يدالله كريم فيلي/ سنكشف للجميع عن حادثة تاريخية تجسدت على يد كورد فيليين حيث حالوا دون اغتيال المرحوم ادريس ابن الخالد ملاً مصطفى بارزاني، ويعد دلالة واضحة على مدى الإخلاص للكورد خارج الإقليم لقضيتهم القومية.
وتدور أحداث تلك المحاولة في عام 1971 وبعد عام من توقيع اتفاقية آذار حينما توجه المرحوم ادريس بارزاني الى بغداد وبرفقته المرحوم عريف برواري وسائقهما وبدعوة رسمية من حزب البعث، وعندما وصل إلى بغداد أقام في فندق أشتورا في ساحة عقبة بن نافع بجانب مقر جريدة الثورة سابقا، وكان صاحبه الحاج علي جان فيلي إذ ابلغ المعاون في الجهاز الأمني في حزب البعث وهو كوردي يعمل بخط مائل لصالح الحزب الديمقراطي الكوردستاني المرحوم معروف عثمان المكنى بابو وفاء إلى المرحوم عزيز محمد رحيم قيتولي ابو سامي المكنى بعزيز المضمد والذي كان في التنظيم السريّ في الحزب ويعمل مباشرةً تحت اشرافي بأن هناك مخططاً معداً مسبقاً لاغتيال المرحوم ادريس من قبل الامن العامة وبعض الكورد الخونة المعارضين للحركة الكوردية ولعائلة بارزاني في تلك الفترة في الطريق وأثناء توجهه لحضور اجتماع مع القيادات البعثية بعد يوم من وصوله الى بغداد ليتوجه ابو سامي فوراً ليبلغني عندما كنت آنذاك مسؤولاً للفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ورئيس اتحاد شبيبة كوردستان في بغداد، لنقوم بإبلاغ حبيب محمد كريم سكرتير الحزب ليطلع الاخير المرحوم الخالد ملاً مصطفى بارزاني فقررنا وبأمر من بارزاني الخالد بوضع خطة لإنقاذ المرحوم ادريس لاسترجاعه وبعجالة الى كوردستان اذ قمنا، وبعد وصول الاخير الى بيت ابو سامي باستبدال الملابس الكوردية لابو نيجيرفان بزي رسمي المسمى محلياً بالقاط، وهيأنا سيارة خاصة يقودها كوردي فيلي لكي يوصله الى اقليم كوردستان، وفعلا نجحت الخطة باخراج المرحوم ادريس سالماً من بغداد في عصر اليوم نفسه الذي وصل فيه مع ابقاء المرحوم عريف حميد برواري والسائق الذي كان معه وشخص اخر بزيهما الكوردي لان الاول كان لديه بعض الشبه بادريس.
وفي اليوم التالي تم شن الهجوم على السيارة قبل ان يصلوا الى المكان المحدد حيث امطرت مجموعة مسلحة السيارة التي كانا يستقلانها بوابل من الرصاص، ممّا ادى الى اصابة برواري والسائق بجروح نقلوا على اثرها الى المستشفى من اجل تلقي العلاج اللازم. حيث وصل المرحوم ادريس بوقتها سالما الى كوردستان ولم يكن من بين النصابين.
وبعد تلك الحادثة مباشرة اعلن التلفزيون والاذاعة آنذاك لحزب البعث بانه تمّ اغتيال ادريس بارزاني، وان الايادي الغادرة والجبانة هي التي قامت بتلك الفعلة ظناً منهم ان المرحوم ادريس قد قتل، ولكنّ بعدها كشفوا على هوية المصابين لم يجدوا بينهم المرحوم ادريس، وتبيّن ان مؤامرتهم قد فشلت، وكذلك قد تسرعوا باعلان حادثة الاغتيال التي فضحتهم واثبتت انهم يقفون وراءها، وبهذا فإن احباط تلك المحاولة كانت بجهود فيلية، ودائماً وكما تعودنا عليه فإنه من يسرد هذه الحادثة لا يذكر فيها دور المرحوم عزيز المضمد سواء كان بقصد او عدم قصد، وهذا انموذج من وفاء واخلاص ذلك الرجل لقضية شعبه. [1]