ابراهيم عبدالكريم يحمل الماجستير ويدرس في مدارس كركوك الاهلية والحكومية ايضا. نشاطه لا يقتصر على مسؤولية المدرس والمعلم في المدرسة وصفوف التدريس، بل انه يسعى لفتح الآفاق واسعة امام الطلبة كي يتسلحوا بالعلم والمعرفة وان يتم تأهيلهم بشكل جيد بما هو منتظر منهم التصدي لادارة البلد وتحقيق النموّ والرفاهية...
حاوره: طارق كاريزي
حين تلتقي به، يذكرك بالرعيل الاول من الاساتذة الذين ربوّا وعلّموا الاجيال خير تربية وافضل تعليم. الاستاذ ابراهيم عبدالكريم يحمل الماجستير ويدرس في مدارس كركوك الاهلية والحكومية ايضا. نشاطه لا يقتصر على مسؤولية المدرس والمعلم في المدرسة وصفوف التدريس، بل انه يسعى لفتح الآفاق واسعة امام الطلبة كي يتسلحوا بالعلم والمعرفة وان يتم تأهيلهم بشكل جيد بما هو منتظر منهم التصدي لادارة البلد وتحقيق النموّ والرفاهية. سألناه:
*ما هي العلاقة النموذجية من وجهة نظرك بين الطالب والمعلم؟
-تؤكد النظريات الحديثة على اهمية العلاقة بين الجانبين. تمتين العلاقة بين الطالب والمعلم على اساس الثقة المتبادلة يعزز أماني تحقيق المطلوب من المناهج التربوية والتعليمية. فالمدرسة هي بمثابة مصنع الاجيال ان جاز التعبير، ولعل العلاقة الايجابية بين المعلم والتلميذ تزيد من فرص التجاوب الايجابي بين الجانبين. من هنا يصعب تحديد نموذج واحد لهذه العلاقة، بل انها عملية جدلية قابلة للتطوير والتعديل الدائم وفق متطلبات العصر والتغيير الحاصل في فهم الاجيال وتقبلهم للمتغييرات الحياتية.
*انت تركز كثيرا على اهمية المطالعة بالنسبة للانسان وخطوة البداية هي بالتأكيد مع طلبة المدارس، ما سبب تركيزك هذا؟
-كان ومازال النص المدوّن هو المرجع الاوثق والاكثر تأثيرا في حياة الافراد والشعوب. وتأريخ التدوين ضمن قصة الحضارة الانسانية معروف حيث تواصل تطور عملية التدوين التي بدأت خطواتها الاولى برسوم وتخطيطات بسيطة نفذها الانسان البدائي على جدران الكهوف، ليصل في عصرنا هذا الى مرحلة التدوين الالكتروني بما فيه من مميزات لا حدودها لها. وعلاوة على جميع التطورات التقنية الهائلة التي حدثت في عالم التدوين، لكن الكتاب مازال يحتل الصدارة من حيث كونه المصدر الاكثر سخاء في رفد الاجيال بالعلوم والآداب والمعارف والأكثر توافقا مع المزاج المتقلب لبني البشر. من هذه الزاوية بالتحديد نحن نركز على اهمية الكتاب والنص المطبوع عموما وبالتالي التأكيد على اهمية المطالعة في حياة الفرد والجماعة، خصوصا فيما يتعلق بتنشأة الاجيال.
*طيب هل هناك من مبادرات قمت بها خصوصا في اماكن عملك كملم؟
- اعتبرها مبادرات اولية واشكر الله على انها حققت نجاحا فاق توقعاتي. حاليا ادرس واحاضر في مدرستين من مدارس كركوك، احداها حكومية والاخرى اهلية. في احدى هاتين المدرستين كانت هناك كتب عتيقة ومجلدات كبيرة لا تجذب الطلاب نظرا لعدم توافقها مع حاجات التلاميذ وهم في مراحل دراستهم الاولية وكونها ادبيات تقليدية لا تجذب الطلاب لقراءتها. اقترحت على ادارة المدرسة تنحية الكتب الموجودة في المدرسة واستبدالها بكتب حديثة. وهذه الكتب التي اقترحتها وقمت شخصيا بتأمينها كان فيها القصص المسلية وكتب التنمية البشرية والاشعار الجذابة وبعض الكتب التأريخية، وبطبعات انيقة صادرة من مطابع كردستان ودور نشرها. وضعت هذه الكتب في مكتبة انيقة وتوافد طلبة المدرسة بلهفة متزايدة لقراءة هذه الكتب، حيث اخذوا يستعيرون الكتب ويقرأونها بلهفة واشتياق. وبذلك فاننا فتحنا من خلال مكتبة مدرسية متواضعة نافذة للمطالعة والقراءة نأمل ونحن على ثقة تامة، بان تحقق هذه الخطوة هدفها المنشود وهو تمتين العلاقة بين الكتاب والقارئ، بين الكتاب وابناءنا الطلبة شباب الجيل الجديد.[1]