تقرير/ عادل عزيز
روناهي/ قامشلو- إن مستقبل كل بلد هو شبابه، وهناك مهنة في قلب كل شاب لأن المهنة تخلق الشخصية، للشباب أيضًا دور كبير في تنمية المجتمعات رغم المصاعب في شمال وشرق سوريا، فكان رد الشباب على كل المصاعب بفنهم.
يعتقد الكثيرون أن الفنون لا معنى لها وليس لها أهمية، ولكن لا يعرفون أن الفنانين يعبرون عن مشاعرهم تجاه مجتمعهم والطبيعة وما تظهره الحياة لهم من خلال استخدام وسيلة فنية، فعلى سبيل المثال عندما نشاهد لوحة فنية أو قطعة موسيقية فهي تحرر الفنان من الحالة التي يعيش فيها، سواء كان الخوف أو القلق أو الغضب، أو أي مشاعر مكبوتة في داخله يخرجها لكي تقوده بعد ذلك إلى الاستقرار النفسي.
التعلم الذاتي
الشاب “دمهات غور” من الشباب المصرين على التميز والنجاح، دفعه حبه للموسيقى والغناء لمتابعة موهبته وتعلمها بل والتميز فيها، وفي لقاء لصحيفتنا معه علمنا إنه من قرية عين حسان إحدى قرى سري كانيه وعمره ثلاثة وعشرون عاماً، ليحدثنا عن شغفه بالموسيقا والغناء: “كنت طالباً في الصف الخامس، وكنت أحب الغناء وأتمنى تعلمه، فقد كان والدي يعزف على الطمبور، وفي كل مرة كنت أجلس بجانبه وكان يسمعني صوت الطمبور، كانت تزداد رغبتي في التعلم، ولم أستسلم بل حاولت جاهداً وتحقق حلمي وتعلمت العزف عام 2011”.
إعطاء الدروس
“في عام 2014، ذهبت إلى مركز الثقافة والفن في مدينة سري كانيه، لأشارك في الفعاليات والحفلات الفنية والموسيقية، ولأتعلم العزف على الآلات الموسيقية بشكل أفضل، في عام 2019 انضممت إلى أكاديمية الشهيد “هركول” وتعلمت الموسيقى والفلوت وبعد التدرب في الأكاديمية عدت إلى سري كانيه وأصبحت “معلم موسيقى” وبدأت أُدرّس وأدرِّب الأطفال والشباب على أصول العزف على الناي والكيتار، ولكن لسوء الحظ اضطررنا للهجرة بعد هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، وبعد ذلك انتقلنا إلى مدينة عامودا وقمت بإعطاء دروس الكيتار والناي بشكل أكاديمي واحترافي للمتدربين”.
وفي ختام لقائنا وحول أعماله وطموحاته القادمة قال دمهات غور: “أعددت ثلاث أغنيات، إحداها عن الهجرة والنزوح القسري عن سري كانيه، وستنشر في غضون شهر، كما أريد أن أقول لكل الشباب استمتعوا بفنونكم، لأنكم مستقبل هذا البلد، ومن واجبنا الحفاظ على ثقافتنا وتراثنا، فالثقافة والتعلم أساس التقدم، والموسيقى فن إنساني قبل كل شيء، أي أنها فن مرتبط بحياة الإنسان الواقعية وبصراعه خلالها”.[1]