مؤيد عبد الستار
يحفل تاريخ المرأة الكردية بالعطاء على مر العصور ، كانت تمتاز بمكانة عليا في المجتمع الكردي قديما وحديثا ، وتحتفظ لنا مختلف المتاحف العالمية بمنحوتات ورقم ولوحات للمرأة الكردية وهي تغزل وتحوك الملابس والسجاد ، وتعزف الموسيقى واشتهرت بلاد السومريين وعيلام وبلاد الرافدين عموما ببراعة المرأة في مختلف الصناعات والفنون .
وفي الصورة المرفقة لمنحوتة محفوظة في متحف اللوفر تمثل امرأة كردية من بلاد عيلام ، من مدينة سوسة التاريخية ، وهي تغزل الصوف ، ونلاحظ انها جالسة على كرسي جميل ، وأمامها طبق فيه فواكه وسمكة ، وتقف وراءها خادمة في يدها مروحة ، مما يجعلنا نعتقد أن الفصل صيفا ، وان المرأة موسرة أو زوجة ملك أو امير وانها تقضي وقت فراغها بالغزل والعمل المفيد والنافع .
لا نستغرب من ذلك فان أغلب النساء ورثن الصناعات الفنية عن امهاتهن وجداتهن ، حتى الوقت الحاضر نجد المرأة الكردية تعمل بجد في صناعة السجاد والملابس المزخرفة ، كما تعرف المناطق الكردية في العراق باشتغال النساء في المهن الحرفية المختلفة . وقد توفرت لي فرصة العيش في محلة كردية في مدينة الكوت ، محلة سيد حسين ، خلال سني طفولتي وصباي ، واطلعت على الاعمال المختلفة التي تقوم بها النساء من غزل وصباغة الملابس والاصواف واعدادها لعمل السجاد والبسط ، وكذلك العمل في صناعة الانسجة المختلفة مثل حياكة الليف وعمل المكانس والكثير من الصناعات والحرف التكميلية لمختلف الاعمال والصنائع اليدوية .
كذلك ما شاهدته في بغداد بعد انتقالنا من الكوت الى بغداد عام 1959 حيث أمضيت شبابي منذ ذلك الوقت حتى مغادرتي العراق عام 1979 ، وكنت قريبا من عقد الكرد في شارع الكفاح ، حيث كانت معظم النساء يعملن في الحياكة والسجاد والليف وغيرها من أعمال يدوية فنية .
تحية للمرأة في عيدها يوم 8 اذار وتحية إكبارللمرأة الكردية على مشاركتها في عملية الانتاج ونضالها المثابر من أجل حياة أفضل .[1]