شفق نيوز/ يسري الاعتقاد بأن العمل في مجال الأدب الكوردي بإيران يتجه نحو سطوة نسائية واضحة.
زهراء أوميدي واحدة من الاديبات اللواتي سبقن الرجال وكتبت اول رواية كوردية باللهجة الكوردية الايلامية (الفيلية) ومن المؤكد انه ليس هناك في العراق عمل مشابه أيضاً، لذلك بالإمكان القول إنها أول اديبة تكتب رواية بالكوردية الفيلية وجميع تفرعاتها اللهجوية.
ومن أجل تسليط الضوء على هذا الجانب وغيره، أجرت وكالة شفق نيوز مقابلة مع الروائية زهراء أوميدي وهي من مواليد عام 1983 في مدينة ايلام، وحاصلة على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاداب الفولكلورية، وهي تعمل منذ سنوات في المجال الادبي في جنس الرواية الكوردية والفارسية.
وفي عام 2003 كتبت رواية باللغة الفارسية تحت عنوان (شاه بري = سيدة الملائكة) وطبعتها ونشرتها في العام نفسه، وفي عام 2020 كتبت رواية (سرب الملائكة) باللهجه الكوردية الفيلية وقامت بطبعها ونشرها في العام ذاته، وهي منشغلة بكتابة رواية كوردية اخرى لم تنته من كتابتها لحد الان.
- كيف ولجت عالم الادب؟
أوميدي: أنا اكتب منذ سن العاشرة، فالكتابة كانت على الاغلب فطرية، واتذكر عندما احصل على شيء بسيط من المال كنت اشتري بها كتبا على الفور، وعندما كنت اقرأ كنت اتساءل متى اكبر واقوم بكتابة ونشر كتاب خاص، كان هذا جل رغبتي، على الرغم من اني انحدر من عائلة ليست عالية الثقافة ولكنني كنت امتلك خيالا متأججا منذ الازل. وكذلك كنت في اماكن، لم اتوقف قط عن تصويرها في خيالي، كنت احب قراءة القصص وكتابتها ، ولا اخفيك قولا اني لما دخلت في مجلس القصص في ايلام اصبحت اعمالي اكثر جدية.
عندما كنت اكتب رواية (شاه بري= سيدة الملائكة) باللغة الفارسية كنت اقرأ اقسامها قسما قسما في المجلس واخيرا اصبحت هذه الاقسام رواية محلية اخذت مطبعة قوقنس في طهران على عاتقها طبعها ونشرها. وبعد هذه الرواية اخذت بالاهتمام باللغة الكوردية، فرأيت انه ليس هناك اي شخص كتب رواية باللغة الكوردية وباللهجة الفيلية، فنحن لدينا شعراء وكتاب معروفون في عالم الادب في ايلام ولكني رأيت ان مكان الرواية الكوردية بهذه اللهجة مازال خاليا.
وتوجهت لنفسي وشعرت باني قادرة من خلال قوة اللغة والثقافة المحلية ان استفيد منها في كتابة الرواية، وهكذا بدأت بالعمل في كتابة رواية (سرب الملائكة).
- ولماذا القصص بالذات؟
أوميدي: أنا غالبا ما اكتب الرواية، منذ الصغر كان انشائي جيدا، ولهذا اخترت الرواية منذ الاول، من المؤكد ان شكل الحياة له دور في تشكل الذهنية والفكر والعقيدة. انا في رواياتي التي اكتبها استخدم الصور العينية وتجاربنا الحياتية في الثقافة الكوردية. سواء كنت اكتب بالكوردية او بالفارسية.
-لماذا كتابة الرواية والاحداث بالكوردية؟
أوميدي: القصص الكوردية لها عنوانها. ورموزها المحلية والاقليمية والثقافية والصور والطقوس الكوردية. اذا نظرنا جيدا الى الثقافة الكوردية ومن بينها الكوردية الإيلامية الفيلية سنجد افكارا ممتازة لكتابة القصة والرواية. انا عندما كنت اسأل نفسي: أنا كاتبة كوردية اللغة فلماذا يتوجب علي ان اكتب بالفارسية واضع اللغة والثقافة الكوردية جانبا؟.
- هل تكتبين للكورد فقط؟
أوميدي: كلا، انا كغيري من كتابنا، لغة روايتي هي الكوردية الجنوبية، بالامكان كتابة الرواية باللغة الخاصة والمناطقية وفي مدينة خاصة وتدور احداثها في ارضها ولكن بالامكان قراءتها في اي بقعة من العالم وبالامكان ان تفهم في اي مكان لان اللغة الاصلية ليست عائقا مؤثرا امام ذلك.
ماذا عن الحكايات والاساطير الكوردية؟ الى اي مدى تأخذينها بعين الاعتبار؟
أوميدي: الحكايات الكوردية لها مساحة واسعة من الحرية لكي تتحول الى اشعار او روايات كوردية على الرغم من انني في رواية (سرب الملائكة) لم ار من الواجب ان استفيد من الحكايات. الكتابة باللغة الكوردية لها حالة اخرى خاصة بها.
- الى اين يمضي مستقبل الادب والقص الكوردي في نظرك؟
أوميدي: لقد تحرك الادب الكوردي منذ زمن، نحن لدينا الكتاب والشعراء الجيدين والمعروفين في الادب الكوردي شقوا لانفسهم اسماءهم في العالم ولكن فيما يخص الكوردية الجنوبية فلعلنا متأخرون قليلا في البدء بالحركة. ولكن بدأ البعض من الادباء في ايلام في التشكل وبالامكان ان تكون لهم نتاجات جادة.
- وماذا عن قصص الاطفال في ايلام، كيف ترينها؟
أوميدي: أدب الاطفال بدأ عندنا بمناغاة الاطفال، وفي الثقافة الكوردية كغيرها من الثقافات هناك امهات يقرأن الشعر بلغتهن الاصلية لاطفالهم، قسم من تلك الاشعار قديمة جدا، والقسم الاخر تم تحويلها الى الصيغ الجديدة، واول نتاج ادبي استمع اليه اطفالنا هي نفسها المناغاة التي تقال شعرا او تروى كحكايا او اساطير .
اما اذا نظرنا الى ادب الاطفال نرى انه بحاجة الى التحليل والتدقيق بشكل اكبر.
وقد تم نشر كتب اطفال جيدة وهناك مطبوعات جيدة جدا في الادب الكوردي وادب الاطفال، ولكن حسب اعتقادي فان الكتاب والشعراء الذين يكتبون للاطفال قليلون جدا فهم افراد قلة وهناك مكان كبير للعمل للاطفال في ايلام وجميع المناطق الجنوبية الاخرى.[1]