تعتبر قرية ليلان الأثرية أحد أقدم وأهم المعالم الأثرية في العالم وفي منطقة ميزوبوتاميا، حيث سكنها الأكاديون والخوريون والآموريون، ويعود تاريخها إلى الألف السادس قبل الميلاد وكانت عاصمة الملك شمشي آدد ابن حمورابي.
تقع قرية ليلان جنوب ناحية تربه سبيه بثماني كيلومترات، وكلمة ليلان كردية وتعني باللغة العربية “السراب”، وتشتهر هذه القرية بتلالها الأثرية التي تُعد من أقدم وأهم المعالم الأثرية في العالم، بحسب بعثة أمريكية من جامعة ييل برئاسة البروفيسور هارفي وايس.
بُنيت القرية على ضفاف نهري “جراح ومعشوق”، حيث إن هذه الأنهار كانت تُشكل سوراً حول القرية لحمايتها من الهجمات والغزوات في تلك الحقبة من الزمن، عُثِر في الجهة الغربية من القرية على أربعة أفران وحمام يُعتقد أنها للإمبراطور شمشي آدد، كما تم العثور على حوالي 650 قطعة أثرية من لوحات مسمارية باللهجة البابلية القديمة، ونصوصاً إدارية واقتصادية ورسائل سياسية وتماثيل طينية ومعاهدات ألقت الضوء على التطورات التي حدثت في وادي الخابور بعد سقوط مدينة ماري أثناء التنقيبات.
الباحث الآثاري الدكتور سليمان إلياس، أشار إلى أن موقع ليلان الأثري يأخذ مكاناً هاماً بين المواقع الأثرية في العالم، كونها كانت عاصمة للملك الآشوري شمشي آدد ابن حمورابي، ويعود تاريخها إلى ستة آلاف قبل الميلاد، مشيراً إن الملك الآشوري توجه إلى سوريا عام 1735 قبل الميلاد، وبنى عاصمته في قرية ليلان وأسماها شباط إنليل والتي كانت قبل ذلك تسمى ب “شخنا” عاصمة بلاد آبوم أي/بلاد القصب/ وكانت تبلغ مساحتها حينها 20 هكتاراً، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد وهي عبارة عن مملكة تشمل معظم المناطق الشرقية من حوض الخابور.
ليلان وأهميتها التجارية
اكتشفت البعثة القصر الذي يُعتقد أنه يعود إلى الملك شمشي آدد، بالإضافة إلى اكتشاف مجمع ديني مثل معبد بلغت أبعاده 10/15 م بُنيَ من اللبن على مسطبة مرتفعة، كما أوضحت البعثة إن تلال قرية ليلان كانت من أهم المواقع الاستراتيجية في العصور القديمة وذات أهمية تجارية كبيرة وذلك بالاعتماد على مستودعات القمح التي تم اكتشافها فيها، وكان سكانها يعملون في التجارة مع مدينة الموصل في العراق، ولا تزال آثار تلك المستودعات موجودة حتى الآن.
الدكتور سليمان إلياس أضاف، إن الدول المحتلة لأجزاء كردستان حاولت تشويه تاريخ وحضارة قرية ليلان، من خلال كتبها التاريخية التي كانت تُدرّس في المدارس، إلا أن المكتشفات التي تم العثور عليها في تل ليلان الأثري، أثبتت عراقة وتاريخ الشعوب التي سكنت تلك المنطقة وأبطلت مخططاتها في تحريف وتشويه تاريخ ذلك الشعب.
وكالة هاوار.[1]