في وقفة مع الصحفي والكاتب الكردي فيصل ديهاتي ، كاتب وشاعر ومترجم ، وصحفي ، عضو نقابة صحفيى كردستان واتحاد الادباء والكتّاب الكرد ، عرفته منذ زمن بعيد ، مرهف الحس يحمل الطيبة القروية ، ويعيش الهام البقظة مع الشعراء الصعاليك ، امثال حسين مردان وعبد الامير الحصيري ومحمد الماغوط ويقرأ اشعار مظفر النواب ...
حاوره: ابو مصطفى
في وقفة مع الصحفي والكاتب الكردي فيصل ديهاتي ، كاتب وشاعر ومترجم ، وصحفي ، عضو نقابة صحفيى كردستان واتحاد الادباء والكتّاب الكرد ، عرفته منذ زمن بعيد ، مرهف الحس يحمل الطيبة القروية ، ويعيش الهام البقظة مع الشعراء الصعاليك ، امثال حسين مردان وعبد الامير الحصيري ومحمد الماغوط ويقرأ اشعار مظفر النواب ، اما حسين مردان يبقى من الشعراء المتميزين ، يقول اتابعه دوما” ففي احدى دواوينه قرأ الكاتب ديهاتي منه شيء ” (( لا لن اتوب : وهل يتوب مفكر حر على قول الحقيقة مجبر ، هبني سجنت فلست اول ثائر يرمى بأعماق السجون ويقبر هبني شنقت فلست اول مصلح اودت بفكرته حبال تذعر اني لا لعن من يعيش ببلدة يعلوا الغبي بها ولايتفجر )) هكذا كان حسين مردان واما الشاعر مظفر النواب في احدى قصائده تطرق اليه ديهاتي في احدى قصائده مقتطفات منه (( ماغربة روحي ترف ، دقوا كفي بمسمارين من الصدأ الحامض فارتج صليبي وانهاروا من ألمي ، سألوا قدمي الغفران ، وساح المكياج على اوجههم والشرف ، اين مولاي ! سكوتك أوجع من صلبي ، وناداني في القفر ، كأن غزالا يسلخ في حمى العشق ، شابك جفنيه ألوطف ، هذا ثالث صلب ، أخشى في الرابع ، وأنت بقلبي تنعطف ، ارذال كانوا يامولاي ، اتفقوا ساعة اعدامي ، كالجرذان واذا اعدمت أختلفوا وكأخرين سماسرة لقوا رزقا ، أسفوا للمهنة ، كم خجلت مهنتهم منهم وتملكها الأسف ….وهكذا الشاعر والكاتب ديهاتي ينتمي الى الفكر اليساري ، ومستمر في الهامه الكتابية ، لديه عدة مؤلفات سابقة مثل كتاب اراء وملاحظات حول الصحافة والسياسة ، ومجموعة قصص قصيرة وهو قراءة النهايات وكتاب الكرد والنظام العالمي الجديد وحاليا لديه اربعة مؤلفات تحت الطبع ، وفي حوار معه عن تعريف لشخصه ، قال فيصل ديهاتي:
انسان القرية والتحضر متمسك بأفكار يسارية انسانية امتدادا لفكر عائلته ، وان جميع كتاباتي انطلق من الفكر اليساري ، ولدي اربعة مؤلفات واربعة اخرى تحت الطبع ، وخاصة كتابي قراءة النهايات هي حكيات عن احداث الانفال سيئة الصيت ولاسيما انفال مناطق بادينان ، وقد كتب عن هذا الكتاب متابعة من قبل مصطفى درويش دراسة عن الكتاب والاحداث وكان الكتاب له صدى في ذلك الوقت ، عام 1989 ، حيث اشاد بكتابي المرحوم الكاتب المبدع محمود زامدار ، واضاف المثقف صلاح عمر عن الكتاب في حينه انه من الكتب القلائل التي صدرت والتي تناولت احداث الانفال . فأ نا اكتب بتنوع مقالات سياسية ونثر واني نشرت 182 مقالة في فترة كنت في فترة التحاقي بالثورة الكردية . وقد ارسلت مجموعة من كتاباتي لطلبة اكاديميين في اربيل وكذلك نشرت في مجلة الانتفاظة لسان حال الاتحاد الوطني الكردستاني ، عن الشاعر الجيكي من شعر المقاومة ، مع رأي في مجال الادب ، عام 1983 ، وفي الجبال ايم الكفاح المسلح اخرجت مجلة الموقف ، انا كنت رئيس تحريرها ، وكان افتتاحية العدد هو التعايش السلمي وصراع الايدلوجيات .
* بمن متأثر من الكتاب
- انا في لقاءات كثيرة قلت اني غير مطلوب لاي كاتب اوشاعر ، لكن البعض يقول عني انك اديب وكاتب يساري لكنك متشائم ، لكن اقول اكثر هؤلاء الكتاب المبدعين فهم متشائمين وصعاليك ، وكل ليلة اذ لم اسمع قصائد مظفر النواب على سبيل المثال لا اخلد للنوم ، وارتاح جدا عند سماعي له لانه الشاعر الذي يعرف قيمة الحياة وصورها صور جميلة وانتقادية لم يستطع اي شاعر ان يكتبها . وحتى في الشعر الكردي هنالك شعر المقاومة وشعر فني وادبي ، ولدي تذوق فني للشعر عامة والكردي خاصة ، وانا احب الصور الشعرية ، ومثال على ذلك المرحوم الشاعر شيركوا بيكس ، حدث واحد يعطيك الشاعر عشرون صورة شعرية ، شاعر مبدع وصاحب امكانية شعرية ، وانا اعتبره شاعر بحق ، اما شعر التصوف والشعر الفني عندما اكون في حالة جسمية تعبانة اتوجه الى الشاعر الكبير كريم دشتي لأقرأ اشعاره ، ليس لكونه صديقي بل عندي يعتبر كريم شاعر متميز ، ولوكان كريم شاعر لبلاد اخرى لتم تمجيده لامكانياته الفنية الشعرية ، لكن لكونه من اربيل .
* وعن رأيه ودور الكتاب في حياة جيلنا …؟
حيث قال ان اي وسيلة ثقافية لا تصل الى مستوى الكتاب لأن الكتاب وحده الوسيلة التثقيفية والتعليمية في مجال المعرفة والعلم ، ولا المجلة وحتى الانترنيت لم يستطيع من تعليم الاخرين كما في الكتاب لكن الملاحظ جيلنا هو جيل الانترنيت ، وليس التأكيد على الجانب المفيد منه بل الى الجوانب السيئة ، وقد ساهم الانتر نيت في هدم المجتمع وتحريف الشباب ، ورغم ان الانتر فيه جوانب جيدة لكن جيلنا لاتهمه هذه المسائل الايجابية منه ، وهنالك تصور عندي ومتشائم وبعد عشرين سنة اخرى سيستمر الاخفاق لدى جيلنا بالابتعاد عن الكتا ب ويفقد الكتاب جماهيره لتأثيرات الانترنيت .
وعن الادب الكردي قال :
واما عن النتاج الابداعي والفني في الادب الكردي فهو غائب ، وجود كتابات كثيرة لكنها لاترتقي لمستوى الطموح ، اما عن الترجمات الى اللغة الكردية فأن هنالك سلبيات للترجمة واحترامي لجميع الذين جاءوا الى كردستان العراق ، وخاصة من مناطق شرق وغرب كردستان لا اقول ان كردستان بلدهم لكن مع الاسف تدني الترجمات التي دخلت المنطقة من خلالهم ، فهي ترجمات لكتب متنوعة غير جيدة ، وخاصة الترجمات من اللغة الفارسية الى الكردية فأنها اصلا لا علاقة لها بالترجمة ، وفقدت كل القضايا الصحيحة للترجمة . وحتى في الاعلام نرى الترجمات الخاطئة في الصحف الحزبية ، مع الاسف فأن ذلك له تبعات على الادب الكردي . وقد شوه الكثير من المعلومة والافكار التي تطرح وتصاغ بطريق الترجمة من لغات اخرى . مثل المفردات الاعلامية وغيرها من المصطلحات التي لم يتفق عليها خاصة .
* وعن النخب المثقفة الاخرى حيث اضاف ..؟
- اني متابع للنخب المثقفة وخاصة النخبة العربية اليوم لاحظت هنالك بعض التحريضات ، وانا لي رأي في ذلك ، ان النخب المثقفة يجب ان تكون موضوعية الطرح وانا اصلا لا اتفق مع التعصب القومي من اية جهة نخبوية عربية وحتى كردية ، حينما نقول نخبة مثقفة يجب ان تكون نخبة لها تفكير علمي وبعيدا عن كل تعصب ، اصلا مثل هذه العقلية ليست من عقليتنا وخاصة نحن من الفكر اليساري لانعرف مفهوم التعصب والاقليمية لنا نظرة واحدة لكل البشر ، وخاصة هذا الزمن هو زمن العولمة فأن مثل هذه المفاهيم انتهت . لاحظ سيادة البلدان انتهت سيادتها لاحظ كردستان فيها الشركات التركية والايرانية ومن جميع الدول ، اليوم القياس اصبح الاستثمار فأن العقليات المتخلفة تفكر خطأ ، والعولمة جعلت كل الدنيا قرية واحدة ، فليفكر الاكاديميون والنخب المفكرة نحن تجاوزنا عقلية التعصب والانغلاق ….[1]