رغم ان ما تعرض له الكورد الفيليون من ظلم واضطهاد على يد النظام السابق قد سبب جروحاً غائرة في النفوس والأرواح وفقدانا للوطن والمال والمكانة الاجتماعية والتجارية التي كانوا يتمتعون بها، الا ان ذلك لم يمنع من أن يكون دافعا للكثير من ابنائهم وبناتهم ان يشقوا طريقهم في الحياة رغم الصعوبات، فبرز من بينهم السياسي والعالم والطبيب والناشطون المدنيون.
من بين النساء الكورديات الفيليات، السيدة صبيحة ألماس التي نحاول من خلال هذه المقابلة تسليط الضوء على جوانب من التاريخ النضالي لشريحة الكورد الفيليين بصورة عامة والجهود التي تبذلها جمعية الكورد الفيليين التي تترأسها في السويد.
شفق نيوز- بداية نود التعرف أكثر على السيدة الكوردية الفيلية صبيحة ألماس.. هل لكم أن تضعونا بشكل أوسع على عمل ونشاط جمعية المرأة الفيلية التي تديرونها؟
*تحياتي الحاره لكم، انا صبيحة الماس كوردية فيلية مقيمة في السويد منذ عام 1988، واحب ان ابين سبب تواجدي هو الاضطهاد القومي السياسي الذي تعرضنا له نحن الفيليين في العراق وخاصة في زمن الدكتاتور صدام والنظام البعثي البائد.
انا ناشطة في مجال حقوق الانسان وايضا في قضايا المراة المهمة ودائما كنت حريصة على نشر وتوعية الناس بقضيتنا نحن الكورد الفيليين في أي مكان، كنت شاركت في عدة محافل دولية في مؤتمرات نسوية تناقش قضايا المرأة المهمة في السويد وفي العالم.
أسسنا جمعية نسائية كوردية فيلية بتاريخ 2003 قبل السقوط وحاليا اترأس هذه الجمعية وكانت لنا نشاطات توعية ديمقراطية وثقافية وكوّنا علاقات جيدة مع منظمات المجتمع المدني في السويد وخارجها.
وانا ايضا ام لاربعة اولاد ولي 13 حفيداً، قسم منهم وصل الى المراحل المتقدمة في الجامعة لدراسة والماجستير والدكتوراه، ومهتمون بقضية قوميتهم وشريحتهم الفيلية من ناحية التاريخ والثقافة في الماضي والحاضر.
جمعية المرأة الكوردية الفيلية في مدينة يتبوري ومن اهداف الجمعية توعية النساء بقضايا شعبنا الكوردي الفيلي ونقل تاريخ ومعلومات عن ثقافته للأجيال القادمة وخاصة الكورد الفيليين في المهجر.
ومن اهم الاهداف الاخرى للجمعية العمل على تسهيل الاندماج في المجتمع السويدي وكذلك إجراء ورش تعليمية مهنية كالخياطة والطبخ والصحة وقضايا ثقافية وترفيهية كالحفلات والسفرات لأعضاء الجمعية واصدقائهم من السويديين واخرين من ملل اخرى من المتعاطفين معنا.
وتمتاز الجمعية بعلاقات جيدة مع الجهات الرسمية السويدية وكذلك منظمات المجتمع المدني في السويد
جمعيتنا عضو في لجنة التنسيق للمنظمات الكوردية في يتبوري وعضو في لجنة الدفاع عن حقوق الكورد الفيليين في مدينة يتبوري وضواحيها
في كل عام الجمعيه تكون العنصر المهم باقامة الحفل التابيني السنوي لضحايا الفيليه من الشباب المغدورين بيد النظام المجرم.
في مجال علاقتنا خارج السويد قمنا بعدة زيارات الى كوردستان واستطعنا ان نقيم علاقات جيدة مع منظمات المجتمع المدني ايضا بالتعاون مع المنظمات في السويد استطعنا استضافة وفود المنظمات الديمقراطية في كوردستان واقمنا دورات تدريبية في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان في السويد.
شفق نيوز- هناك حديث عن ان مدينة يتبوري حيث تتواجد الجمعية تعد من أكبر المناطق التي تضم الجالية الكوردية الفيلية هل أثر ذلك على ثقافة او طابع المدينة الأوروبية الشمالية؟
*مع كل الاسف ليس هناك دور للجالية الكوردية الفيلية في التأثير على المجتمع السويدي وهذا ناتج عن ضعف المشاركة في قضايا المجتمع السويدي وقد حالت الجمعية مرارا وتكرارا ان تغير هذا الحال؛ ولكن مع الاسف لم نتوفق بشكل واضح.
شفق نيوز- كانت لكم لقاءات مع ملكة السويد، كيف كانت مواقفها مع قضية الكورد الفيليين؟
*قمنا مع جمعيات المجتمع المدني في مبادرة لزيارة ولقاء ملكة السويد، في يوم تاريخي هو يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار وتعرفت على الجمعيات واعمالها واندماجها بالمجتمع السويدي وانا عرفت نفسي ككورديه فيلية من ضمن الوفد.
شفق نيوز- كيف ينظر فيليو المنفى لوضع الكورد الفيليين في العراق على وجه الخصوص، وهل كانت لكم إسهامات معينة بهذا الخصوص؟
*على صعيد الجمعية لم نقم بأي نشاط يدعم قضية الكورد الفيليين بالداخل، ولكن على الصعيد الشخصي كامرأة كوردية فيلية بادرت في جمع تبرعات للمساهمة في انشاء وانجاز النصب التذكاري للشهيد الكوردي الفيلي في بغداد وجمعنا تبرعات في مساعدة النازحين في العراق.
شفق نيوز- يلقى لوم عادة على الكورد الفيليين في الخارج على ان يواظبوا على التحدث بلغتهم الأم ما هي إسهامات جمعيتكم بهذا الخصوص؟
*الجمعية كانت لها محاولات لإجراء دورات لغوية تساعد على تطوير وممارسة اللغة الكوردية الفيلية وخاصة الاطفال ولكن بدون أية نتيجة مع كل الاسف.
احب ان اسلط الضوء على هذه النقطة المهمة من خلال منبركم حول مشكلة الكورد الفيليين هو عدم وجود قائد وقيادة وطنية غير تابعة لأية جهة تعمل على تثبيت حقوق هذه الشريحة المضطهدة من دساتير الدول المتواجدة فيها وفي المحافل الدولية كذلك يجب الذكر هنا واللوم على أنفسنا كشريحة كوردية فيلية بأننا تركنا موضوع حريتنا واعادة كرامتنا واثبات حقوقنا ومن المؤسف الكثير من الفيليين يفضلون القضايا المذهبية الدينية على القومية وبهذا خسرنا الهوية.[1]