إعداد/ هايستان روناهي [1]
انعكست طبيعة التضاريس التي يعيشها الكرد بألوانها وسحرها على أزياءهم، ما يميزهم عن باقي السكان، فالجبال والتلال لا بد أن يكون لها ملابسها المختلفة والمستوحاة من الطبيعة، وهذا ما نراه في الزي الكردي، والذي خُصص له يومٌ عالمي يحتفي به الكرد بكل أجزاء العالم وهو بتاريخ العاشر من شهر آذار من كل عام، يحتفل فيه الشعب الكردي عامة ويسمى بيوم الزي الكردي في احتفاليات واسعة، بارتداء الزي الكردي في الدوائر والمؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات للحفاظ على أصالة وتقاليد الشعب الكردي. حيث يتألف زي المرأة من قطع عدة، بداية ما يلبس على الرأس يسمى (الهريتين) ويتكون من قطعتين ملونتين واحدة تغطي الرأس والأخرى تتدلى فوقها، وفي القرى والأرياف فيكون عبارة عن وشاح ملون ومطرزة بخيوط لامعة تمتاز بملمسها الناعم والخفيف، وتعقد من الأمام أسفل الرقبة، وتأتي (الفقيانة)، ثوب طويل تغطي غالباً حتى أخمص القدمين، وفي الغالب يخاط هذا الثوب من قماش شفاف جداً ذي خيوط حريرية ناعمة، ويكون تحت هذا الثوب العريض قميص داخلي رقيق وحريري، ليأتي الجزء العلوي مكملاً له، عادة ما يكون مؤلفاً من سترة قصيرة جداً بلا أكمام وذا لون داكن وغير شفاف ليصبح بمثابة خلفية عاكسة للثوب الشفاف، وتأتزر المرأة بحزام رفيع من الصوف، وأحياناً بحزام من الذهب يكون سميكاً بعض الشيء، أما القطعة الأخيرة فهي السروال والذي يكون عريضاً أيضاً. وملابس المرأة الكردية التقليدية مكونة من ثلاث قطع رئيسية تتبدل وفقاً لعمر المرأة. بشكل عام، تتكون ملابس النساء من ثوب طويل مؤلف من عدة قطع من القماش – من النوع واللون نفسه (أو بألوان أخرى) وفقاً لمقاييس المرأة – ذات أكمام طويلة، حيث تلف حول المعصم أو تربط سويا من جهة الخلف، وتلبس مع سروال فضفاض. أما القطعة الثالثة فيطلق عليها تسمية ال(كوا أو كوى) ذات أكمام طويلة وتلبس فوق الثوب مغطية الجزء الخلفي مع فتح الجزء الأمامي أو ربطه من نقطة ما في الوسط.
أما الزي الرجالي الكردي فيتكون من الشروال (السروال)، والجوغة (السترة) والبشتين، حزام من القماش يلف على الخصر، فضلاً عن العمامة الملونة، يتألف الزي من قطعتين، وعادة تُربط منطقة البطن بحزام كبير مصنوع من قطعة طويلة من القماش. من الشائع جداً في باشور أن ترى الرجال من جميع الأعمار في اللباس الكردي التقليدي، وتختلف تسميات الزي وأقسامه من منطقة كردية لأخرى.
يتميز الكرد بامتلاكهم موسيقى مميزة تُعزف بآلات تراثية خاصة بهم. تنقسم هذه الآلات بحسب القِدم والحداثة إلى أقسام عدّة، ويطلق على الموسيقيين الذين يستخدمونها تسمية المؤدین. هنالك ثلاثة أنواع من المؤدين الكلاسيكيين الكرد: رواة القصص (بیروكبیج)، المنشدون (سترانبیج) والشعراء (دنكبیج أو شاعر). تتمحور العديد من الأغاني الكردیة حول القصص الملحمية التي تسرد حكايات الأبطال الكرد، الحب وحزن الفراق. هذا فضلاً ارتباط الكرد بالموسيقى ارتباطاً وثيقاً بالاحتفالات الدينية والتحولات الحياتیة.
تأثرت الموسيقى الكردية منذ بدایة العقد الماضي تأثراً شدیداً بالموسيقى الغربية، وهذا ما جعل باشور كردستان يحتفل بشكل منتظم بيوم الموسيقى العالمي أو المهرجان الموسيقي. كما فتحت في الآونة الأخيرة آفاقاً للبوب والهيب هوب الكردي. وبغض النظر عن كل ما ذكرناه آنفاً، فلكل محافظات ومنطقة من كردستان أسلوبها الموسيقي الخاص حيث تشكل بعض المناطق مهداً للموسيقى الكردية الحديثة.
الدبكة الكرديّة
الكرد أمة تحب الحياة وعاشقة للدبكة والرقصات الشعبية ونذكر هنا على سبيل المثال الرقصة أو “الفرحة الكردية” التي تتألف من عدد من الأشخاص (يمكن أن يكونوا من الجنسين أو الجنس نفسه). وتتمحور هذه الرقصة حول تجانس حركة الأجساد مع إيقاعات الطبل، وأنغام العزف على المزمار.
ففي بداية الدبكة أو الرقصة الشعبية، ينتظم الرجال والنساء في مجموعات مكونين دائرة كبيرة من خلال تشابك الأيدي مؤدين حركات بطيئة إلى الأمام والخلف أو إلى اليمين أو اليسار، حيث يرقصون بخطوات إيقاعية تحكم حركات اليدين والقدمين تتناغم مع دوي الطبل وإيقاع المزمار. من أكثر أساليب الرقص شيوعاً هي الخطوات الثلاث (خطوات بطيئة إلى اليمين): شيخاني، سوسكي كرمانجي… إلخ.