تقرير/ رشا عمر
روناهي / قامشلو- لطالما كان الفن التشكيلي فن التعبير عن المشاعر المكبوتة في النفس، فهي الفسحة المريحة للفنان التي تسمح له أن يستنشق بحرية هواء الفن، وكانت المرأة رائدةً في هذا الفن، فهي التي تعشق مهنة الرسم منذ صغرها, ونور شيخو من مدينة درباسية مبدعة بفن الرسم, تمتاز بالقدرة على مزج أفكار عدة في لوحة متناغمة متعانقة الألوان والدلالات التي تبرز الجانب الجمالي المؤثر, فتضع لنا جميع مشاعرها وأحاسيسها ضمن اللوحة لتتجلى لنا بأبهى شكل
للمرأة في الفن حضور عميق يعكس برمزيته معنى الحياة والطبيعة, وهي التي تحتضن كل الهموم وتلمع من عينيها معنى الحرية المنشودة, فالفن التشكيلي هو أحد أنواع الفنون البصرية التي تصور الجمال عبر عدة أشكال, فذلك يتطلب موهبة قوية وخبرة عالية, والهدف منه إبراز الجمال فقط دون أي استخدام عملي له لإيصال رسالة أو فكرة عن الموضوع للأشخاص, فنجد أن الفن بكل أجناسه وألوانه هو تعبير عن الحياة وتفاصيلها وتصوير النفس وخباياها والتأثير بالمجتمع والتأثر به.
وللحديث أكثر عن الفن التشكيلي وخباياه وتعلق المرأة به أكثر في الآونة الأخيرة حول ما مرت به منطقتنا, تواصلت صحيفتنا “روناهي” مع الفنانة التشكيلية “نور شيخو” من أهالي مدينة الدرباسية من مواليد 1987م, لتتحدث عن حلمها وموهبتها الفنية وتعلقها به قائلة: “كنت مولعة بالرسم منذ الصغر, درست الفنون الجميلة في مدينة دمشق, عشت متنقلة بين مدينة الدرباسية ودمشق, لتنمية موهبتي الفنيّة أكثر, بدأت برسم لوحات مختلفة قبل سنوات وصل عددها إلى ثلاثين لوحة”. رغبت نور بإقامة معرض, لكن بسبب سوء الأحوال في دمشق عادت إلى مدينتها الدرباسية, ولم تستطع جلب لوحاتها حينها, فتعرضوا للسرقة.
حلم نور يبصر النور
وبعد عودتها إلى مدينتها الدرباسية ورغم جميع المعوقات بدأت مسيرة فنها, وباشرت برسم لوحات جديدة ناهزت الأربعين لوحة، أرادت أن تحقق حلمها بافتتاح معرضٍ للوحاتها, فتحقق في 4/8/2019م وذلك برعاية “حزب الاتحاد الوطني الحر في روج آفا”، في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو, باسم “محرقة الكرد”، واستمر المعرض ليومين، وعن مشاركتها بالمعرض قالت: “رسمت لوحاتي بأسلوب جميع المدارس وعرضتها في المعرض, كان الاستقبال جيداً من جميع النواحي, وكان من المفترض أن يُقام معرض آخر في الدرباسية قبل أشهر, ولكنه ألغي بسبب وباء كورونا”.
تمثيل الفلكلور والتراث الكردي عبر الرسم
أرادت نور شيخو كفتاة كردية ومن خلال لوحاتها أن تقدم شيئاً للفلكلور والثقافة الكردية, وللتعبير عن معاناة الشعب على مدى سنوات, واللوحات بشكل عام مختلطة بين لوحات تعبر عن الطبيعة الصامتة والفن التشكيلي والأمثال الشعبية والفلكلور الكردي, وعن واقع المرأة وما تتعرض له, ولوحاتها غير مقتصرة على ألوان معينة, فهي مزيج من الألوان, كل لوحة رسمتها بظروف معينة, وحسب البيئة التي عاشت فيها لتعبر عن معاناة ما, لذا لكل لوحة من لوحاتها استقلاليتها من ناحية الألوان والرسم, فتقوم برسم لوحاتٍ بألوان زيتية على أقمشة, ولكن هناك صعوبة بالحصول على المواد والألوان.
الإلمام بالفن التشكيلي
وأخيراً اختتمت الفنانة التشكيلية نور شيخو حديثها: “يجب إعطاء أهمية أكبر لموهبة الفن, ويجب أن تكون مادة الرسم في المدارس ذات أهمية كبيرة وليس كمادة ترفيهية واستراحة للطلاب؛ فالكثير من الأطفال لديهم موهبة وإبداع في فن الرسم ولكن لا يوجد من يدعمهم ويشجعهم, وعلى المرأة الكردية التي تملك الموهبة من أي ناحية وفي أي مجال أن تسعى للارتقاء بها وأن لا يقف في وجهها أي عقبة”.[1]