كاتب وصحفي كوردستاني من المخضرمين. اكثر كتاباته ينشرها في الصحافة الكوردستانية الناطقة باللغة العربية. من الصحافيين القلائل الباحثين بين صفحات التأريخ الكوردي والشرق اوسطي المعاصر والقديم. اصدر في تسعينيات القرن الماضي مجلة (ملا مشهور) الكاريكاتيرية...
حاوره: طارق كاريزي
كاتب وصحفي كوردستاني من المخضرمين. اكثر كتاباته ينشرها في الصحافة الكوردستانية الناطقة باللغة العربية. من الصحافيين القلائل الباحثين بين صفحات التأريخ الكوردي والشرق اوسطي المعاصر والقديم. اصدر في تسعينيات القرن الماضي مجلة (ملا مشهور) الكاريكاتيرية وعرف باثارته الكثير من المشاكسات والمناكفات الصحافية مع زملاءه الصحفيين والمسؤولين المحليين في اقليم كوردستان. انه عبدالرحمن الباشا الذي افتتح في الآونة الاخيرة معرضا خاصا شارك فيه هو وكافة افراد اسرته. المعرض اقيم في قاعة ميديا للفنون التشكيلية، وشهد حضور جمهور عريض من المتابعين ورافقه تغطية اعلامية واسعة. لقاءنا معه في المعرض كانت فرصة طيبة لطرح جملة من الاسئلة حول المعرض وحيثياته:
*لم جمعت هذا الخليط من الفنون المتفاوتة في معرض واحد؟
-اطفالي الاربعة يمارسون الفنون التشكيلية وبالذات الرسم وصناعة المنحوتات في المنزل، وعلاقتهم مع الفن ليست طارئة، بل انهم ومنذ الصغر كانوا يستخدمون ادوات الرسم على مدى واسع. ومن خلال هذا المعرض اردت ان اعرض نتاجاتهم الفنية التي تدخل ضمن نطاق فن الاطفال ليطلع الجمهور على نتاجاتهم المعبرة عن احلام الطفولة، اضافة الى منحهم الثقة بالنفس حيال الحرفة التي يمارسونها وانا اشجعهم عليها منذ الصغر. ومن اجل ان يكون المعرض خاصا بكافة افراد اسرتي، فقد شجعنا زوجتي ام الاولاد كي تبادر باعداد نتاجات فنية. وبالفعل فقد انخرطت هي ايضا في اعداد اعمال فنية مستخدمة طريقة الكولاج. صفوة الاعمال التي انجزتها سيدة المنزل حقيقة كانت اضافة قيّمة لمجمل الاعمال الفنية التي انجزها الاطفال. وهكذا كان المعرض جماعيا واسريا بالكامل.
*لكنك انت لم تقدم شيئا فنيّا خاصا بك؟
-سؤال وجيه. دوري في هذا المعرض هو تحريضي وتذكيري. لقد انطلقت من معركة اربيللا المعروفة باسم (كوكميلا) التأريخية الشهيرة التي وقعت عام 331 قبل الميلاد في المثلث لكائن شمال غرب عاصمة اقليم كوردستان بين قلعة اربيل من جيهة ونهر الزاب بين بلدة خبات وجبل بيرمام من جهة اخرى. هذه الواقعة الشهيرة التي انتصر فيها الاسكندر المقدوني على داريوش الاخميني وبذلك فتحت هذه المعركة ابواب الشرق من شرق المتوسط والاناضول حتى الهند امام جحافل القائد الشاب ليزحف بجحافله حتى بلاد السند والكنج. هذه المعركة الشهيرة التي وقعت في كوردستان والتي باتت محل اهتمام الشعوب ونخبهم الثقافية والفنية على مرّ العصور، وانجز حولها الآلاف من النصوص السردية والبصرية، الا اننا نحن الكورد لم نتحدث عنها. وهذا اغفال وغبن كبيرين ادى الى عدم توظيفنا لهذا الحدث التأريخي بالشكل الذي يدر على بلدنا وشعبنا الكثير على المستويين المعنوي والمادي.
*وماذا عن (آريو برزن) هذا القائد الكوردي التأريخي؟
-من سخريات القدر باننا نهمل الصفحات المشرقة في تأريخنا. فهذا الفاتح القادم من بلاد الاغريق قد اكتسح الممالك والدول واسقطتها الواحدة تلو الاخرى، لم يلقى مقاومة اشد من التي لقيها على يد قائد كوردي كان على رأس قوّة قوامها 1200 مقاتل. لقد اعتصم القائد الكوردي التأريخي (آريو برزن) في جبال كوهكليو في التخوم الجنوبية لزاكروس وبلاد الكورد وقاوم برفقة شقيقة له والقوّة التي كان يقودها، جحافل الاسكندر ببسالة نادرة. حاول القائد المقدوني استدراج هذا القائد الكوردستاني من خلال مراسلات بين الاثنين وعرض عليه توليه ملكا على المنطقة. الا القائد (برزن) رفض جميع الاغراءات التي عرضها الاسكندر، واكد له عدم تنازله الدفاع عن ارض الوطن. وبالفعل فقد حارب هذا القائد الكوردستاني جيش الاسكندر حتى الرمق الاخير، وقد قال الاسكندر بحقه لو ان داريوش حارب بمثل اصرار برزن، لما تيسر لنا فتح الشرق.[1]