ولد الفنان محمد جزا المعروف ب حمه جزا في 3 شباط 1949 في مدينة السليمانية ضمن كنف اسرة وطنية متدينة، ث برزت موهبته الغنائية منذ الصغر وخرج لاول مرة على المسرح في حفلة المدرسة السنوية في المرحلة الابتدائية عام 1958 ...
جمال برواري
ترك اثراً كبيراً في قلوب ابناء الشعب الكوردي وخزينة من الاغاني الكوردية الفولكلورية واغاني المقام عبر حس جميل والحان كوردية وطنية اصيلة وسكن قلوب محبيه باغانيه الثورية في فترة النضال ضد النظام البعثي البائد واجاد فنون المقامات الكوردية عبر صوت شجي وعذب كعذوبة ينابيع وشلالات كوردستان وروعة نسائمها اللطيفة اشتهر كثيراً واصبح له مكانه ضمن الوسط الفني الكوردي من خلال اختياره قصائد لكبار الشعراء الكورد كما كتب العديد من القصائد عن الحب والغربة وكوردستان والبيشمركة ولحنها بأجمل الالحان انه الفنان الكوردي حمه جزا.
ولد الفنان محمد جزا المعروف ب حمه جزا في 3 شباط 1949 في مدينة السليمانية ضمن كنف اسرة وطنية متدينة، درس عند الشاعر المعروف أحمد هردي وتعلم اللغة الكوردية، حيث برزت موهبته الغنائية منذ الصغر وخرج لاول مرة على المسرح في حفلة المدرسة السنوية في المرحلة الابتدائية عام 1958 كما انه كان يغني قصائد دينية اثناء مشاركته في الحفلات الدينية في جامع السليمانية الكبير، ومع مرور الوقت كبرت موهبته الغنائية حتى انضم الى جمعية الفن والادب في السليمانية عام 1969 ومن خلالها استطاع ان يتعمق اكثر في الغناء الكوردي الكلاسيكي وتأثر كثيراً بكبار المغنين الكورد وحاول قدر المستطاع السير خلف خطاهم، وبسبب بعض العوائق ترك مقاعد الدراسة وتزوج في عمر ال19 عاماً وكون عائلة مكونة من 6 اطفال ( 2 ولد ، و 4 بنات ) والتزم بالفن وشارك مع فنانين امثال صالح مجيد واوصمان علي وغيرهم في حفلات موسيقية وذهب الى هه ولير للمشاركة في احدى الحفلات وبقي هناك واصبح له وسط فني اشتهر بينهم.
بعد اقامته في هه ولير بمساعدة بعض الموسيقيين اصدر اول نتاج غنائي عام 1971 لغاية عام 1974 اصبح عضوراً في فرقة الفن في هه ولير وبالتعاون مع الموسيقار رزكار حسن خوشناو و وريا أحمد سجل العديد من الاغاني وبثت عبر التلفزيون الراديو الكوردي، وفي عام 1977 اصدر كاسيته المشهور والذي سجل باسلوب فني متطور في ذلك الوقت “Işq û Azadî”( العشق والحرية) من اشعار الشاعر الكبير هيمن موكرياني وعبر ذلك العمل ذاع صيته في أقليم كوردستان العراق كثيراً واشتهر جداً تعمق حمه جزا في الموسيقا الكوردية ورافق كبار الموسيقيين الكورد آنذاك واتقن المقامات الموسيقية وسجل العديد من المقامات الصعبة في نتاجاته الفنية.
وبعد نجاح عمله ( العشق والحرية) في نفس العام اصدر نتاج آخر، وفي عام 1978 اصدر ثلاث كاسيتات متوالية بالتعاون مع عازف العود المعروف رزكار خوشناو ولاقت اقبالاً منقطع النظير في تلك الظروف الصعبة ابان الثورة في كوردستان.
بعد انتكاسة ثورة ايلول عام 1975 والظلم القمع الذي جرى بحق الشعب الكوردي والظروف السياسية السيئة التي خلقت اثر ذلك في 23 من شهر أيار عام 1981 توجه حمه جزا الى قمم جبال كوردستان وانضم الى صفوف البيشمركة الاشاوس، وبإرادة وتصميم كبيرين قاوم ضمن صفوف البيشمركة ولم يعتزل الفن والموسيقا بل الى جانب حمله للسلاح انضم الى فرقة الشهيد كارزان للبيشمركة وألف العديد من الاغاني الثورية وكان يشجع البيشمركة والشعب على النضال ويشد من عزمهم ويوقد حماسهم عبر اغاني ثورية كانت تذاع على راديو صوت كوردستان، لغاية الانتفاضة المظفرة عاد الى هه ولير وفي 3 من شهر تشرين الاول عام 1991 اقام حفلة كبيرة في نادي المعلمين، ولكنه للاسف اضطر بعد ذلك الى ترك الوطن والمغادرة الى الدنمارك والاقامة هناك.
استمر حمه جزا بالغناء واقام العديد من الحفلات الفنية الكبيرة في العديد من الدول الاوربية وكان يتردد بين الحين والآخر ويزور مدينته السليمانية ومن خلال تلك الزيارات اقام العديد من الحفلات في السليمانية وهه ولير وكركوك، وشارك في برامج فنية في العديد من الفضائيات الكوردية داخل الوطن وخارجه، وبسبب حبه للوطن وتعلقه به وصعوبات فراقه عنها ادت به الى العودة الى احضان الوطن والى مدينته التي احبها كثيراً السليمانية بعد الانتفاضة وتحرير اراضي كوردستان وإقامة فيدرالية اقليم كوردستان العراق وفي يوم 26-10-2009 ، قامت وزارة الثقافة والشباب في حكومة اقليم كوردستان العراق بتكريم الفنان حمه جزا تقديراً وعرفاناً له على خدمة الفن والكوردي وذلك في قاعة بيشوا في مدينة هه ولير التي قضى فيها من حياته.
وفي الفترة الاخيرة من عمره كان متفرغاً للغناء والادب الكوردي ويحضر لاصدار مجموعة شعرية بإسمه، ولكن للاسف ظهرت عليه علامات مرض السرطان عام 2007 وقاوم المرض لغاية 1 تشرين الاول 2010 حيث وافته المنية في مدينة السليمانية بعد عمر 61 عاماً قضاها في الغناء والنضال وفي نفس اليوم وبحضور عدد كبير من ابناء السليمانية ومحبيه من ابناء اقليم كوردستان وارى جثمانه الثرى في مقبرة گردى سهیوان، بعد ان ترك خلفه خزينة من الاغاني والالحان والاناشيد الثورية عن الوطن والبيشمركة والحب والحرية.
المصدر: جريدة صباح كوردستان[1]