تقرير/ محمد محمود
روناهي /#قامشلو#
رغم أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أنها لم تستسلم لظروف الحياة القاسية التي رافقتها، ولم تثنِ عزيمتها آلام النزوح، بل زادتها إصراراً على التمسك بالحياة والإبداع فيها والتميز
الشابة “شرفين علو” البالغة من العمر 24 ربيعاً تمتلك عزيمة لا يمتلكها الكثيرون من أقرانها، فهي قد جعلت من أناملها لسان حالها، وأبدعت بها لوحات فنية تنضح بالحس الفني والإبداع وتحمل الكثير من الإرادة والمثابرة ذلك أن شرفين صماء بكماء لكن لوحاتها تنبض بالحياة وتحمل بأكثر من معنى.
وفي لقاء لصحيفتنا مع والدة شرفين “حميدة محمد” حدثتنا عن وضعها الصحي ومعاناتها فقالت: “شرفين منذ ولادتها صماء وبكماء وهي الفتاة الوحيدة في العائلة، لم تقبل في المدرسة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لأنها كردية, كانت ترى الأطفال يرتادون المدرسة وتشعر بخيبة أمل, لكنها لم تستسلم بل كانت الابتسامة لا تفارق وجهها أبداً، وبعد بلوغها الثالثة عشر من عمرها اكتشفنا موهبتها وحبها للرسم, وتعلقها بالألوان والأقلام ودفاتر الرسم”.
إرادة وموهبة هذه الشابة وبريق ريشتها السحري الذي يمضي على الورق بكل إتقان جعلها شعلة تنير صميم معظم الفعاليات والمعارض لكون لوحاتها مفعمة بالإحساس والأمل وأبهرت الكثيرين، وشاركت بعشرات من اللوحات الزيتية، وأخرى بالفحم والرصاص، ويغلب على لوحاتها الجانب الأنثوي فهي تؤمن بأن المرأة هي أساس الحياة ومنبعها، كما نفهم منها”.
وعن مشاركة شرفين بالمعارض ذكرت والدتها: “شاركت شرفين بمعرضين في عفرين المحتلة وكانت مشاركتها في المعرض الأول لأجل كوباني حيث تقدمت باللوحات التي تشير إلى المقاومة البطولية في كوباني من جهة ومعاناة الأطفال وآلامهم في ظل الحروب والنزاعات من جهة اخرى، أما المعرض الثاني من أجل شنكال وقد شاركت فيها بعنوان “الطائر الأبيض الذي يعبر عن السلام””.
إن الاحتلال التركي لمدينة عفرين أجبر هذه الشابة على ترك كل لوحاتها وذكرياتها الأولى في منزلها، خلفت بذلك مآس حقيقية تركت أثرها البليغ في نفسها, لكن عزيمتها وحلمها الكبير بمتابعة الرسم كسر كافة العوائق والصعاب التي تعرضت لها أثناء خروجها القسري ونزوحها لمنطقة الشهباء حيث تطرقت والدتها حميدة لهذه الناحية بالقول: “كان وضعها النفسي سيئ للغاية بسبب النزوح إلى الشهباء نتيجة الاحتلال التركي، والشيء الذي أثر فيها بشدة هو المجازر الوحشية التي ارتكبت بحق الناس العزل في المدينة، ولقد كانت تتألم من الوضع المأساوي الذي نعيش به ونحن مهجرون بعيدون عن منزلنا، إلا أن هذا المآسي أصبحت نقطة قوة لها لتقوم مرة أخرى بتحويل معاناتها للوحات تعبر عن قسوة الحياة وما تعرض له الأهالي من القتل والتشريد وكل ما حصل من أوضاع مأساوية داخل عفرين”.
وأشارت حميدة محمد في نهاية حديثها “شرفين لديها حلم وحيد وهو العودة لمدينتها ومنزلها، وإن كل لوحاتها في الوقت الحالي تعبر عما شهدته إبان الاحتلال التركي وأفعالهم تجاه الناس, حتى لوحاتها المرسلة لإقليم الجزيرة، وأيضاً مشاركتها في معرض أقامه اتحاد المثقفين في الشهباء بلوحة لطفل يحمل لعبته وآثار الحرب تحيط بها تعبر عن مقاومتها والأمل الكبير لديها, وانضمامها للمعرض الذي يجهز في الشهباء هو للتعبير عن مدينتها المعروفة بالسلام ومشاركة ما يجول في ذهنها مع المجتمع, وحتى نظراتها مفعمة بالأمل وتقدح شوقاً فقط لرؤية عفرين هذا هو هدفها الوحيد الذي لن تتخلى عنه وسوف تسعى جاهدة لتحقيقه”.[1]