شفق نيوز/ على الرغم من أن الموسيقى الكوردية، تتصف بأنها نسوية من مناغاة الأطفال وولادتهم إلى الأنين ونغم الهورة التي تغنى في الوحدة الى التعازي والرثاء (مور وباوموري وموه) وقرع الدفوف والطنابير والتصفيق والرثاء، كلها نسائية ولكن عزف الساز (الزرنا) والطبل وطقوسها تناقص في الفترة الاخيرة وخصوصا في العقود الثلاثة الاخيرة ابتعدت النساء عن العزف والموسيقى.
فريبا جمالوندي واحدة من الفنانات الايلاميات الكورديات الفيليات المنهمكات في التحضير لتسجيل أول أغنية كوردية ايلامية ونشرها.
شفق نيوز أجرت مقابلة مع هذه السيدة وحاولت أن تستفهم اوضاع الفن النسوي والغناء بصورة خاصة في ايلام.
شفق نيوز- حبذا لو عرفت بنفسك لنا، هل انت مدونة قاموس مغنية ام مغنية مدونة قاموس؟
: انا فريبا جمالوندي، انا كوردية ايلامية، ردا على سؤالكم احب ان اقول ولا واحدة منهما.
شفق نيوز- لماذا؟
:انا قبل كل شيء انسانة، انسانة جوهر روحها الانسانية وهذا الهدف، ميراث كبير لثقافة الكوردايتي (كون المرء كورديا) التي تجعله واجبا على عاتقها.
بعد ذلك أنا كوردية تؤمن بثقافتها ومحبتها منصبة على أنه لا توجد فوارق بين الثقافة والغناء، قبل ثلاث سنوات انا واخي نكتب قاموسا للكلمات الكوردية، والآن نحن بصدد إصداره باسم (القاموس الموضوعي) وهو تحت الطبع.
شفق نيوز- وماذا عن الموسيقى؟
:الموسيقى هي اللغة المشتركة لجميع الكورد، وكما قال بيتهوفن :في الوقت الذي يعجز فيه الكلام تبدأ الموسيقى فان الكورد بجميع لهجاتهم ولهيجاتهم الكثيرة المتنوعة والاختلافات التي بينهم أظهروا بأن الموسيقى الكوردية لغة الجميع والعامل المشترك بينهم، هناك شيء مثل ما قاله بتهوفن جلي بين الكورد حيث أن أية قبيلة او لهجة شركاء في الموسيقى وان اي كوردي عندما يسمع الموسيقى الكوردية، يقشعر لها بدنه ولا يستطيع ان يبقى جامدا من دون ان يأتي بحركة ما.
للأستاذ كوران الشاعر شعر جميل، اعتقد انه كتبه لدرويش عبدالله عازف الناي الكوردي يقول فيه (انك أكثر معرفة من بتهوفن بروحي أيها الدرويش).
في الحقيقة ان الكوردي لاتفترق روحه عن الموسيقى، وانا كوردية بالطبع، مثل اي كوردي واكثر من ذلك كوني امرأة كوردية ومنذ طفولتي تعلمت الاستماع للموسيقى وانا ادرس الموسيقى الكوردية الى جانب الموسيقى الايرانية منذ خمس سنوات وانا مجنونة بهذه الموسيقى.
شفق نيوز- انت اول امرأة ايلامية تغني، ما هو شعورك بهذا الصدد، وما هي الصعوبات وما هي محاسن ما تقومين به؟
:انا، بنفسي راضية عما اقوم به، وايضا اعرف بان من واجبنا جميعا ان نحيي كل هذا الارث الكبير لاهلنا وقبائلنا ونحفظها للمستقبل والاجيال الكوردية المقبلة. الموسيقى تمنح الروح للحياة وتنثر السعادة في نفوسنا وتعطى معنى على الرغم من ان العمل في المجال الموسيقي للنساء هنا له صعوباته ومن ثم عدم وجود البنى التحتية والإمكانيات اللازمة يزيد من صعوبة الأمر على النساء في ايلام.
شفق نيوز- كيف تقيمين أحوال العمل الفني بين النساء الكورد؟
:على الرغم من أن النساء الكورديات كن على طول التاريخ هن المحافظات على الإرث الفني، لكنه وللاسف فان حظهن في الفن الكوردي يكاد لا يرى ومكتسباتهن في هذا العهد ليست كثيرة، وإذا خطت المرأة ولو خطوة واحدة فإنها تكون خطوات قصيرة، وكذلك مازالت لا تبّرز أمام الناس ولا يتم الحديث عنه.
شفق نيوز- لماذا ليس هناك أي حديث عن صوت النساء اليوم؟
: إحدى من المشكلات الاخرى هي أن أصوات النساء في الموسيقى والغناء هي أنهن يمتلكن نعومة ولطافة على عكس الأصوات الرجالية، فصوت النساء على الأكثر على طرفي نقيض من حيث الحدة والقوة مع أصوات الرجال ولهذا ليس بإمكان النساء تقليد اصوات الرجال، واقول ان هذا ليس أهم شيء وليس كل شيء، وهي خصوصية خاصة بالنساء وهذه الامكانية مكنتهن من قراءة النوتات العالية وإيجاد حجم خاص بأصواتهن.
نحن نعلم ان الرجال بحكم المجتمع الرجولي لهم السلطة الكثيرة للقيام بأي عمل، والامر مشابه فيما يخص الموسيقى ، فهم تعلموا الموسيقى ابا عن جد ويقوم أحدهم بتعليم الآخر ولكن ليست هنالك امرأة واحدة تعلم غيرها الموسيقى او ان تكون استاذة للموسيقى للتعليم، و هذا ما يدع دورات صقل الأصوات بالنسبة للنساء عقيمة وهن لا يتمكن من الإشراف على أنفسهم بقدر الرجال.
شفق نيوز- ما الذي تريدين قوله من كلامك؟
:العمل الثقافي وبعده اي عمل فني وادبي واجتماعي آخر هو أساس وبنى تحتية أي عمل اخر للناس ولأي رجل دولة، ولهذا اطلب من كل رجال الدولة وعلى الاكثر من النشطاء الكورد وايضا المسؤولين اطالبهم ان ينظروا الى هذا المجال ولا يسيسوا العمل الثقافي، تسييس العمل الثقافي يسبب التقليل من شأن العمل.[1]