يسكن عدنان زردك في احد احياء مدينة كركوك، ويزور المكتبة والمتحف بشكل دوري كل اسبوع. وحول آلية استقبال زوار المكتبة والمتحف قال زردك ابواب المكتبة والمتحف مفتوحة باستمرار بوجه الزوار، والهاتف النقال يعد عاملا مساعدا بيني وبين زوار المكتبة والمتحف...
طارق كاريزي
قرية زردك تقع عند الضاحية الشمالية لمدينة كركوك (تبعد 20كم عن مركز المدينة). انها كأي قرية من قرى كركوك التي عاد عدد من سكانها بعد حملات التطهير العرقي التي نفذتها حكومة صدام حسين ابان ثمانينيات القرن الماضي، ليعيدو اعمار قريتهم. بيوت ومنازل ريفية متناثرة هنا وهناك، فيما القرويون يستذكرون الآثار المندرسة للقرية قبل ان تقلتعها حملات الانفال والتهجير القسري.
الشيء الفريد في هذه القرية التي يبلغ سكانها حاليا حوالي 15 اسرة، بعد ان تعذر على الباقين من سكانها العودة بسبب تاقلمهم مع ظروف العيش في الاماكن الجديدة التي استقروا فيها بعد افلاتهم من حملات الابادة الجماعية المعروفة بالانفال، اضافة الى انعدام الخدمات الاساسية للسكن والاستقرار حتى الآن، نعم الشيء الفريد في قرية زردك وجود مكتبة ومتحف فيها وباسم القرية ذاتها.
عدنان زردك، من ابناء هذه القرية، راودته قبل سنين فكرة بناء مكتبة في القرية. علاوة على ذلك فهو من المولعين بجمع الحاجيات الاثنوغرافية الخاصة بالريف الكوردستاني وحياة الفلاحين الكوردستانيين قبل شيوع المكننة والتقنيات الحديثة في النشاطات الزراعية. ومن اجل الوقوف على حيثيات هذا المشروع الثقافي في قرية من قرى كركوك، كان من المهم الاستماع الى مجريات القصة من صاحبها.
يقول عدنان زردك كان لدي اكثر من 200 كتاب ومجموعة الاحجار الجميلة. وخلال زياراتي المتكررة للمكتبة العامة في كركوك ومكتبة كاريز في حي باروتخانة، تولدت لدي فكرة انشاء منتدى ثقافي عام تحت مسمى مكتبة ومتحف زردك. واوضح ايضا الغرض من تأسيس المنتدى هو توفير الاجواء والبيئة المناسبة للقراء ومحبي الثقافة ولنشر الوعي الثقافي بين الناس.
التراث الاثنوغرافي للريف الكوردستاني يمتاز بغناه وتنوعه، خصوصا وان المجتمع الكوردستاني له باع طويل في الثورة الزراعية وتربية وتدجين الماشية والطيور والحيوانات عبر العصور السحيقة. وبما ان هذا التراث الاثنوغرافي هو الآن في طريقه الى الزوال والاضمحلال تحت ضغط التكنولوجيا وتقنياتها، لذلك بات الكثيرون يفكرون بارشفة هذا التراث والاحتفاظ بنماذج منه في المتاحف. ومكتبة زردك كان لها حضورها في هذا المجال، حيث قال عدنان زردك عن دواعي الاهتمام بالتراث الاثنوغرافي للريف الكوردستاني ان الغاية من اهتمانا بجمع الحاجيات التراثية والاثنوغرافية هو لاطلاع الاجيال الحالية والمقبلة على طبيعة حياة الاباء والاجداد والعدد والادوات والحاجيات التي كانوا يستخدمونها لتسيير امور حياتهم اليومية. واكد ايضا كما ونرغب بعدم ضياع مثل هذه الحاجيات التي كانت سائدة ايام زمان لدى ابائنا واجدادنا. وكذلك من اجل الاحتفاظ بالقاموس اللغوي لاسماء هذه الحاجيات بكل تفاصيلها.
يسكن عدنان زردك في احد احياء مدينة كركوك، ويزور المكتبة والمتحف بشكل دوري كل اسبوع. وحول آلية استقبال زوار المكتبة والمتحف قال زردك ابواب المكتبة والمتحف مفتوحة باستمرار بوجه الزوار، والهاتف النقال يعد عاملا مساعدا بيني وبين زوار المكتبة والمتحف، فحالما يود زائر تفقدهما، فانا دائما على استعداد لاستقبال الزوار، واغلبيتهم يأتون للاطلاع على محتويات المتحف كون الكتب متوفرة في كل مكان، الا ان الحاجيات الاثنوغرافية نادرة وبات يصعب الاطلاع عليها، ويبدي زوار المتحف دهشة كبيرة ازاء معروضاته. وتابع زردك اغناء المكتبة بالكتب الجديدة وكذلك المتحف بمزيد من الحاجيات الاثنوغرافية هو همي الدائم، فانا مستمر في اغنائهما.
وقال مؤسس مكتبة ومتحف زردك في قرية زردك، بانه يرحب بكل مبادرة ان كانت من جانب القطاع العام او الخاص لدعم واغناء المكتبة ورفدها بالكتب والمصادر الجديدة، ونحن بحكم نوعية القراء، فان اغلبية الكتب هي باللغة الكوردية. وكذلك نرحب بكل من يبادر بتوديع اي حاجة او عدة او آلة اثنوغرافية في المتحف من اجل صيانتها من الضياع والتلف.
وقال عدنان زردك بان زوار المكتبة والمتحف يمكنهم الاتصال بنا على رقمي النقال التاليين (07500445864) و(07709315264)، لتسهيل زيارتهم الى المكتبة والمتحف. [1]