روناهي/ قامشلو
صدر حديثاً ومن منشورات هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا كتاب بعنوان (تقسيم تركيا تاريخ سياسي 1913-1923). الكاتب الأمريكي هاري هاورد، يتناول الكتاب مرحلة هامة من تاريخ المنطقة والعالم ككل، تمتد من حروب البلقان إلى مؤتمر لوزان. وترجمه إلى العربية: لازكين يعقوب عته.
لا يركز الكتاب على الأحداث الدموية التي كانت تقع على جبهات القتال، بقدر ما يركز على الأمور الخفية التي جرت قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الأولى التي كانت تجري من خلف الكواليس والتي كانت تتم على أساس المقايضة والربح والخسارة بين الدول الكبرى.
يعتمد الكاتب بالدرجة الأولى على الوثائق التاريخية والمراسلات الرسمية بين الساسة وأرشيف الدول المنخرطة في ساحات القتال من كلا الطرفين المتحاربين من دول المحور وقوات الحلفاء. كما أن هناك إبراز للموقع الاستراتيجي لتركيا وأهمية المضائق والممرات المائية ودورها الكبير الذي تجلَّ في التسارع على التقرب من تركيا الجديدة وكسب رضاها.
يقول مترجم الكتاب لازكين عته: “من الأمور الهامة والجديدة التي يطرحها الكاتب الأثر الذي تركته ثورة أكتوبر البلشفية 1917 على المنطقة والانسحاب العسكري الذي تم اتخاذه من قبل القيادة العسكرية السوفيتية الذي تلاه وعدم تبنّي الأمريكان لقبول ملئ الفراغ الذي نتج عن الانسحاب الروسي باسم الانتداب الأمريكي على أرمينيا حسب الطرح الذي قدمه البريطانيون للرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في مؤتمر الصلح بباريس 1919، والآثار الكارثية التي نتجت عن القرارين على الكرد والأرمن على حد سواء. كما يبين الكاتب كيف أن الولايات المتحدة كانت من الدول السبّاقة للاعتراف بالجمهورية التركية الوليدة كما كانت إيطاليا من أولى الدول التي تعقد صفقات في المجال التجاري مع جمهورية أتاتورك. الكتاب يقع في 530 صفحة من القطع الوسط.[1]