مبنى ثقافي ومنتدى ادبي وتراثي في مدينة مهاباد بشرقي كوردستان. هذا المبنى يدعى (سراي ومتحف هيمن) والذي يضم بعض من آثار ومؤلفات وحاجيات عدد من مشاهير هذه المدينة الكوردستانية من ادباء وفنانين راحلين...
اعداد وترجمة: طارق كاريزي
مبنى ثقافي ومنتدى ادبي وتراثي في مدينة مهاباد بشرقي كوردستان. هذا المبنى يدعى (سراي ومتحف هيمن) والذي يضم بعض من آثار ومؤلفات وحاجيات عدد من مشاهير هذه المدينة الكوردستانية من ادباء وفنانين راحلين. ينظر الى هذا المتحف كجزء من ثقافة هذه المدينة التي رفدت الثقافة والفن الكوردستانيين بعدد من القامات العملاقة التي اثرت الثقافة والفنون الكوردية واعطتها زخما اكبر خلال القرن الماضي، ويستقبل المتحف يوميا العشرات من الزوار والسياح الراغبون الاطلاع على التراث الثقافي لهذه المدينة.
منزل شاعر الرومانسية العذرية والغربة هيمن موكرياني تم اتخاذه كمبنى للمتحف، خصوصا وانه من المباني التراثية في عاصمة جمهورية كوردستان التي ما ان تم اغتيالها عام 1947 حتى غادر الشاعر موكريان مدينته الاثير ليعيش الشطر الاعظم من عمره منفيا في العراق وعاد بعد سقوط النظام الشاهنشاهي عام 1979.
ويضم متحف هيمن الارشيف الشخصي لعدد من كبار شخصيات المدينة وكذلك مخلفاتهم وحاجياتهم الشخصية ليتم عرضها للزوّار، ومنهم الشاعر هيمن موكرياني، الشاعر والمترجم واللغوي العملاق هزار موكرياني، والكاتب والمترجم احمد قاضي وايضا الكاتب والمترجم محمد قاضي والفنان القدير محمد مامليه، وكذلك جزءا من حاجيات الشاعر هيدي.
لكل من هؤلاء الشخصيات المهابادية دورا مؤثرا في اثراء الادب والثقافة الكورديتين ونمو وانعاش اللغة الكوردية وتطور الفنون الكوردية، خصوصا وان ثلاثة من كبار هذه الشخصيات (هيمن، هزار وهيدي) امضت الشطر الاكبر من عمرها في العراق حيث كان الكورد العراقيون يتمتعون بحقوق ثقافية ومساحة من حرية النشر بما لا يقارن مع الحضر المفروض على اللغة والثقافة الكورديتين في باقي اجزاء كوردستان. وقد كان لهؤلاء النخب القادمة من شرقي كوردستان دورا مؤثرا في اعطاء المزيد من الزخم للثقافة الكوردية في جنوبي كوردستان من خلال مؤلفاتهم وتماسهم مع الوسط الثقافي للكورد العراقيين. وكان لبعض هذه الشخصيات بصمات بارزة في الثقافة الفارسية ايضا، ومنهم محمد قاضي الذي ترجم اكثر من 70 رواية من روائع الآداب العالمية من الانكليزية والفرنسية الى الفارسية.
يضم المبنى خمس غرفة خصصت كل واحدة منها لاحد هذه الشخصيات المهابادية عرضت فيها بعض المخطوطات والمؤلفات والملابس وعدة الكتابة والصور وعدة التدخين وحاجيات اخرى تعيد الزائر الى طبيعة الحياة البسيطة التي عاشها عمالقة الثقافة الكوردية، وايضا كيف استطاعوا رفدها بتحف تبقى مشرقة في تأريخ هذه الثقافة.
افتتح سراي ومتحف هيمن عام 2012 ليكون الشاهد على الدور الثقافي المؤثر لشخصيات مهاباد في مضمار الثقافة الكوردستانية. وتتولى بلدية مهاباد الاشراف على المتحف الذي تكفل مهمة انشاءه وادارته صلاح بايانياني الذي بذل من جهته جهودا كبيرة لجمع القسم الاعظم من ارشيف هذه الشخصيات وحاجياتهم ليكون المتحف بالتالي الشاهد على دور هذه الشخصيات وليسرد للاجيال المقبلة مقاطع من حياة الافذاذ الغابرين الذي باتوا مشاعل تنير دروبهم في عالم الثقافة.
لمدير متحف هيمن ايضا جهودا مشهودة في جمع نصوص الادب الشفاهي الكوردي لمنطقة موكريان، وقد اصدر حتى الآن 12 مجلدا عن في هذا الخصوص. وقال عن زوار المتحف، منذ تأسيس المتحف فقد شهد قدوم الآلاف من سكان مدن شرقي كوردستان للاطلاع على محتوياته، واشار ان الكثيرين من زوار المتحف يهدون حاجيات تعود للشخصيات الخمسة الى المتحف وقد اسهموا باغناه بالمزيد من تراثهم وارشيفهم.
واوضح صلاح بايانياني بان زوار المتحف لم يقتصر على القادمين من مدن شرقي كوردستان، بل ان الكورد من جنوب وشمالي كوردستان ايضا باتوا يترددون على المتحف بقصد التعرف عن قرب على هذه القامات الثقافة الراحلة التي باتت اسماؤهم نجوما مشرقة في سماء الثقافة الكوردستانية. [1]