الأب ماوريتسيو غارزوني (1734 1804) مؤلف كتاب “قواعد ومفردات اللغة الكردية”، وهو راهب إيطالي دومينيكاني، أشتهر غارزوني ولقب في أوروبا إثر صدور هذا الكتاب ب (أب الكردولوجيا) و (رائد النحو الكردي).
طبع هذا الكتاب في عام 1787م في روما- إيطاليا في دار (sacracongregazione di propaganda fide) للنشر، يتألف الكتاب من 288 صفحة أما نسخته الأصلية فهي محفوظة في مكتبة جامعة اوكسفورد في بريطانيا, وقد قام غارزوني بإرفاق قاموس صغير مؤلف من 4500 مفردة في نهاية الكتاب المذكور, و قد أعيد طبعه عام 1826م حيث بيعت نسخٌ منه في كل من اسطنبول وبغداد و دياربكر, كما أن غارزوني ساعد تلميذه وصديقه المؤرخ وعالم الأجناس جيوزيبي كامباليني في تأليف كتابه الموسوم ب (Storia della regione de kurdistan e delle di religione ivi esistenti) “تاريخ اقليم كردستان والأديان الموجودة هناك”.
من المرجح أن كتاب (قواعد ومفردات اللغة الكردية) ل غارزوني والذي نشر في روما – إيطاليا هو الاعتراف العلمي الأول بأصالة اللغة الكردية, فهذا الكتاب هو أول محاولة لتصنيف ودعم وتوفير نظام كتابة مُعرِّف للغة الكردية.
وقد كُتب هذا الدليل الأول والقواعد الأولى للغة الكردية من قبل الراهب الإيطالي الدومينيكاني ماوريتسيو غارزوني وذلك لتمكين المبشرين المسيحيين من التحدث مع الناطقين بالكردية (الكرمانجية).
وصل غارزوني إلى مدينة الموصل الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمالي بغداد في عام 1762م، وعاش هناك حتى عام 1787م برفقة سلفه (دومينيكو لانزا) وخلفه (جوزيبي كامباليني)، حيث قضى أكثر من عشرين عاماً بين الكرد في قضاء الموصل, و قد ساهم غارزوني إلى حد كبير في معرفة المنطقة والاطلاع عليها، بالرغم من أن غارزوني وأصدقائه وقعوا تحت تأثير وجهة النظر الأوروبية (الكاثوليكية الدوغمائية) فقد وصف هؤلاء وبعبارات وكلمات عامة وواضحة اللغة والبنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع الكردي.
كتب ماوريتسيو غارزوني تقريراً مفاده: أن من بين المسيحيين أنفسهم من كان يكتب ويقرأ كل حسب لغته الخاصة، ومع ذلك فإن جميعهم كانوا بحاجة ماسة لمعرفة اللغة الكردية ليس فقط من أجل تواصلهم اليومي مع المسلمين بل أيضاً من أجل معاملاتهم الاقتصادية مع المُلّاك الكرد وزعماء العشائر الكردية في المنطقة.
إن كتاب (قواعد و مفردات اللغة الكردية) ل غارزوني مهم جداً في التاريخ الكردي باعتباره أول اعتراف بأصالة اللغة الكردية استناداً على قاعدة علمية.
لهذا الكتاب نسخة رقمية محفوظة في المعهد الكردي في باريس.[1]