ومن ثم تغادر المكان. وفي صباح اليوم الذي يلي ليلة الدخلة (صباحية) يقوم أبناء القرية بزيارة العرسان وكانت العروس تهدي الشباب جوارب أو منديل (Dismala ser desta) أما الفتيات فكان يتم اهدائهن مكحل (Gildan). أثناء وصول العروس كان العريس يجلس فوق سقف المنزل ويقوم برمي قطع صغيرة جدة من الحجر (Zuxirk)على رأس العروس لإظهار جرأته. في حين كانت يطلب من العروس رمي جرة مليئة بالسكاكر على الأرض لتبيان مدى قوتها، وكانت العروس التي لا تستطيع كسر الجرة تشعر بالخجل.
قبل يوم الزفاف باسبوع كان يتم عقد الدبكات على أصوات قرع التنك وصوت المشط، حيث كان يوضع ورق لفائف التبغ على المشط وينفخ فيه فكان يبعث أنغاماً شبيه بآلات النفخ الموسيقية . وكان الوضع الاقتصادي يلعب دوراً كبيراً في كيفية الاحتفال بالعرس. في الأعراس التي كانت تخص العائلات الفقيرة كان يتم العزف على آلة الطنبور. أما في أعراس الأشخاص الميسورين فكان يتم الأحتفال على أنغام الطبل والمزمار، حيث كان أعداد الضيوف أكثر وكان يدفع للعازفين ما يعرف ب ” الشاباش ” ، أما بالنسبة للأعراس التي يتم فيها العزف على الطنبور فكان عدد الضيوف أقل ولم يكن يوجد ما يعرف بالشاباش. أهم الدبكات الرائجة في الأعراس و المناسبات الأخرى :
1- كرمانجي
2- شيخاني، وكانت تسمى في ذلك الوقت كاروانباشي أو فقيا لأن أغلب من كان يؤدي هذه الدبكة هم طلبة رجال الدين الذين كانوا يتعلمون أصول الدين والفقه الاسلامي
3- بشارو وفيها كان الدبّاكون يتقدمون إلى الأمام ثم يعودون إلى الخلف
4- زيزو وفيها كان الدبّاك يهز صدره وهو في حالة الوقوف
كانت الدبكة تتم على شكل حلقة دائرية يبدأ بها الرجال والشباب ثم تنضم إليهم النساء والفتيات. وكانت الفتيات عموماً يدبكن مع اقربائهن وفي حالات أخرى تقوم امرأة مسنة بتشجيع الفتاة واصطحابها إلى الدبكة. وفي بعض الاحيان يقوم الشباب بالغناء والدبكة دون وجود لآلات موسيقية. وولم تكن القرية خالية من المغنين و على سبيل المثال ما زلت اذكر المغني ” خليل نجيم” . وهناك مغن آخر معروف اسمه علي ويلقب ب ” علي إيزيدي ” ولإنتمائه إلى الديانة الإيزيدية، حيث كان يزور القرية بين الفينة والأخرى ويبيت في مضافتها لعدة أيام وكان له بصوت شجي يطرب السامعين .
الطبابة
كانت المنطقة عموماً تفتقد إلى الأطباء وهناك بعض الأشخاص الذين يداوون الناس بطرق بدائية تقليدية، كجدنا تمو ومن بعده زوجته زينو.، حيث كانوا يضعون بعض المواد في الجروح أو كيها وفي فترة لاحقة كان المرضى يذهبون إلى حلب أو ماردين للتداوي. على سبيل المثال عند قلع الأسنان كان يقوم الشخص بلف أسنانه بخيط ويلفه على حجر ثقيل ومن ثم يترك الحجر ينزل نحو الأسفل لخلع السن من موضعه.
وسائل النقل
كان يتم استخدام الجمال في السفر ونقل الحمولة وبعدها تم استخدام الحمار والبغل، وقد استخدم الثور أيضاً في نقل الحمولة فضلاً عن استخدامه في الحراثة. أما السفر البعيد فكان يتم بالباصات المعروفة بالهوب هوب أوبالقطار.
نص القرار الصادر من قائد المنطقة الشرقية بخصوص تعيين حاج درويش رئيساً لعشيرة الكيكية
نص القرار الصادر من قائد المنطقة الشرقية بخصوص تعيين حاج درويش رئيساً لعشيرة الكيكية
نص القرار الصادر من قائد المنطقة الشرقية بخصوص تعيين حاج درويش رئيساً لعشيرة الكيكية
إلى درويش آغا الحاج موسى المحترم
نظراً لعدم وجود رئيس لعشيرة الكيكية القاطنة جنوب الخط الحديدي وبنائاً على اعتماد العشيرة عليكم وإنهاء قائم مقام الحسجة ومصادقة سعادة كولونيل قائد جيوش الفرات المستشار الإداري للواء نسبنا تعيينكم رئيساً للعشيرة المذكورة فتقبلو منا الأمر بكل جد ونزاهة وتسعو لما فيه ترقي العشيرة واخلاصها وتبذلوا الجهود لاكتساب………. (يصعب قراءة آخر ثلاث كلمات من المخطوط نظراً للتلف)
كانون الاول 1922 بنهاية القرار يوجد ختم متصرف لواء الزور
أسماء سكان القهرمانية الذين انتقلوا إلى الدرباسية
سليم عبد النور
سعيد عبد النور
الياس عبد النور
عبد المسيح قره زيوان
سعيد قره زيوان
افرام ميخائيل قاووغ
عبد المسيح ميخائيل قاووغ
عبد المسيح جرجس قاووغ
فرنسيس جرجس قاووغ
افرام ايغو
رزق الله يامين
موسى اسحق (زحقي)
ميخائيل بدرو
حنا صباغ
الياس صباغ
عيسى نصري
آدم موسى واولاده
الياس آدم
جرجس بابا
ابراهيم درويش
فرج كسبار
ميخائيل القس
جرجس القس
بشير سلمو
جبرائيل قصعة
شفيق قصعة
دانيال قصعة
بول كوبل
توفيق كوبل
ميخائيل صدفي
يوسف مسعود
رزوق جرجور
سعيد اصبهان
عبد المسيح اصبهان
يوسف بحدي
فرنسيس بحدي
توفيق عركوس
يوسف عركوس
سعيد عركوس
شكري قصار
خورين فرمانيان
طوخمان
اسكندر سفر
الياس سفر
توفيق حكيميان
يوسف حكيميان
بتيون غزي
يوسف غزي
ميخائيل صولخ (صراف)
مقدسي يوسف قلعة مري
شفيق كابوس
كرابيت اسنادوريان
يوسف اسنادوريان
جبرائيل بطة
يوسف بطة
جرجس زكو
يوسف جرجس منصوراتي
رزق الله ديركاوي
يونان شلاح
جميل شلاح
شفيق شلاح
وديع شلاح
سعيد حلاوجي
الياس حلاوجي
مراد باشريان
يعقوب حداد
عبود اصلان
الياس اصلان
يوسف حنا فارس
نعوم حنا برو
جرجس منصوراتي
سعيد منصوراتي
مجيد حاج محمد صلاخي
حاج داوود صالح دعدوش
حاج محمد علي بابا حاج
هندو النجار
حاج شيخموس محمد الاطرش
سعدون موسيكي
عمر موسيكي
جمعة عبد القادر
ابراهيم القصاب
خلف دري
وانيس القصاب
صوفي عمر حريني
يوسف عابد
علي السبتي (يهودي)
كارنيك جقجقي
توماس قريو
عبدو يشوع
اروش اشخنيان
يوسف حشميه
حبيب بولص
فارس موسى
اراكيل
الياس حشميه
آفو
* كاتب المقال من مواليد عام 1942م أمد الله في عمره – مدارات كرد. [1]