روناهي/ قامشلو: من أجل توحيد الصف الكردي الذي يطالب به الشعب الكردي ويريد تحقيقه؛ ولم يُنجز بسبب بعض الأشخاص الذين يحاولون بعثرة لوحة الكُرد الموّحدة، قام الفنانون الكرد بالعمل على أغنية تحث على تحقيق وحدة الصف الكردي بأصواتهم العذبة.
منذ اتفاقية لوزان المشؤومة عام 1923م، التي قُسِّمت بموجبها كردستان لأربعة أجزاء والشعب الكردستاني في كافة أنحاء العالم ينتظر انتهاء قرن من التفرقة وكأن الإعلان عن تأسيس المؤتمر الوطني الكردستاني بداية ظهور أمل في الوحدة وتشكيل مِظلةٍ يتوَّحدُ الكُرد تحتها، وبعد أن شهدت أجزاء كردستان الأربعة ثورات وتطورات مهمة. خلال القرن الماضي عانى الشعب الكردي الكثير من الويلات من قتلٍ وظلمٍ وتهجير، وكان وما يزال يتعرض لأعنف الهجمات من قِبَلِ القِوى المحتلة الهادفة إلى زرع الشقاق بين أبناء الشعب الكردي واستطاع أن يقاوم ويصبر على أمل بزوغ شمس الحرية ورؤية الكُرد مجتمعين على طاولة واحدة؛ هذه الآمال لاقت وماتزال تلاقي الكثير من الصعوبات لكنها باتت قريبة المنال وخصوصاً بعد تأسيس المؤتمر الوطني الكردستاني رغم الصعوبات التي تقف ضد انعقاده.
لعبَ الفنانون دورهم بشكلٍ جيد
والآن وفي الظروف الحالية التي تشهدها مناطق كردستان والعالم أجمع أدرك الكرد أن الحل الأمثل والسليم هو توحيد الصف الكردي، وعمل الجميع على تحقيق هذه الوحدة سعياً لحشد الطاقات من أجل مواجهة الاحتلال والدول الطامعة بتجزئة وتفرقة الشعب الكردي وأرضه ومحو هويته وثقافته ووجوده، وقد بدأت الاجتماعات بالانعقاد ونُظمت الجلسات والنقاشات من أجل هذا الأمر في شمال وشرق سوريا، ورحب الشعب بهذه الخطوة كونها الداعم الأساسي لقوة وهمة الكرد، وعلى كل الأصعدة أُقيمت فعاليات وأنشطة وقام كل السياسيون والمثقفون والفنانين بما يقع على عاتقهم لتحقيق الوحدة، وحمل الفنانون حملهم برحابةٍ وحييوا هذه الخطوة المهمة والتاريخية التي ستوحد قوة الكرد، فقام الفنانون بتنظيم اجتماعات في أجزاء كردستان (باشور باكور روج آفا) بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية التي يتواجد فيها الفنانين الكرد، وكانت لهذه الاجتماعات نتائج إيجابية على المجتمع وستكون أكثر تأثيراً إن استمروا ببذل المزيد من الجهد ليقدموا بفنهم لوحة كردية جميلة مكتملة الأجزاء، وبتوحيد أصوات الفنانين صاحت حناجرهم لإيصال صوت كل كردي يريد توحيد الصف الكردي، وقاموا بتحضير أغنية تدعوا إلى وحدة الصف الكردي وأهميته الكبيرة.
أغنية تَحمِلُ أمنيات ورديّة
وهذه الأغنية سيغني فيها سبعة وعشرين فناناً كردياً من مختلف مناطق كردستان وأوروبا، وهذا العمل الفني الجميل والمبادرة الخلاّقة لربما ستستطيع أن تبعث الود والسلام في قلوب كل من يقف بوجه تحقيق الوحدة الكردية، وهي من تأليف “جوان حسن” من مدينة عفرين، وألحان محمد دلكو، وسيصور كل فناناً من كل منطقة بمنطقة تواجده، وفي روج آفا ولأهمية ثقافة وتاريخ الكرد اُختير تل شرمولا الأثري في عامودا لتصوير مقطع أغنية “بانكا يكيتيي”، وتم الانتهاء من هذا العمل الفني ومن المتوقع عرضه على الشاشات في شهر آذار الجاري.
عن طريق أغنية تدعو إلى الوحدة الكرديّة اجتمع الفنانون الكُرد
ومما لا شك فيه أن للفنان أهميته ودوره في المجتمع كونه صوت قلب الشعب، وبأغانيه يعبّر عن مُراد المجتمع، فالفن بمثابة ذلك الصوت الخافت المختنق ينقله الفنان ويحيله لصرخة وثورة بحسه الفني ووجدانه، ليكون مرآة للشعب يعكس صورته إلى العالم كله، ولأن السياسيين لم يتمكنوا من التكاتف وتوحيد صفهم هرع الفنانون الكرد إلى إكمال الحلم الكردي الناقص، ولربما سيستطيعون تحقيقه بكل سهولة كون الموسيقى والأغاني تشبع الإنسان وتلبي حاجاته الفكرية والجسدية أكثر من أي شيء آخر.
وفي هذا الصدد حدثتنا الفنانة الكردية “مزكين طاهر” عن الأغنية قائلة: (لقد جهزنا هذه الأغنية كوننا بأمس الحاجة إلى وحدتنا الكردية، ووجدنا أن الفن الطريق الأسرع لتحقيقه فقمنا بدعوى كل المؤسسات والسياسيين والأحزاب إلى الوحدة عن طريق الأغنية، وستنشر قبل عيد نوروز لتكون معايدة لبداية السنة الجديدة للكرد، وهذا واجبنا كفانين لنرفع أصوات الشعب وما يريده، وختاماً أريد أن أقول أن الكردي عانى كثيراً عبر الزمن وقام بثوراتٍ كثيرة واستشهد من أبنائه حتى لونت تربة الوطن بدمائهم فلما لا نوحد صفنا؛ ألا يكفي إلى الآن ما مرينا به من أوجاع؟).
هكذا أنهت الفنانة مزكين طاهر حديثها بسؤالٍ يجب على تلك الأيادي الخفية التي تهز الأوراق وتعبث بالأشخاص لتبعد الكرد عن تحقيق حلمهم الذي طال انتظاره الإجابة عنه، ولكن بقلبٍ واحد وروحٍ مفعمة بالحب والإيمان بالهوية الكردية والوطن ستنكسر تلك القيود وتكون كردستان واحدة موحدة سالمة قوية بشعوب منطقتها.
تقرير/ هايستان روناهي[1]