الموسيقى الكردية لها جذور قديمة جداً تعود إلى الفترة الحورية (القرن الثالث عشر قبل الميلاد) من التاريخ الكردي. و كان للموسيقيين الكرد دور هام أيضاً في الحياة الموسيقية في فترة الخلافة الإسلامية. فقد كان زرياب أحد أهم الموسيقيين في العصر الإسلامي، حيث جلب تراث الموسيقى الشرق-أوسطية إلى إسبانيا الإسلامية ودرب موسيقيين محليين على أسلوبه. و اخترع أيضا عدة مقامات وأشكال موسيقية كما طور تصميم آلة العود، في حين اعتُبر إبراهيم الموصلي وإسحاق الموصلي من أهم الموسيقيين في البلاط العباسي. إضافة إلى وجود بعض الباحثين الموسيقيين مثل صفي الدين الأُرماوي-مؤسس أحد المدارس الموسيقية، ومحمد الخطيب أربيلي الذي كتب بعض الأعمال الأكثر تأثيراً على علم الموسيقى الشرق أوسطية.
يوجد ثلاثة نماذج من المؤدين الكلاسيكيين الكرد: رواة القصص الشعرية (Çîrokbêj)، والمطربون (Stranbêj)، والشعراء (Dengbêj). لم تكن هناك موسيقا خاصة بقصور الإمارات الكردي- وعوضاً عن ذلك، كانت الموسيقى التي تؤدى في الأمسيات ( Ṣevbihêrk ) تعد موسيقى كلاسيكية. و توجد العديد من الأشكال الموسيقية في هذا النوع. كانت العديد من الأغاني ذات طبيعة ملحمية. مثل الملاحم الشعبية (Lawik)، وهي عبارة عن أغان شعبية بطولية تروي حكايات أبطال الكرد مثل صلاح الدين. أما ( Heyran ) فهي أغاني غرامية شعبية تعبر عادة عن أحزان الفراق و الحب غير المحقق. و أما (Lawje ) فهي شكل من الموسيقى الدينية و ( Payîzok ) تطلق على الأغاني التي يتم تأديتها بشكل خاص في فصل الخريف. و تشتهر بين الكرد أغاني الحب و موسيقا الرقص وأغاني حفلات الزواج و الأغاني الاحتفالية الأخرى (Dîlok/Narînk, Bend) و الشعر الشهواني و أغاني العمل.
هناك أسلوب غنائي آخر قد نشأ كطقس لتلاوة الترانيم في كل من العقائد الصوفية الزرادشتية و الإسلامية و يدعى Siya Çeman (العيون السود). وهذا النمط يستعمله، في الغالب، سكان المنطقة الجبلية لهورامان باللهجة الهورامية. على أية حال، تبنى بعض الفنانين الحديثين هذا النمط ومزجه بأشكال الموسيقى الكردية الأخرى. و يمكن أيضاً تصنيف Siya Çeman ك Çîrokbêj، لأنها غالباً ما تستخدم في الحكايات.
تنتشر الآلات الموسيقية مثل الطنبور والبزق و ال(قرنيته) والناي في شمال وغرب كردستان. بينما آلات ال شِمشال وال جوزله و الكمان والدف فتتوزع في جنوب وشرق كردستان. أما الطبل و المزمار فمنتشر في كل أجزاء كردستان.
إن شكل الأغنية الأكثر استخداماً و تكراراً هو النموذج المؤلف من قطعتين شعريتين حيث كل بيت فيها يتألف من عشرة مقاطع صوتية. كما تتميز الأغاني الكردية ( stran/goranî ) بألحانها البسيطة المؤلفة فقط من أربع أو خمس علامات موسيقية (نوطات).
على الرغم من ضعف البنية التحتية للثقافة الموسيقية في كردستان سوريا، فقد ظهر عدة موسيقيين أكراد في سوريا. و لعل أبرز هؤلاء المغنين الكلاسيكيين هو گرابيتي خاچو(gerabêtê xaҫo)، وأيضاً مرادى كنيى(Muradê Kinê) الذي كان مغنياً بارزاً وعازفاً للكمان. أما سعيد يوسف فيعرف ب أمير البزق ، الذي ذاع صيته لبراعته الموسيقية الفريدة في العزف على هذه الآلة، إضافة إلى تقسيماته الأصيلة وأنغام أغانيه الجميلة. في حين كان محمد شيخو سيد الأغاني القومية الرمزية، فقد سجن عدة مرات لإظهار رأيه السياسي من خلال أغانيه. ومن الشخصيات الهامة الأخرى آرام ديكران و محمود عزيز و محمد علي شاكر و فارس بافي فراس و حكمت جميل و الفنان مچو كندش وعازف البزق أحمد چب. كما أن جوان حاجو مشهور في الموسيقى الكردية التي هي على نمط الموسيقى الغربية. أما شيدا فهو معروف محلياً بأغاني الحب و العشاق. ونذير بالو معروف بموسيقاه وشعره ونصوصه الخاصة. بينما نوهات معروف بموسيقاه الروحية. و عدنان بابى هيجو مغني للعديد من المواد التي كتبت عن الحب. هناك مغني شعبي جداً من عفرين وأسمه باڤى صلاح، وهو يعرف العديد من الأغاني الفلكلورية والتراثية. وأيضاً شيرو منان فنان موسيقي مشهور جداً في عفرين. أيضاً هناك العديد من مطربي حفلات الزواج المشهورين في البيئة المحلية لمدينة عفرين مثل باڤى نور و عبدو محمد و زكريا دلشاد و جان بورو و شورش بكر و خبات تيفور و اسماعيل محمد و عكاش دلدار و آخرون.
الترجمة عن الانكليزية لامع محمد: من موقع ويكيبيديا[1]