عبدالقادر علي مردان نجل الفنان الكوردي الكبير استاذ المقامات الراحل علي مردان. فقد اكتسب الابن الفن ومارسه لكن في حقل آخر غير الذي اشتهر به الوالد. ان كان علي مردان نجم سماء الغناء واستاذ المقامات الذي لا يجارى في كوردستان، فنجله عبدالقادر كان نجما في فن تصميم الصحافة والمطبوعات....
حاوره: طارق كاريزي
عبدالقادر علي مردان نجل الفنان الكوردي الكبير استاذ المقامات الراحل علي مردان. مثلما كان الوالد فنانا، فقد اكتسب الابن الفن ومارسه لكن في حقل آخر غير الذي اشتهر به الوالد. ان كان علي مردان نجم سماء الغناء واستاذ المقامات الذي لا يجارى في كوردستان، فنجله عبدالقادر كان نجما في فن تصميم الصحافة والمطبوعات. وهو من اوائل المصممين الكوردستانيين. ولد في بغداد وتربى فيها وعليه فان عربيته بغدادية قحة، يسكن اربيل منذ عقود، تجمعني واياه ذكريات خاصة تعود لعام 1992 حين اجتزنا سوية الحدود العراقية الايرانية الفاصلة بين شطري جنوب وشرقي كوردستان بحثا عن اسرى ومفقودين. التقيته في اربيل ودار بيننا حوار حول فن التصميم، ادناه ملخصه:
*فن تصميم المطبوعات، خصوصا الصحف الآن شائع والكثيرون يمارسونه ببراعة، فيما كان فنا نادرا قبل عقود. انت من اوائل المصممين الكورد، فهل من نبذة حول ماضي هذا الفن؟
-الذي اتذكره من حرفة تصميم الصحف في بغداد هو منذ اواخر ستينيات القرن الماضي، لعل اقدم مصمم صحف اتذكره هو زهير النعيمي وعدنان الجبوري حيث كانا يصممان جميع الصحف التي كانت تصدر في بغداد آنذاك. وايضا كان هناك مصمم آخر اسمه خالد وقد كان مصمم صحيفة الثورة ويعمل في الحقل التجاري ايضا. ومن ثم جاء المصمم الكردستاني محمد عثمان عزيز الشهير ب(محمد زادة) الذي دخل المضمار منذ عام 1973، اما انا فقد مارست الحرفة ابتداء من عام 1977، ومن ثم ظهر عدد من تلاميذ المصمم والخطاط محمد زادة ومنهم ياسين عاصم وعثمان بيرداود وغيرهما. ولعل من المصممين المعروفين عزيز حريري الذي تخصص في تصميم مجلة كاروان التي كانت تصدر عن امانة الثقافة والشباب في اربيل.
*فن التصميم كان بدائيا، او لنقل كان ينجز بامكانيات وتقنيات بسيطة، نود معرفة المزيد عنه ايام زمان؟
-نعم بالتأكيد كان هذا الفن متعبا ويعتمد على المهارات اليدوية للمصمم، خصوصا ايام طباعة الليتر قبل ظهور تقنية طباعة الاوفسيت، حيث كان المصمم يحدد الملامح الشكلية والاساسية لصفحات الجريدة او المجلة ومن ثم كان منفذ التصميم يتولى نقل الصورة التخطيطية للتصميم من خلال الجمل والفقرات المعدة من مادة الرصاصة ورصها صفحة بعد اخرى. والادوات والعدد المستخدمة في فن التصميم كانت هي ذات الادوات التي يستخدمها الكتاب والرسامون والمكتبيون.
*شهد فن التصميم ثورة بعد ظهور الكومبيوتر، كيف ترى ابعاد هذه الثورة التقنية في عالم التصميم؟
-شيوع فن التصميم وتطوره مرهون بتطور الصحافة والتقنيات المتاحة لاداء الحرفة. بالتأكيد فان ظهور الكومبيوتر قد احدث ثورة في عالم التصميم ونقل هذه الحرفة الى مستويات راقية، وسهّل ممارستها نظرا للتقنيات الهائلة التي تضعها بين يدي المصمم. فمجرد الالمام بتقنيات الكومبيوتر ومديات العمل التي توفرها وهي واسعة بشكل يمكن ان نقول بانها لا تحدها حدود، فان التصميم يتحول الى فن متاح يمكن لمن يمتلك الحس الجمالي والملكة ان يبدع فيه ايّما ابداع.
*ما دور المطابع في الارتقاء بالتصميم؟
-التقنيات الطباعية هي المرحلة المتممة للتصميم، فلابد من نقل التصميم الالكتروني الذي ينجزه المصمم الى المطبوع من خلال المطابع الجيدة والطباعين المهرة واستخدام انواع الورق الذي لا يتيح مجالا للتشويه او التقليل من مستوى التصميم الذي يظهر على شاشة المصمم. بالتأكيد هناك ترابط جدلي وصميمي بين تقنيات التصميم التي هي انعكاس لمهارة المصمم وخياله المثمر وبين تقنيات الطباعة التي تنقل ابداعات المصمم الى صفحات المطبوع.[1]