أول من أعلن مبدأ الدعوة إلی توحيد الكورد وإنشاء كوردستان المستقلة، وقاد ثورة ضد العثمانيين والإيرانيين في القرن التاسع عشر، هو عبيد الله الشمزيني من كوردستان الشمالية التي أصبحت تابعة لتركيا بعد ذلك، لقب بالنهري نسبة إلی منطقة نهري التي ينتسب إليها، وهو عالم ديني ومرشد للطريقة النقشبندية.
بدأ النهري عام 1877م الإعداد العلني لثورته ضد السلطات العثمانية والإيرانية، وتحرير الكورد مما يوصف بالاضطهاد والتمييز الذي كان يمارس ضدهم من قبل السلطتين.
وعقد في شمزينان عام 1880 مؤتمرا حضره حوالي 220 زعيما كورديا، وطلب من المؤتمر إقامة اتحاد بين العشائر الكوردية، والإعداد للثورة ضد الدولة العثمانية والإيرانية، وطلب من بريطانيا عن طريق القنصل في الأناضول الدعم الدولي لقضية كوردستان مع إعطاء ضمانات للحقوق المسيحية.
تنبه النهري لمحاولة تركيا خلق فتنة بين الكرد والأرمن لإضعاف موقفه، فسعی إلی توطيد الصداقة مع الأرمن وعين أرمنيا مستشارا للأمور الخارجية لديه.
اندلعت ثورته المسلحة عام 1880 في كوردستان الشمالية الغربية علی الحدود التركية الإيرانية، وانتشرت ثورة النهري بسرعة واستطاعت قواته السيطرة علی أغلب مناطق ومدن كوردستان الإيرانية، وأنشأ فيها دوائر كوردية رسمية للإدارة المحلية.
أرسلت تركيا جيشا لمساندة الجيش الإيراني في إخماد ثورة الكورد بناء علی اتفاق مسبق بين البلدين، لكن قوات النهري استمرت في تقدمها، وعندما اقتربت من مدينة تبريز طلبت إيران مساعدة الحكومتين الروسية والإنجليزية، فأرسلت روسيا جيشا لمساعدة القوات الإيرانية في إخماد الثورة الكوردية.
حاصرت الجيوش الإيرانية والتركية والروسية القوات الكوردية من جميع الجهات، واستطاعت السلطات التركية اعتقال النهري وأسره في إسطنبول حيث عاش فيها بصفة أسير فخري ثم نفي عام 1883 مع مائة عائلة كردية إلی المدينة المنورة وتوفي فيها عام 1888.[1]