روناهي/ الدرباسية
يعتبر الفن بجميع أشكاله أحد أهم الأساليب التي تحافظ على تراث المجتمعات وحضاراتها, ليتم توارث هذه الحضارات جيلاً بعد جيلاً, حيث أن التمسك بجذور الماضي ومحاولة الحفاظ عليها يساعد على إبراز هوية الشعوب والوقوف في وجه جميع محاولات الطمس التي تتعرض لها بعض الشعوب المضطهدة.
وفي هذا السياق, ساهم الفن بشكل فعال في إظهار هوية شعوب شمال وشرق سوريا, من خلال فرق فنية تواجدت بشكل نشط في مراحل مختلفة من عمر هذه الثورة.
وفي ناحية الدرباسية, لعب مركز الثقافة والفن في الناحية دوراً مهماً في سبيل تحقيق الهدف المنشود, ألا وهو الحفاظ على تراث شعوب المنطقة. في تقرير سابق كنا قد سلطنا الضوء على طبيعة عمل هذا المركز والآليات التي يعتمد عليها وأسماء الفرق الفنية الموجودة فيه, أما في هذا التقرير فسنحاول التعرف على تفاصيل أكثر حول عمل إحدى هذه الفرق
أول فرقة فنية
“فرقة زيلان” تتألف من عشرة أعضاء, تأسست عام 1986, ومرت بمراحل عديدة, حيث أنها تأسست باسم “فرقة سركفتن” وفي عام 2006 تم تغيير اسمها لتصبح “فرقة زيلان”. وهي أول فرقة فنية سجلت أول أغنية تصف فيها ثورة شمال وشرق سوريا, وحاولت من خلالها إيصال صوت هذه الثورة إلى الشعب والعالم. كما أنها قامت بإصدار أربع ألبومات غنائية, اثنتان منهما كانتا في بدايات انطلاقتها تحملان اسم “سركفتن” كما أنها أصدرت ألبومين آخرين بعد أن أصبح اسمها “زيلان”.
وللتعرف أكثر على عمل هذه الفرقة, التقينا مع الكاتب والملحن سلمان إبراهيم, عضو فرقة “زيلان”, حيث حدثنا عن بدايات الفرقة وبعض الصعوبات التي واجهت عملها: “منذ مطلع هذه الألفية وحتى بداية ثورة ومقاومة شعوب شمال وشرق سوريا, قمنا بتأليف الكثير من الأغاني الثورية, ولكننا لم نستطع تسجيلها وتجميعها في ألبومات فنية, وذلك بسبب السلطة القوية التي كانت مفروضة من قبل النظام. لذلك وبعد انطلاق الثورة قمنا بتسجيل الكثير من الأغاني وتصوير العديد من الكليبات, كما أننا سجلنا بعضاً منها مع عدد من الفنانين مثل الفنان فرهاد مردي”.
وأضاف إبراهيم في حديثه عن تكامل دور المركز والفرقة والتعاون بينهما: “شاركنا في الكثير من المهرجانات ولكن هذه المشاركات كانت باسم المركز وليس باسم الفرقة, كما قدمنا خمس أغاني خاصة بالأطفال، وكنا في حينها أكثر المشاركين تقديماً لأغاني الأطفال, أضف إلى ذلك مشاركتنا في مهرجانين للمسرح, ومهرجان للرقص, كما استقبلنا أكبر مهرجان على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا, والذي شاركت فيه جميع الفرق الفنية في منطقتنا, وذلك في قرية “الخاص” وكان بالتعاون مع بلدية الشعب, وكان الهدف منه المطالبة بتحرير القائد عبد الله أوجلان”.
سلمان إبراهيم تابع حديثه بالقول: “إضافة لما سبق, يقوم الفنانون المنضمون للفرقة بتسجيل أغاني فردية, مثل الأغنية الخاصة بانتخابات شمال وشرق سوريا, والتي سُجلت باللغات العربية والكردية والسريانية, بالإضافة إلى الأغاني التي تعكس معاناة أهلنا في عفرين وسرى كانيه, إلى جانب الأغنية التي ساندنا من خلالها مقاومة العصر في كوباني, أي أن أغلب أغانينا كانت لتجسيد واقع الثورة, كما أن الفرقة صورت أول كليب في ثورة روج آفا وهي أغنية “serhildanagelê me”, كما شاركت فرقتنا في مهرجان أوركيش, والذي شاركنا فيه بثلاث أغاني جديدة, كما نشارك في البرامج الإذاعية والتلفزيونية”.
صوت شعوب شمال وشرق سوريا
الفرقة تعمل على أن تكون صوت شعوب شمال وشرق سوريا وصوت ثورتها، يضيف سلمان إبراهيم: “شاركنا في العديد من النشاطات التي أُقيمت خارج حدود إقليم الجزيرة, حيث شاركنا في العديد من الفعاليات في كوباني ومنبج, فضلاً عن مشاركتنا في العديد من المهرجانات التي تقام خارج حدود روج آفا مثل شنكال وغاري”. وعن آلية توزيع العمل ضمن الفرقة أشار سلمان إلى أن إدارة الفرقة تجتمع وتوزع المهام على الأعضاء، كلاً حسب درجة ونوعية صوته, حيث أنه في أغلب الأحيان يتوافق صوت المرأة على علامة الDO أو علامة ال RÊ في حين يغني الرجال على علامتي SOL و LA.
سلمان إبراهيم اختتم حديثه بذكر النشاطات التي شاركت الفرقة فيها بمناسبة يوم المرأة حيث قال: “تواصلنا مع عدد من الفنانين في هذا الخصوص, كما نسقنا مع أعضاء الفرق القدماء, كما ستشارك معنا امرأتين من خارج مركز الثقافة والفن وعضوتين من داخل المركز. كما أنه في هذه السنة شارك الرجال أيضاً في فعاليات الثامن من آذار، وتعتبر هذه خطوة جيدة وفريدة من نوعها, كما شاركت فيها فرقة الأطفال أيضاً”.[1]