“الأمثال والحكم هي جزء من تراث وثقافة الشعوب، ورغم أن أي موروث من هذا النوع يبقى مهماً، لأنه يحتفظ بجزءٍ من ثقافة وطباع المعيشة في تاريخ الشعوب، إلا أنّ هذا الجزء من الموروث الثقافي هو الأكثر تميزاً وأهمية على الإطلاق، فالأمثال والحكم تعد مرآة تعكس بدقة كل مناحي الحياة لدى الشعوب”.
هكذا يتحدث الباحث الكردي بلال حسن عن كتابه (Pîr û Pendî) الصادر في ألمانيا والذي يعد موسوعة في الأمثال والحكم الكردية، وهي أمثال شفاهية في أغلبها ولبعضها تاريخ يمتد لآلاف السنين.
يجمع الباحث في هذا الكتاب ما يزيد عن 20 ألف مثل شعبي باللغة الكردية، بعضها مع مثال أو شرح بسيط بين قوسين لتقديم توضيح أكثر. كما ألحق الباحث بالكتاب قاموساً صغيراً يشرح فيه الكلمات الصعبة.
قدّم لهذا العمل البحثي الدكتور محمد زينو، الذي يقول عن الكتاب: “الأمثلة الشعبية هي أحد أنواع الثقافات أو يمكن اعتبارها من فولكلور الشعوب، وهي تعبر عن الأحداث التي عاشها المجتمع. إنها مرآة فكر الشعوب”.
الباحث بلال حسن يضيف في كلمة له في نهاية الكتاب: “وبحسب رؤيتي إذا أراد أحد ما أن يقيّم شعباً، فعليه الالتفات بالدرجة الأولى إلى الأمثال والحكم المتداولة لدى هذا الشعب أكثر من أي نوع آخر لموروثه الثقافي؛ والسبب هو أن هذا الجزء من الموروث مرتبط بالتفاصيل الدقيقة التي مر بها في كل محنة أو هجرة حدثت عبر التاريخ، وكل مناسبة احتفظت في سيرتها بمثل يحكي ذاك الواقع أو الواقعة”.
ويختم كلمته بالقول: “كتابي هذا هو تتمة لكتابي الأول الذي طبع في لبنان عام 1995، لكني أضفت عليه العديد من الأمثلة الجديدة التي دونتها لاحقاً، وقد أعدت صياغتها بلغة علمية، ولم أغير في الأحرف الصوتية لتبقى كما هي تماماً حسب الأصول، دونما أي تحريف للغة المحكية. ولا أود الخوض في هذا السياق العلمي كثيراً، وأترك للقراء الأعزاء الخوض في غمار هذه الأمثال والحكم، وأرجو أن يترك أثراً حسناً لدى كل من يقرأ الكتاب”.
الكتاب يتألف من 795 صفحة من القطع الكبير وهو صادر في 2012 في ألمانيا،كما أنه متوفر كتطبيق إلكتروني باسم (Pîr û Pendî (Ji wêjeya gelêrî .
وكالات[1]