كاتب وصحفي كوردي مخضرم من كوردستان العراق. يعيش منذ اكثر من عقدين في استراليا. تواصل مع موطنه كوردستان من خلال المتابعات الصحفية والمواد واللقاءات والمقالات التي كان ينشرها عن استراليا والجالية الكوردية هناك في الصحافة الكوردستانية...
حاوره: طارق كاريزي
كاتب وصحفي كوردي مخضرم من كوردستان العراق. يعيش منذ اكثر من عقدين في استراليا. تواصل مع موطنه كوردستان من خلال المتابعات الصحفية والمواد واللقاءات والمقالات التي كان ينشرها عن استراليا والجالية الكوردية هناك في الصحافة الكوردستانية. يعيش في ديار الغربة وقلبه ينبض دوما لكوردستان. زار موطنه قبل مدة والتقيته بصحبة المهندس الفنان فارس سعدي. هذا اللقاء الذي كان ثمرته الحوار الآتي:
*يهمني ويهم المواطن الكوردستاني، ان يعرف اوضاع الجالية الكوردستانية في استراليا؟
-الجالية الكوردية في استراليا يبلغ تعدادها حوالي 25 الف كوردستاني، لكن الاحصاءات الرسمية تقدم رقما اقل من ذلك لا يتجاوز العشرة آلاف كوردستاني. والسبب هو ان الكثيرين من ابناء الجالية الكوردية من القادمين من شمالي كوردستان وتركيا يسجلون انفسهم كمواطنين اتراك، لذلك يتم اسقاطهم كمواطنين استراليين من اصول كوردية لصالح مواطنين من اصول تركية.
*اين تتوزع الجالية الكوردستانية في استراليا والى مدى يحتفظ افرادها بالتراث والثقافة الكوردية؟
-الكورد الاستراليون قادمون من اجزاء كوردستان الاربعة. كورد شمالي كوردستان واقعون تحت سطوة الثقافة التركية وفي كثير من الاحيان يعرفون انفسهم كمواطنين اتراك، وهذا سرّ تراجع اجمالي عدد الجالية الكوردية، مثلما اسلفنا من 25 الف الى 10 آلاف فقط، يسكن غالبيتهم في مدينة ومقاطعة سدني، لكون طقس هذه المقاطعة مشابه لطقس كوردستان من حيث درجات الحرارة. الكورد القادمون من شرقي كوردستان، اي من كوردستان ايران يعتزون بهويتهم الكوردية والكوردستانية، وهم محافظون على ثقافتهم الوطنية والقومية بكل جد واعتزاز، اما كورد اقليم كوردستان (كوردستان العراق)، هم ايضا يعتزون بهويتهم الكوردية والكوردستانية، مع ملاحظة كون الانقسامات الحزبية هنا في جنوبي كوردستان لها اسقاطاتها هناك ايضا، ومن المهم القول بان كورد غربي كوردستان، اي الكورد القادمون من كوردستان سوريا، هم الاكثر اعتزاز بهويتهم الكوردية والكوردستانية والاكثر تمسكا واصرارا بالتراث الكوردستاني والثقافة الكوردية.
*ما طبيعة علاقاتكم مع الجاليات الاخرى؟
-المجتمع الاسترالي مجتمع تعددي، هناك نسبة محددة من السكان الاصليين الى جانب غالبية طاغية من المهاجرين القادمين من مختلف بلدان وشعوب العالم. علاقاتنا مع الجالية الفارسية (الايرانية) طيبة جدا، فهم يعتبرون الكورد والكوردستانيون ابناء عمومة لهم. وبذلك هناك علاقات تواصل بين الجاليتن الايرانية والكوردستانية. وبالنسبة للعرب، فان الجالية اللبنانية تأتي في المقدمة ويتولى عدد من ابناء هذه الجالية قيادة العديد من البلديات في استراليا، فهناك نصف مليون استرالي من اصول لبنانية، وتنقسم هذه الجالية من حيث نظرتها للكورد الى قسمين، احداهما لا تتفهم الحقوق والمطاليب الكوردية وتنظر اليه من منظار متشدد، اما القسم الاخرى واغلبيتهم من مسحيي لبنان، فانهم ينظرون بمزيد من الود وروح التفاهم الى القضية الكوردية وحق كوردستان في الاستقلال اسوة بباقي البلدان والشعوب. السودانيون يتسمون بالود والمزيد من التسامح ولا مشكلات لنا معهم ابدا، وكذلك الاستراليون من اصول تونسية، هم ايضا لهم علاقات طيبة جدا مع الكورد والكوردستانيون. وافراد بعض الجالية تبدي نوعا من التشدد، ولعل في مقدمتهم الجالية الباكستانية، وبعكسهم فان الجالية الهندية متفهمة جدا.
*وماذا عن الجالية الصينية؟
-حسنا فعلت وذكرتني بالجالية الصينية. هذه الجالية هي الاكبر والاقدم في الديار الاسترالية. عدد سكان استراليا حوالي 32 مليون نسمة، ويبلغ تعداد الجالية الصينية حوالي مليون ونصف المليون نسمة، وهم متغلغلون في كافة مفاصل الدولة خصوصا القطاعات الاقتصادية. وبسبب ذلك تعد اللغة الصينية هي اللغة الثانية الاكثر انتشارا بعد الانكليزية في استراليا، اي لو كنت تستطيع التحدث باللغة الصينية، فانك تستطيع تميشية وتسيير كافة شؤون حياتك اليومية بعده اللغة، ويحتفظ الصينيون بقوة بثقافتهم وتراثهم.
*هل من حادثة طريفة تسردها للقراء؟
-هناك الكثير الذي يمكن سرده للقارئ الكريم، لكن المجال ربما لا يسع لاكثر من سرد حادثة واحدة. اقمنا حفلة مشتركة للجالتين الكوردستانية والايرانية. قدمت فيها العديد من الفقرات الفنية والاغاني الكوردية والفارسية. مطرب كوردي قدم اغنية كوردية، امرأة ايرانية عجوز عمرها 70 عاما اندمجت مع الحان وكلمات احدى الاغاني الكوردية، وبعد انتهاء المطرب من ادائها، قامت العجوز من مكانها مستحسنة الذي قدمه المطرب الكوردي واخذت تدق ارضية القاعة بعصاها وهي تقول عشتم انتم ايها الكورد، لقد احتفظتم بالتراث الآري والآرياني بكل صفاءه ونقاءه. نحن الايرانيون فقد بعنا هذا التراث واضعناه في جلباب الآخر.[1]