قامشلو/ دعاء يوسف
تحت شعار “الثورة روح الأدب” أقامت هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، وديوان الأدب في شمال وشرق سوريا، مهرجان أوصمان صبري، بدورته الخامسة مساء يوم السبت الموافق ل 20/11/2021؛ تخليداً لذكر الأديب أوصمان صبري، وأعلنت خلاله نتائج مسابقة “قصة الثورة” باللغتين الكردية والعربية.
نُظِّمَت فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان، بعد تأجيله لمرتين: الأولى بسبب جائحه كورونا، والثانية بسبب الهجوم التركي على عائلة كلو المناضلة، وأقيمت الفعاليات في صالة مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو، وحضرها العشرات من المهتمين والمثقفين، وضم المهرجان خمسة عشر مشاركاً، من داخل وخارج روج
آفا، فقدموا نتاجاتهم في مجموعه قصصيه تمحورت حول الثورة، وتكونت لجنة التحكيم من ثمانية أشخاص، تم الكشف عنهم قبل توزيع الجوائز للفائزين.
وخلال تواجدنا في المهرجان، كان لنا لقاء مع الرئيس المشترك لهيئة الثقافة في إقليم الجزيرة “إلياس سيدو” الذي حدثنا بدوره عن المهرجان: “يعقد هذا المهرجان في كل عام؛ تخليداً لذكرى الأديب أوصمان صبري، ويُحضَّر له قبل أربع أشهر من موعد انعقاده، ليجد الكتّاب متسعاً من الوقت لتحضير مشاركاتهم الأدبية، والتي تمحورت هذه السنة حول الثورة”.
بدأ المهرجان بدقيقة صمت، تلاها كلمة من قبل عضو اللجنة التحضيرية عبد المجيد خلف، أشار فيها إلى أسباب تأجيل إقامة المهرجان لأكثر من مرة، وآليات قبول وتقييم الأعمال، وعدد الأعمال المقدمة للمهرجان والأعمال المقبولة، وأيضا كلمه أخرى لهيئة الثقافة في إقليم الجزيرة التي ألقتها “ماريا آحو” وجاء في سياق كلمتها: “أن المهرجان لا يقتصر على توسيع دائرة الأدب، بل الوقوف إلى جانب الكتاب والمثقفين جميعهم، وتكريمهم من أجل دعم إبداعاتهم الثقافية والأدبية؛ ليصبحوا في المستقبل رسل الكلمة، ولسان المجتمع في أنحاء العالم كافة”.
وحثت ماريا أيضاً إلى الاهتمام بالأدب، والثقافة، والتراث، وأحيائها بشكل هادف ومنتظم؛ لأنها الخلق المستمر للذات، وتعني: التحول الدائم من مجرد الوجود الطبيعي إلى الوعي بهذا الوجود.
ومن ثم قدم سنفزيون عرضا عن حياة المناضل أوصمان صبري، وأعقب ذلك محاضرة للكاتب الكردي “بشير ملا نواف” عن الأدب في روج آفا، تطرق خلالها إلى دور الأدب في التاريخ الإنساني، وخاصة في مراحل الثورة.
وقُرِئت بعدها قصة باللغة الكردية ل “لمعة محمد علي” وكانت بعنوان “شفق” وتدور أحداث القصة عن رجل من قوات معادية، يرى مقاتلة كردية مختبئة، ولا يقبل تسليمها، أو الإفشاء عن مكانها، ليبين بهذا العمل أن ليس الجنود جميعهم بأشرار وقتلة، فمنهم من أُخِذ بالإجبار للجيش، وقصة أخرى باللغة العربية ل “عامر فرسو” تحدثت عن مقاتلة كردية، تقع أسيره بين أيدي داعش، ويبرز فيها صور رائعة من أخوة الشعوب والتلاحم الضميري خلال أحداث القصة.
وخلال المهرجان قدمت الفنانة الكردية مزكين طاهر، وفرقة الأوركسترا الخاصة بالأطفال مجموعة من الأغاني، تلاها قراءة قصيدتي شعر لكل من الشاعر “عدنان إبراهيم” وكانت باللغة الكردية، والشاعر “مصطفى سينو” وكانت باللغة العربية، كما قدمت “فرقة جيان المسرحية” عرضاً مسرحيّاً تحت عنوان “الجمعية الثقافية”، وعرض سنفزيون تعريفاً بلجنة الحكام الثمانية.
وكان لصحيفتنا لقاء مع الفائز بالمرتبة الأولى، الكاتب والروائي “جوان سلو” الذي أطلعنا عن مجموعته القصصية التي فاز بها: “شاركت بمسابقة أوصمان صبري للقصة بمجموعة قصصية بعنوان (استغاثات فجر قتيل)، وهي عبارة عن عشر قصص قصيرة، تتكلم عن الثورة، والمناضلين، وأطفال شنكال، وكانت خليطاً من المآسي بروح الأمل”.
وأشار سلو، أن غايته من هذه المجموعة القصصية، تسجيل وتأريخ آلام المجتمع، ومعاناته بقليل من الأمل، وألقى سلو مسؤولية نقل الواقع والحاضر، الذي نعيشه بكل مآسيه وأحزانه، وتلك السعادة، التي تتخلل إليه، كشعاع نور يشق الظلام، على الكاتب ليحملها على عاتقه، ويوصلها لجيل المستقبل.
وفي ختام فعاليات المهرجان، أُعلِنت نتائج مسابقة القصة التي شارك فيها 15 كاتبا، وفازعن القصة باللغة العربية، بالمراتب الثلاثة الأولى على الترتيب كل من “جوان سلو- ثناء حاجي -أفستا إبراهيم”، واقتصرت جائزة القصة باللغة الكردية على المرتبة الأولى، وفاز بها سلام حسين.[1]