2021-12-15 20:47
شفق نيوز/ حبيب بخشوده في سفوح جبال الفيليين في إيلام، محقق ومن الأعضاء البارزين في الدورة الأولى لمجموعة الشعراء الإيلاميين بعد الثورة الإسلامية الإيرانية وباسم (المجمع الأدبي الثقافي والإرشاد الإسلامي) كأساس للحركة الجديدة في الشعر في إيلام، الذين كتبوا باللغة الفارسية او باللهجة الكوردية الفيلية.
حبيب يحمل شهادة الدكتوراه في اللغة والأداب الفارسية وكان مدرسا وايضا مسؤولا لمنظمة التربية الفكرية لأطفال ومراهقي محافظة ايلام وله 11 ديوانا شعريا وتحقيقا باللغة الفارسية وديوان شعري بعنوان كپو باللغة الكوردية.
واحدة من ميزات أعماله كتابة اشعار الاغاني الكوردية واشهرها ايلام كوردية فيلية التي غناها الفنان الكرماشاني حسين صفامنش مع عائلة عليبور من الملحنين والعازفين المشهورين.
ومؤخرا قامت الملحنة الإيلامية فريبا جمالوندي بتقديم احدى اغنياتها من أشعاره وقد لاقت استحسانا واستقبالا واسعا.
شفق نيوز/ د. عرفنا قليلا بنفسك
: انا حبيب بخشوده ايلامي ابا عن جد ونعيش فيها. نحن من سلالة ولاة الفيليين في بشتكو حسن خان و حسين خان الذي مازال شاهد قبره مزيناً بعبارة حسين خان الفيلي بعد مرور مئات السنين.
وسط كل هذه العناوين والأصول فإن أهم شيء عندي هو اني أُعرّف بنفسي شاعرا، وأهم من ذلك شاعر كوردي قرض ويقرض الشعر باللهجة الكوردية الإيلامية أو ما تعرف بالكوردية الفيلية.
شفق نيوز: انتم من شعراء القصائد القصيرة القدماء، تحدث إلينا عن هذا الموضوع.
: انا في عقد السبعينيات الهجري الشمسي عندما كنت مسؤولا عن جماعة الشعراء والكتاب التربية والتعليم وكنت أؤسس مصانع أدبية للكتاب الجدد والشعراء البراعم، منهم من طلبت منه أن يبدأ بكتابة الرباعيات في الشعر ولازلت ملتزما بهذا القالب امام عيني لأنه كما أرى فان كتابة القصائد القصيرة تصنع اختصارا واضحا وتوحيدا داخل الكلمة. يتوجب على اي شاعر ان يسأل نفسه عندما نستطيع ان نختصر في كلامنا ويفهم الناس ما نقول وما نهدف اليه فما الداعي الى ان نطيل في الكتابة ونتعب انفسنا و المتلقين.
ولذا كنت بعد ان كتبت الرباعيات ونظام البيتين توجهت نحو الهايكو بحيث ظهر ذلك جليا في ديواني صوت السماويين الذي كتبت فيه البيتين باللغة الفارسية وفي ديوان كپو الذي كتبت فيها اشعاري باللغة الكوردية، وضمنتهما بعض الهايكو.
واحد من خصوصيات البيتين الجيدة، هي لونها الزاكروسي ورائحتها وإجتماعيتها من حيث المضمون والشكل.
شفق نيوز: برأيك كيف تنظر الى كتابة الشعر في إيلام سابقا وحاليا؟
: كان الشعر مستقرا في ايلام ، وكان أول تحرك شعري في ايلام وفي عقد السبعينات الهجري الشمسي وانا كنت احد ابناء ذلك الجيل.
نحن سابقا كان الشيء الذي ساعدنا وقوانا النقد وسماعنا النقد، ولم يكن اي منا يتحدث عن ذاتيته وكلنا نريد من اعماق القلب ان نتحصل على التقدم الحقيقي ولم يكن أحدنا يحسد الآخر ابدا.
وكان حينها للاسف طبع الشعر ونشره في الصحف قليلا جدا والصرامة في الشعر الفارسي وكذلك في الشعر الكوردي والاكثر صرامة كان فيما يتعلق باللهجة الكوردية الفيلية على الرغم من المجلتين الشهريتين سروه وئاوينه على الأكثر على يد الاخ علي حسين فيلي والاخ رودوس فيلي اللذان قدما خدمات كبيرة لكتابة الشعر والكتابة باللهجة الكوردية الجنوبية. والآن لحسن الحظ توسعت مساحة نشر الكتب وكثر عدد النقاد والصحف والمواقع ، والأكثر والأوسع انتشارا هو الفضاء المجازي المتاح لكل من يبحث عن التجمع وجعلت من الدنيا ملء كف او لا تتعدى بضعة اشبار للشعراء الذين بامكانهم التواصل فيما بينهم والتبادل المعرفي فيما يخص عالم الشعر والشعراء والنقد.
شفق نيوز/ كيف ترون الشعر الإيلامي في هذه الأيام؟
: الشعر في ايلام الان شعر نشيط ومليء بالحركة وله اسس متينة على الرغم من ان البعض يريدون الاساءة الى هذه المبادئ والاسس، وان تذهب هذه الجهود سدى لكي يشار اليهم بالبنان على الرغم من ان الناس لغاية الان لم يسمحوا لهؤلاء الكذابين ان يحققوا ما يرمون اليه.
نتمنى ان يأتي يوم ان تكتسح امواج الشعر البلاد وان تلفظ وترمي كل الشوائب والامر كذلك فان الشعر في ايلام يصب في مجرى الكوردواري= الكوردية والجمع الايراني ونقش لنفسه اسما، ويتوجب علينا العمل على ان يكون له موطئ قدم في دنيا الشعر والشاعرية لينساق نحو العالمية وانا ارى هذه القدرة في الشعر الايلامي الحالي.
شفق نيوز/ لنعد إلى مسألة كتابة الشعر القصير، كم تراه ينساق مع لغتنا ولهجتنا الكوردية؟
:رباعيات بابا طاهر الهمداني كانت مكتوبة بالبهلوية او الكورانية او اللكية او الهورامانية وهي بداية الشعر الكوردي. وهذا يعني ان الشعر القصير او الرباعيات متوائمة مع لغتنا منذ الازل. ومنها البيت او تك بيت= البيت المنفرد كانت امرا بدهيا واكثرها شهرة كانت في الاغاني الكوردية.
فبين الكورد الفيليين والكلهور كان هذا النظام منتشرا وكذلك نظام الثلاثة اشطر الذي مازال موجوداً عند الكورد الكرمانج والذي كان منتشرا عندنا، وكل هذا يبين لنا ان الاشعار القصيرة متوائمة مع الذائقة الكوردية ولذلك انا توجهت الى كتابة هذا النوع وكذلك كتابة الهايكو.
شفق نيوز/ ماهي نصيحتك للشعراء الشباب الذين مازالوا في اول الطريق؟
: انا شخصيا اعد الشعر خليطا وإنبثاقا من السعادة والأحزان واليسر والعسر التي يعيشها الشاعر، أقول أن الشاعر جزء من المجتمع ويعرف خبايا وخفايا اللغة وله علم بشيء من العلوم الاخرى، وهذا الشبع والتخمة من الكلمات التي لكثرتها في بعض الأحيان كأن الشاعر يمد يده في جيوبه ويخرج منها الاشعار ولكثرة ما تبدو انها بسيطة حتى كأن البعض يعتقدون بان بامكانهم ان ينظموا الشعر بكل يسر وسهولة.
على الرغم من ان الانسان عندما يجرب نفسه يدرك مدى صعوبة ما يطلق عليه الادباء السهل الممتنع او ما يكون صعبا وسهلا في الوقت نفسه وهو ما يظهر جليا في اشعار الشاعر سعدي شاعر الفرس الكبير او في اشعار الشاعر الكوردي الكبير مولوي.
شفق نيوز/ اذن، ماهي اماكن التكنيك الشعري في كتابة الشعر ؟
:اذا اراد شخص صناعة الشعر بامكانه صناعته، ولكن من الجيد ان يعلم ان هذا ليس شعرا وليس فيه الشعرية وهو يطلق عليه عندنا (شايري) وهي عبارة عن جمع وترتيب الكلمات.
على الشعراء حديثي العهد ان يقرأوا الشعر بكثرة، ان يقرأوا النظريات بكثرة وان يتقبلوا موجات وخطوط النقد ولايخافوا من الانتقاد لكي يفهموا مواضع الضعف والوهن في شعرهم وان يتطوروا يوما بعد يوم، ولا يلزموا أنفسهم بالقوالب الجاهزة في كتابة الشعر.
شفق نيوز/ ماهو مستقبل كتابة الشعر القصير ؟
: مستقبل مثل هكذا اشعار مشرق جدا، ففي الأونة الاخيرة صدرت العديد من الدواوين الشعرية في ايلام وكرماشان (كرمنشاه) ولورستان، ومن ضمنها واهمها ديوان من الاشعار المكتوبة بنظام البيتين للشاعر الايلامي ظاهر سارايي تحت عنوان الكلمة والحمامة، وكتبت الشاعرة حديث حيدربكي اشعارا متميزة من النوع نفسه وهي اشعار يشار اليها بالبنان كونها خصوصا كتبت من قبل سيدة، وهي كسرت القواعد ومبادرة الى التأسيس للشعر النسوي الذي يدعو النساء والفتيات الى التكلم والقراءة بالكوردية.
والدكتور ايرج خالصي أيضا أصدر مجموعة شعرية أراد من خلالها أن يقترب في معظمها من الهايكو الياباني، واكد فيها على التصوير واشعاره تشبه الكاميرا التي تلتقط أشياء ومناظر جميلة وتصوره[1]