أسست حركة الهلال الذهبي لمقاطعة عفرين في الثامن من آذار عام 2020 فرقة غنائية فلكلورية خاصة بالنساء، مركزها مُخيم سردم الواقع في ناحية تل سوسين بمقاطعة الشهباء وباسم ” Kevne şopî كفن شوب”، وتتألف الفرقة من ثلاث نساء كبار في السن كمؤديات للأغاني، وثلاث فتيات عضوات في الهلال الذهبي على الإيقاع والعزف.
وتُعرف الفرقة أيضاً بفرقة “شهيدة مزكين” نسبة إلى المناضلة والفنانة مزكين التي تميزت بنقاء صوتها وكلماتها وأغانيها الثورية والتي استشهدت في منطقة تطوان عام 1992.
وتؤدي الفرقة أغان تراثية مثل “Devejî Meymoş Heyva zerî Xecê û sîyamend”، بالإضافة إلى العديد من الأغاني الأخرى من التراث العفريني.
تساهم عضوات الفرقة عبر أغانيهن التراثية في توطيد صلة الجيل الجديد مع التراث وإغناء التراث الشعبي الكردي. وتعمل على تتبع خطوت أمهاتهن لإحياء الفلكلور الكردي والعفريني، ليس عن طريق الغناء فقط، بل ضمن كافة مجالات الحياة لكي يظل التاريخ الثري منارة للأجيال.
عضوات الفرقة الثلاث كّن يمارسن عملهن ضمن فرقة “أنكيزك” في أعوام الثمانينات، وشاركن في عدد من الحفلات والفعاليات الوطنية، وتعرضن خلال ذلك للضغوطات والملاحقة من قبل سلطات نظام البعث بسبب عملهن في حركة الثقافة والفن.
يشار إلى إن قسمًا كبيرًا من أغاني الفرقة يدور حول المرأة في التاريخ، وتقول إحدى العضوات “نبيهة محمد“:
“منذ الصغر وأنا أمارس الغناء، حينذاك لم يكن بمقدورنا الانضمام إلى الفرق بشكل واسع، وإلى اليوم كعضوات الفرقة نمارس عملنا، كما أننا نسعى إلى توسيع فرقتنا بضم الأمهات اللواتي يُجِدن أداء الأغاني”.
وأضافت نبيهة محمد “أثّر التهجير القسري من عفرين في نفوسنا كثيرًا، وبذلك الألم والأمل بالعودة نغني اليوم، وبصوتنا نريد إيصال تاريخنا وقصصنا إلى كافة الشعوب”.
وتشارك عضوات الفرقة الآن في كافة الفعاليات والمناسبات منها نوروز و”يوم المرأة العالمي” في مقاطعة الشهباء ولاقت مشاركتهن استحسان نساء وأهالي عفرين المُهجّرين، وجل مطالبهن الحفاظ على الفن والفلكلور والتراث الكردي ليبقى حيًّا بين الأجيال.
وكالة هاوار[1]