يحمل الشهادة الجامعية ويمارس التدريس في احدى مدارس الدراسة الكوردية في كركوك. راميار ستار تربوي وتدريسي يؤمن بان مهمة التعليم والتأهيل العلمي والتنمية البشرية لجيل الشباب لا تنحصر في مجال واحد ولا تقتصر على المؤسسات الرسميّة فقط. من هنا فقد شارك طوعيا في انشاء عدد من المنظمات المدنية في كركوك...
حاوره: طارق كاريزي
يحمل الشهادة الجامعية ويمارس التدريس في احدى مدارس الدراسة الكوردية في كركوك. راميار ستار تربوي وتدريسي يؤمن بان مهمة التعليم والتأهيل العلمي والتنمية البشرية لجيل الشباب لا تنحصر في مجال واحد ولا تقتصر على المؤسسات الرسميّة فقط. من هنا فقد شارك طوعيا في انشاء عدد من المنظمات المدنية في كركوك وهو في تماس دائم مع جيل الشباب. تجربته في هذا المجال حريّة بالاهتمام، ومن هذا الباب كان لنا معه اللقاء الآتي:
*لديك خبرة متتابعة في العمل لدى المنظمات المدنية، هل يمكننا التعرّف على البعض منها؟
-ان واقع كركوك وحرمان سكانها طوال عقود متواصلة من اسباب التطور والتقدم ترك آثارا كبيرة على تنشأة وتأهيل عدد من الاجيال المتتالية في المدينة. تبدل الاوضاع بعد سقوط النظام الدكتاتوري كان بمثابة النافذة التي فتحت بوجه الاجيال الحالية، وبما اننا قد ترعرعنا في خضم الاحداث التي تلت عام 2003 والتداعيات التي تلتها خصوصا حالة الانفتاح على العالم الخارجي ودخولنا عصر المعلوماتية عبر تواصلنا مع اسباب وقنوات المعرفة والاتصال، كل هذه الامور كانت بمثابة الانعطافة التي قادتنا نحو عصر جديد وباتت الاجيال الجديدة امام مستحقات عالم مشرع الابواب والنوافذ. ومن باب الحرص والشعور بالمسؤولية، بادر عدد من خريجي الجامعات والمعاهد من شباب كركوك بالتقدم للعمل في المشاريع الطوعية من خلال منظمات يتم تأسيسها تتولى رعاية جيل الشباب. ولعل منظمة (مركز المظلة: ناوةندي ضةتر)، كانت البداية الموفقة التي استطاعت خلال العامين الماضيّن من انجاز العديد من النشاطات لصالح جيل الشباب وعموم مواطني كركوك. فقد شارك العشرات بل المئات من شباب المدينة ومن كلا الجنسين في دورات وورش عمل في حقول تعليمية وتأهيلية وفي التنمية البشرية التي تلقى حاليا الكثير من الاهتمام من قبل الجيل الحالي من شباب كركوك، حيث تولت المنظمة على مدار العامين الماضيين اقامتها ورعايتها.
*هل اقتصرت نشاطات هذه المنظمات على قطاع تأهيل الشباب فقط؟
-نظرا لكون الاوضاع الحالية في كركوك تضع سكانها امام العديد من التحديات والعقبات التي لابد من تجاوزها، خصوصا وان المدينة قد مرّت خلال اكثر من نصف قرن مضى بحالة من التهميش والتشويه الذين طالا معظم مرافق الحياة فيها، مع ان المدنية مترسخة في كركوك ولسكانها باع طويل في مجالات العصرنة والتطلع للتحديث ومواكبة التطورات، وفي نفس الوقت المحافظة على اسس الرصانة والاصالة والتراث الثقافي والارث الروحي للمدينة، الا ان عقودا من الحرمان والتهميش قد وضع المدينة وسكانها في حالة لا تتوافق مع المتطلبات العصرية. من هنا فان المنظمات المدنية التي تأسست في المدينة منذ السنين الاولى للالفية الثالثة وجدت نفسها امام كم من المهام الواجب انجازها. مع ان التهميش قد ترك آثارا غائرة في بنية المدينة على مختلف المستويات، وهذا لا يعني اننا نعانق اليأس، بل كان ذلك دافعا ومحفزا بالنسبة لنا لمواصلة العمل وبذل الكثير من الجهود وفي مجالات شتى. ومن الامور التي تصدت لها المنظمات المدنية في كركوك هو القيام بحملات تجميل الشوارع وتزيين الجدران والجسور والاسهام في اعادة تاهيل المدارس وكذلك حملات حماية البيئة وتطويرها من خلال حملات زرع الاشجار وتوسيع المساحات الخضراء في المدينة، علاوة على النشاطات الخاصة بتأهيل الاجيال الجديدة خصوصا من هم في مراحل الدراسة بغية تأهيلهم ورفع مستوياتهم المعرفية والادراكية والحرفية ايضا.
*تتبنون حاليا مشروعا لحث الشباب على القراءة، هل من ايضاحات؟
-نعم، ان ثقافة المطالعة والقراءة وترسيخ تقاليدها من الامور المهمة في حياة الشعوب ورقيها. ان توطيد العلاقة بين الكتاب والفرد مهمة ثقافية ذات بعد انساني وحضاري. فالفرد الذي يقرأ يعد بمثابة اللبنة الاساس لشعب واع يسير على طريق الرقي والتقدم. من هنا فقد بادرنا نحن كمجموعة من المعلمين والمدرسين لتبني مشروع طوعي لتأسيس منظمة خاصة بنشر ثقافة القراءة والمطالعة بين سكان كركوك مع التركيز على شريحة الشباب ومن الجنسين.
*ما هي آليات المبادرة لديكم باتجاه نشر ثقافة المطالعة؟
-نعقد الندوات للادباء والكتاب يتحدثون فيها عن تجاربهم مع الكتاب والمطالعة ومتعة القراءة وفوائدها، وكذلك نقيم دورات وورش عمل خاصة بالقراءة والمطالعة، ونقوم بتوزيع الكتب والمطبوعات على المشاركين في الدورات وورش العمل، ونتبع ايضا برنامجا او منهاجا خاصا لتمتين العلاقة بين الكتاب والمشاركين في نشاطات المنظمة. وهدفنا الاسمى من وراء ذلك هو دفع المواطنين وبالذات شريحة الشباب نحو الارتقاء والاسهام في تنمية القدرات لديهم اعتمادا على ثقافة القراءة.[1]