إعداد/ ليكرين خاني
ولد إبراهيم كيفو عام 1965م، في قرية دوكر التابعة لتربة سبيه والتي تعد من القرى التاريخية في روج آفا، وهو ملحن وعازف ومغن وباحث في التاريخ الموسيقي، تخرج من معهد الموسيقى في حلب عام 1987م، وعين مدرس في عدة معاهد ومدارس، انضم إلى جوقة الموسيقي نوري اسكندر منذ عام 1985م وشارك في فعاليات الجوقة، أشتهر ابراهيم كيفو بأغانيه التراثية التي تعود للتراث الموسيقي للمناطق الشمالية الشرقية في سوريا ومنها الجزراوية والمردلية والكردية والآشورية والسريانية والعربية، ومن ألبوماته الغنائية “أغاني من الجزيرة السورية”، “صوت من سوريا القديمة” ، إاسطوانة مع أوركسترا راديو NDR ” بأسلوب توزيع موسيقى الجاز.
الامتزاج العرقي وتعدد الثقافات في الجزيرة كونت شخصيته
“أعمل على الفلكلور التاريخي، أنا اليوم إبراهيم الكردي السرياني والأرمني والعربي، لا أميز نفسي عن كل الأنواع الموسيقية الحاضرة من ثقافات الجزيرة السورية ” هكذا عرف إبراهيم كيفو عن نفسه وعمله في إحدى المقابلات التي أجريت معه، إبراهيم كيفو واحدٌ من الموسيقيين السوريين الذين بقوا أوفياء لهذا الإرث الموسيقي يحمله معه أينما حل، من التراتيل الأرمنية والأشورية، إلى الملاحم الكردية وأغاني طقوس الكنيسة السريانية ، كان البحث في خبايا وأسرار تلك القداسة التي تتمتع بها منطقة الجزيرة من أهم ما قام به ابراهيم كيفو، حيث أنه اختبر غناء البايزوك الكردي القادم من منطقة عين ديوار حيث في آخر نقطة من سوريا يتنوع المغنى ويتفرد بين ثقافات المشرق بأنواع غنائية عمرها آلاف السنين، وأصر كيفو على اكتشافها وتعلمها فأتقنها وأصبحت هويته الموسيقية.
ما يميز الموسيقى الشعبية هو أن الناس من صنعتها وحفظتها بالتواتر
كما طرق إبراهيم كيفو أيضاً أبواباً موسيقية أخرى، وقد برع في تقديمها مثل الغناء الإيزيدي أو الترتيل الإيزيدي والغناء الآشوري، يرتل ويغني أغاني ارتبط وجودها بالحياة اليومية لأهل تلك المنطقة قديماً، وحتى الغناء المارديني الذي تعلمه كيفو من والدته، موسيقى ماردين القريبة من الموسيقى الشعبية السريانية ومأخوذة أيضاً من موسيقى الكنائس، بهذا الخصوص وفي إحدى المقابلات صرح كيفو عن سبب تميز الموسيقى الشعبية قائلاً: “الذي ميز الموسيقى الشعبية هو أن الناس من صنعتها وحفظتها بالتواتر، ويعود أيضاً لأنها أغان مرنة لم تفقد شكلها بالرغم من كل ما طرأ عليها، على سبيل المثال الدلوعة وشيريني وصبيحة وغيرها من الأغاني الشعبية.
غنى الجغرافية التي قدمت له الأسرار
أغنية صبيحة وشيريني.. وغيرها من الأغاني الشعبية تعود حكاياتها إلى زمن بعيد، توزعت وغنيت قبل سنوات بالتعاون مع فرق عالمية عمل معها إبراهيم كيفو مثل NDR واحدة من أهم فرق الجاز الأوروبية، ولاحقاً غناها كيفو في حفلات أخرى ومدن أوروبية عدة، وسواها الكثير من الأغاني المستوحاة من تاريخ وتراث الجزيرة السورية.
شارك ابراهيم كيفو في حفلات غنائية عدة حول العالم ومنها حفلة غنائية تراثية في معهد العالم العربي في باريس، كما شارك بمعظم دورات مهرجان مورغان لاند Morgen Land في مدينة أوسنا بروك في ألمانيا، وحفلة غنائية وتراثية مع عدد من الموسيقيين السوريين والعالميين ضمن احتفالية تسليم جائزة بيتهوفن في دار الأوبرا في مدينة ليون الفرنسية، إضافة إلى حفلات ثقافية فلكلورية متنوعة في مدن وعواصم أوروبية مثل اسبانيا، هولندا وبلجيكا، سويسرا والسويد.
كما حصل كيفو على جوائز عالمية منها جائزة شارل كروز العالمية عام 2010م في باريس، جائزتين أورنينا واحدة منها ذهبية ضمن احتفالات مهرجان الأغنية السورية في حلب وشهادة تقدير من بيت الثقافات العالمية في باريس، وغيرها من الجوائز وشهادات التقدير حول العالم.[1]