يصادف الخامس عشر من أيار يوم اللغة الكردية. وبمناسبة هذا اليوم لابد من تسليط الضوء على هذه اللغة ودورها في حياة المجتمعات وواقع اللغة الكردية في مسيرة النضال التحرري للمجتمع الكردي. فاللغة هي نبض المجتمع وتمثل حياته ومسرته الثقافية والتاريخية، فهي والذاكرة الشعبية الحقيقة لكل مجموعة بشرية على وجه الأرض.
اللغة الكردية وتاريخها
لقد عانت اللغة الكردية على مر العصور من الطمس والتهميش وتعرضت لكل أنواع الظلم في سبيل محوها وتغيير قاموسها وكلماتها، فهذه اللغة موجودة تاريخيا وتفرض وجودها في يومنا هذا عبر النضال التحرري لهذا الشعب العريق. لان اللغة الكردية على الرغم من محاولات التشويه والانكار فإنها تثبت وتفرض ذاتها من خلال بعض المصطلحات بانها اللغة الأقدم وأم اللغات الاخرى الآرية التي انتشرت من المنبع التاريخي للانفجار الاجتماعي الأول في جبال طوروس وزاغروس وما يسمى بالهلال الخصيب أو المنطقة العليا ما بين النهرين. لأن اللغة الكردية كانت لغة الثورة الزراعية والقروية قبل الآن بخمسة عشرة الف سنة وما يسمى بالانفجار الاجتماعي الاول بمعنى ظهور المصطلحات والتسميات والتراتيل الدينية والأغاني الفلكلورية والقصص والحكايات الأسطورية لأول مرة في تاريخ المجتمع.
وفي السنوات الأخيرة تطور التعليم واستعمال اللغة الكردية من ناحية الكتابة إلى جانب تطور الإعلام الكردي مما فتح الطريق أمام انتشار اللغة الكتابية بالأحرف اللاتينية وتطور رغبة الشبيبة الكردية بالكتابة بلغتهم الأم بدلاً من اللغات الاخرى.
مع العلم أن اللغة الكردية هي من أحدى المطاليب الديمقراطية المتعلقة بقضية نضال الشعب الكردي وهويته القومية في كل أجزاء كردستان. ولكن يتوجب على المثقفين الكرد والصحفيين والكُتاب والساسة ورجال الدين والاساتذة أن يستعملوا لغتهم الأم في كل ميادين الحياة ويخلقوا جواً من الاهتمام باللغة خصوصاً من ناحية الكتابة فيما بين جميع أفراد المجتمع الكردي وشرائحه. هذه المهمة والمسؤولية لا يمكن تأخيرها بأية حجة كانت وهي من صلب المسؤوليات والمهام المتعلقة بقضية النضال الديمقراطي في سبيل الهوية الكردية.[1]