شفق نيوز/ نساء ايلاميات منهمكات اليوم في كل الاتجاهات بتطوير الفنون باللغة الكوردية، وواحدة من الفنون الابداعية التي تشهد اهتماما وجذبت اليها النساء بشكل كبير مؤخراً، هي الفنون المسرحية والسينمائية
وفن المسرح واحد من افخر الفنون واكثرها قيمة وتعد الدول التي لا تمتلك مسرحا متأخرة رغم انه من جهة أخرى ليس بإمكان كل من هب ودب ان يكون مبدعا في هذا الفن. وهذا الابداع والتطور يصعب عندما نعلم بأن هذا المسرح يتوجب أن يكون باللغة الكوردية وعلى الخصوص عندما يعرض باللهجة الكوردية الفيلية. وهذا يصعب بشكل اكبر عندما تمارس فيه المرأة دورا في بلد يكاد يكون مجتمعه رجوليا بشكل واضح. وان تتحمل كل هذه الأوضاع.
وبهذا الصدد أجرينا حوارا مع فنانة كوردية بهلوية ديهلورانية، وهي السيدة ماريا يونسي، التي لمع نجمها في سماء المسرح الايراني وقدمت اعمالا مسرحية كثيرة باللغتين الفارسية والكوردية.
شفق نيوز- السيدة ماريا، إنه لعمل صعب ان تعملي في ديهلوران وايلام وان تكوني امرأة! فما الذي استطعتِ تجاوزه في هذا الطريق لتصلي الى النجومية في مسرح طهران؟
: قبل قرابة عشرين عاما، وعلى الرغم من اني كنت حينها طفلة، دخلت عالم المسرح وأصبحت ممثلة مسرحية وكنت عاشقة للمسرح بشكل كان المسرح هاجسي الوحيد ليلا ونهارا. وكلما تقدمت كلما بات المسرح امامي اجمل بكثير ويجذبني إليه بشكل أكبر.
وبعد ثلاث سنوات، أصبح المسرح شيئا آخر بالنسبة لي بحيث صار سُلّماً ارتقي به نحو السماء، وبعدها بعقد من الزمان وفي مهرجان المسرح في محافظة ايلام، حيث مثلت في مسرحية بعنوان (العشق المستعجل) وهي مسرحية كوردية، لأول مرة حصلت على جائزتي الاولى في حياتي الفنية، وكوني حصلت على هذه الجائزة، أصبحت أفضل ممثلة في المحافظة وكذلك من جهة التمثيل بلغتي الأم، أي اللغة الكوردية الجميلة واقول (مثل فتاة من الفتيات الكورديات الفيليات وعشيرتنا الكبيرة، عشيرة الكورد البهلوييون، وصلت الى ماوصلت اليه من افتخار).
شفق نيوز- جمال عملك يعود في الدرجة الاولى الى انك استطعت في محافظة وفي مدينة ايلام، مركز تلك المحافظة التي توجد فيها قاعة واحدة غير مكتملة وديهلوران مدينتك ومسقط رأسك، ليس فيها اية قاعة تتوفر فيها أبسط الشروط كونها قاعة للمسرح، فكيف استطعت ان تصلي الى وصلت اليه؟
: نعم، في الحقيقة انه لا في المحافظة ولا في مدينتي توجد إمكانات هذا العمل وفي ديهلوران وفي حرارة تفوق 50 درجة مئوية وفي ظروف العمل لا تتوفر على اية امكانيات، كان صعبا جدا ان يكون العمل بالعشق فقط في مسرحية (العشق المستعجل) هو الذي مكنني ان اكون ممثلة وانا سعيدة جدا باني الان وبعد حفنة من السنين ان انتقل الى ايلام واليوم انا وصلت الى طهران، وهذا يؤكد بان الفن لا يمكن ان يصل الى مبتغاه من دون العشق.
شفق نيوز- الجيل الناشئ في إيلام استطاع ان يحصل على نتاج فني مسرحي وسينمائي كثير، انتم كإمرأة هل سرتم على الطريق نفسه؟
: الكوردي يولد مع الفن ويموت مع الفن، وقبل شرح هذا الكلام يجب ان اقول انه على الرغم من أنه في العمل والبدء بالعمل نحن نعلم أن النساء يعانين الكثير، وهذا لايعود الى الفن بنفسه، بل يعود لمحددات المجتمع.
وانا على عكس الجميع لا انظر الى الامر من هذا الجانب بل أرى أن النساء الكورد متقدمات دائما في العمل الفني على الرجال، حيث أن النساء شاركن الرجال في مواسم الحصاد وجمع المحصول وذره والزراعة وحتى الرعي، وأثبتن بأنهن لسن أقل من الرجال، وكان العمل الاقتصادي عملا مختلطا بين الرجل والنساء،. وفوق كل هذا، الفن في المناطق الكوردية اكثره نسائي، نسج السجاجيد وكذلك نسج الافرشة والاغطية، وصناعة المكانس وبناء بيوت الشعر والاسيجة الخاصة بها واعمال أُخرى كلها كانت تقوم بها نساء العشائر بشكل فني متقن، وكان هذا العمل ينتقل من جيل الى جيل مع الاحتفاظ بسر المهنة . فكان كل جيل يعلم الجيل الذي يليه على كيفية القيام بكل تلك الأعمال، وبعد تغير نمط الحياة والتطور وحياة الاستقرار في البلاد، كانت النساء ومن غير إرادتهن تم اسكانهم في البيوت حيث فقدن شيئا فشيئا تلك القدرات التاريخية التي كن يتمتعن بها، والرجال ايضا تعرضوا للمشكلة نفسها، حتى وصل الأمر الى جيلنا الحالي حيث نرى بأن النساء لم يكن بأقل شأن من الرجال في متطلبات العمل العصرية، حيث بدأن بالعمل الفني من جديد،و حيث اتخذ الرجال مسارهم في الحياة مثلما فعلت النساء على الرغم من ان حظوظ الرجال أكثر من النساء والمجتمع الإداري في ايران في البداية، كان رجوليا وهذا ليس ذنب النساء، ووفقا لما أراه فإنه مادام مختلطا بدمائهن فانهن يبادرن بشكل اسرع واكثر من الرجال وإذا أردن ذلك فإنهن من الممكن أن يتقدمن أكثر.
شفق نيوز- وماذا عن المسرح الكوردي؟ كيف ترينه؟
: الفن، لسان حال جميع الناس ومن اجل ان نساهم في ازدهار الثقافة والامكانيات الاصيلة والسليمة لدى الانسان، افرح كثيرا بانني ايضا كوردية والكورد مازالوا يتعلمون لغتهم الفنية اليومية وليسوا متأخرين ومتحجرين.
شفق نيوز- بحسب رأيك، هل استطعنا إيجاد او خلق هوية جديدة للمسرح والسينما الكوردية؟
: الكورد لم ينظروا الى مجال السينما والمسرح من جانب المتعة، ومن أجل هذا لو منحوا بعض الامكانيات، ولو كان الكورد مبسوطي الايدي بشكل اوسع قليلا عندها كنا سنرى كم يزدهر أداؤهم في هذا المجال، نحن الكورد لم تتوفر لنا امكانيات ثابتة للمسرح للتمكن من جذب الناس الى قاعاته.
شفق نيوز- ما دور النساء في هذا العمل بحيث يتمكن من تحمل مسؤوليته؟
: لا اقول هذا انحياز ومدح للنساء، الذي انا اراه واعرفه فان النساء في التمثيل المسرحي الكوردي اكثر ولهن مريدين اكثر، واستطيع القول انهن على استعداد اذا سمح لهن ان يشاركن فيه اكثر من الرجال.[1]