شاب يحمل شهادة التعليم الجامعي، يعمل موظفا في احدى المؤسسات الحكومية في كركوك. هذا الشاب الكوردستاني مفعم بالحيوية والنشاط، بل يمكن القول بانه طاقة ايجابية وقّادة وموهبة نادرة تتصدى طوعيا ومن دون دعم، لمهمة هي من اختصاص مؤسسة باكملها...
حاوره: طارق كاريزي
شاب يحمل شهادة التعليم الجامعي، يعمل موظفا في احدى المؤسسات الحكومية في كركوك. هذا الشاب الكوردستاني مفعم بالحيوية والنشاط، بل يمكن القول بانه طاقة ايجابية وقّادة وموهبة نادرة تتصدى طوعيا ومن دون دعم، لمهمة هي من اختصاص مؤسسة باكملها. الدافع الوطني هو الذي يحث شيروان كركوكي للتطوع عن طيب خاطر لارشفة اصدارات كتاب وادباء كوردستان. هذا الشاب يبذل جهودا كبيرة ومساع مضنية من خلال مسعاه للوصول الى الادباء والكتاب الكوردستانيين ومن ثم جمع مؤلفاتهم وارشفتها والبحث طويلا ومن دون كلل لجمع هذه المؤلفات ومن ثم صنع صندوق خاص بكل اديب وكاتب. هذا المسعى الطوعي من قبل شيروان كركوكي فيه الكثير من التفاصيل، نتعرف على البعض منها من خلال هذا اللقاء:
*هل يمكننا التعرّف على ماهية مشروعكم الثقافي الطوعي؟
-ان دافعي الاساس لتبني هذا المشروع، هو حالة الجدب والقحط التي يعيش فيها الوسط الثقافي والتراثي في كوردستان خصوصا فيما يتعلق بالارشيف. بغض النظر عن الظروف والاسباب التي ادت الى النقص الذي تعانيه كوردستان من حيث الارشيف والوثائق، لكن هذه الوضيعة غير مقبولة ولا يمكن استساغتها بالمرّة، ولعل حرص الشعوب والامم الاخرى على الاحتفاظ بموروثهم الثقافي والتراثي وارشفته بشكل علمي سليم بحيث يكون في متناول الباحثين والدارسين، قد حفّزني اكثر للاقدام على العمل في مشروعي هذا. وماهية المشروع تتمحور حول جمع وارشفة كتب ومؤلفات كتاب وادباء كوردستان ونخبه الثقافية عموما.
*أي آلية تعتمدها لارشفة نتاجات الكتاب والادباء والمؤلفين والمترجمين؟
-مشروع ارشفة النتاج الثقافي ومؤلفات الكتاب والمؤلفين في كوردستان يعيش معي منذ سنين طويلة. حقيقة ان انعدام المكتبة الوطنية في كوردستان يعني وجود فراغ ثقافي كبير يؤثر سلبا في الواقع العلمي والثقافي في كوردستان. الشعوب المجاورة لنا والشعوب البعيدة عنّا، تهتم كثيرا بحفظ وارشفة تراثها ونتاجها الفكري والادبي والعلمي، والفراغ القاتل في هذا المجال في وطني دفعني للتعلق بعالم الكتب. وقد ابتكرت آلية خاصة لارشفة اصدارات ونتاجات المؤلفين الكوردستانيين، وباشرت بالمشروع بشكل فعلي منذ ثلاث اعوام، حيث اتنقل بين مدن كوردستان من اجل جمع مؤلفات الكتاب والادباء والمؤلفين الكوردستانيين، ومن ثم احفظ هذه الكتب في محفظات صندوقية الشكل اقوم بصنعها في ورشة لي في المنزل.
*ما مدى المنجز حتى الآن؟
-نعم، لقد انجزت حتى الآن صناديق لمجمل مؤلفات 90 اديبا وكاتبا على مستوى كوردستان والعالم، ومن بين هؤلاء 30 كاتبا ومؤلفا من كركوك لوحدها، والمشروع سيتواصل باذن الله تعالى. ويهمني هنا الاشارة الى انني ابذل جهودا كبيرة ومتواصلة للتوصل الى اصدارات المؤلفين الذين نادرا ما يحتفظون بارشيف اصداراتهم. والكثير من الكتب والمؤلفات يتعذر عليّ الحصول على نسخها الاصلية لذلك الجأ الى استنساخها وتجلديها او اعداد اخلفة لها كي اقوم باستكمال كافة اصدارات الكتاب والمؤلفين. علاوة على الجهود المضنية التي ابذلها من اجل جمع مؤلفات واصدارات كتاب كوردستان، فان تكاليف اعداد كل صندوق لاي مؤلف يكلفني مبلغ مئة دولار امريكي، واتحمل هذه التكاليف حبا واخلاصا مني لتكوين المكتبة الوطنية الكوردستانية.
*ترى ما هو الغرض النهائي وراء قيامك بكل هذا المجهود الكبير؟
-من المؤسف، كما قلت، ان كوردستان تفتقر حتى هذه اللحظة لمكتبة وطنية تكون بمثابة المعين والمرجع بالنسبة للباحثين وطلاب العلم والمعرفة. ومبادرتي الشخصية هذه هي لملأ الفراغ الكبير هذا، انا اود ان اهدي كل هذا الارشيف الذي اقوم بجمعه مجانا الى مكتبة كوردستان الوطنية حال تأسيسها، وقد اوصيت اولادي واسرتي بان يقوموا باهدائها الى هذه المكتبة في حال عدم تأسيسها اثناء حياتي. وليس هذا فقط، بل انني بصدد اهداء مكتبتي بالكامل الى مكتبة كوردستان الوطنية، حيث يوجد فيها حاليا اكثر من 6 آلاف كتاب باللغة الكوردية.[1]