غاندي اسكندر
يقول الكاتب، والصحفي المصري فتحي محمود في مستهل كتابه “العلاقات الكردية العربية” والذي أهداه إلى روح القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي، القائد الذي قاد الكرد والعرب في معركة حطين، وحرر القدس قبل عدة قرون: “التاريخ مخفي في حاضرنا، ونحن مخفيون في بداية التاريخ”.
يتألف الكتاب الصادر من مركز الأهرام للترجمة والنشر، التابع لمؤسسة الأهرام من 176صفحة، يتناول الكتاب في مقدمته الشعب الكردي كظاهرة فريدة من نوعها، في الواقع والتاريخ العربي والإسلامي، مشيراً “الكرد من أقدم شعوب منطقة الشرق الأوسط، ويسكنون في أرض جغرافية تسمى –كردستان- الأرض التي قّسمت بعد الحرب العالمية الأولى إلى أربعة أجزاء، في أربع دول لتشكل اليوم أجزاء من شمال العراق، وشمال غرب إيران، وجنوب شرق تركيا، وشمال سوريا” الكتاب يستهدف تعريف الرأي العام العربي بطبيعة العلاقات التاريخية بين العرب والكرد، والدور الذي يمكن أن يلعبه المثقفون العرب في دعم الحوار العربي الكردي، كبداية مهمة لإزالة أي لبس موجود، وتصحيح المفاهيم لدى الرأي العام إزاء هذه العلاقات، التي تؤثر على الأمن القومي العربي.
يبين الكاتب “أن الكرد بحكم موقعهم الجغرافي والتاريخي، جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، يؤثرون فيه ويتأثرون به” مؤكدا “أن الحفاظ على الأمن القومي العربي، يستلزم التنسيق مع الكرد لمواجهة التحديات المشتركة، القادمة من تركيا وإيران وإسرائيل” ويوضح في متن الكتاب العلاقات القوية، التي ربطت بين الكرد وبعض الشعوب العربية، والتي تعد مصر نموذجا لها منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، ويعطي أمثلة على ذلك من قبيل “إن جامع الأزهر الشريف قد خصص رواقا للكرد، تخرّج فيه الكثير من علماء الدين، كما صدرت في القاهرة أول جريدة كردية عام 1898 باسم -كردستان” وأظهر فتحي محمود دور العديد من العائلات الكردية، التي اندمجت في المجتمع المصري وأضحوا جزءا أصيلا من الشعب المصري، وساهموا في حضارتها مثل أسرة (بدرخان السينمائية وأمير الشعراء أحمد شوقي، ورائد الإصلاح قاسم أمين، والكاتب عباس محمود العقاد وغيرهم “.[1]