أكد المستشار السابق في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، دانيال بينيم، أن هناك العديد من الخيارات البديلة أمام الكورد في سوريا للتعامل مع قرار انسحاب القوات الأمريكية من البلاد ...
أكد المستشار السابق في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، دانيال بينيم، أن هناك العديد من الخيارات البديلة أمام الكورد في سوريا للتعامل مع قرار انسحاب القوات الأمريكية من البلاد والذي يتزامن مع تهديدات تركية مستمرة بشن عملية عسكرية شرق الفرات.
وقال بينيم : لا نعلم ماذا سيحدث وخاصة في سوريا مع تقديم وزير الدفاع، جيمس ماتيس استقالته حيث كان يوصف ب(الجندي الملتزم) لأنه كان يؤكد على وجوب الالتزام بحماية حلفاء واشنطن.
وحول السيناريوهات المحتملة أوضح: يمكن أن تتدخل تركيا وقد لايحدث ذلك، كما من المحتمل أن يحصل اتفاق من نوع ما، متابعاً: يمكن أن تتفق قوات سوريا الديمقراطية مع الأسد لاستبباب الأمن كما لا يستبعد التدخل التركي، لا يزال لداعش وجود في المنطقة لذا من المحتمل عودة الدول لمحاربة التنظيم وقد يستغل الأسد الكورد في صراعه ضد تركيا نحن بحاجة لستة أشهر على الأقل لرؤية الفعل وردود الفعل.
ومضى بالقول: ترمب يحاول منع اندلاع حرب جديدة في هذا الظرف الحساس لأن تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد لاعبون كبار في المنطقة، فيما كانت أمريكا داعماً كبيراً للكورد، لذا ستفكر هذه القوى بفرض نفسها في المنطقة وفق التركيبة الموجودة هناك لسد الفراغ الذي سيتركه سحب القوات الأمريكية.
وحذر المستشار السابق في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط من أن أي هجوم تركي على سوريا سيتسبب بموجة من اللجوء وخطورة ذلك على أوضاع إقليم كوردستان الذي سبق وأن استقبل عدداً هائلاً من النازحين واللاجئين كونه الجهة الوحيدة التي توجد بينها وبين سوريا حدود مفتوحة لذا ينبغي إعداد خطة إنسانية للتعامل مع اللاجئين الجدد.
وبشأن التداعيات الأمنية للقرار على أمن إقليم كوردستان، قال بينيم: تقديرات الأمم المتحدة والمسؤولين الأمريكيين تشير إلى وجود 30 ألف عنصر من داعش في هذه المنطقة، وهناك مجاميع صغيرة تحاول تهديد أمن إقليم كوردستان وقد أعلن (مستشار مجلس أمن إقليم كوردستان) مسرور البارزاني أن هؤلاء يحاولون إعادة تنظيم أنفسهم مجدداً، مبيناً أن الحرب ضد داعش لم تنته بعد كما يرغب ترمب الذي أعلن هزيمة داعش مع إعلان قرار الانسحاب ومن ثم قال دع الآخرين يخوضون هذه الحرب، الحرب القادمة ستكون أصعب بسبب ضعف الدعم المقدم وهذا قد يؤثر على أمن الكورد في العراق.
وأشار إلى أن لدى كورد العراق علاقات ومباشرة جيدة مع تركيا والقوات الكوردية في سوريا، وتدهور العلاقات مع كورد سوريا سيقابله تعزيز في العلاقات مع إقليم كوردستان، لكن تركيا قوة كبيرة وهناك قوات كوردية سورية في سنجار وهذا يثير امتعاض أنقرة وقد يؤثر على أوضاع المقاتلين في الجبال بكوردستان تركيا، معبراً عن أمله في أن يجد الكورد مصالحهم المشتركة تفادياً لتقسيمهم.
وأوضح: أدركت أمريكا خلال السنوات الماضية فعالية دور الكورد في محاربة داعش، فالقوات الكوردية مصدر إلهام للكثيرين وكانت لها علاقات خاصة مع واشنطن، لكن الأمر يعتمد على طريقة تصرفها بدون الدعم الأمريكي وقد تضطر لخوض حرب دموية، مبيناً أن ترمب يسعى لتحسين العلاقات مع تركيا رغم الاختلاف في بعض الجزئيات مثل تصنيف وحدات حماية الشعب التي تصفها أنقرة بالإرهابية بعكس نظرة واشنطن لها.
وأردف قائلاً: تطمينات ترمب مهما كانت فإنها لن تكون كافية لحلفاء واشنطن في سوريا، لذا يجب أن يتولى الكورد حماية أمنهم سواء بالاتفاق مع الأسد أو بوتين أو الآخرين، ذاكراً أن الأمور تحدث بسرعة، قال ترمب صراحةً إنه يريد الانسحاب والأمر يحتاج إلى إجراء مفاوضات واتخاذ ما يلزم، وأمام ماتيس شهرين للقيام بشيء ما، وتنفيذ الخطة خلال سنة كان قد يمنع استقالة ماتيس، لكنني أقول هنا إن جيفري وماكغورك يواجهان موقفاً حرجاً أمام حلفاء واشنطن لأنهم يتحدثون باسم ترمب.. عملت في الإدارة السابقة وأنا شخصياً لم أصوت لترمب وهناك الكثيرون ممن لا يرغبون بأن يكونوا جزءاً من قرارات ترمب، ومقولة إن (ماتيس كان الرجل العاقل الوحيد في إدارة ترمب) قد تكون صحيحة جزئياً فقط لأن هناك آخرون يهتمون بالكورد في العراق وسوريا.
ورداً على سؤال بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه فرنسا في سوريا مستقبلاً، أشار بينيم إلى أن انسحاب الولايات المتحدة يخلق فرصة أمام بريطانيا وفرنسا على حد السواء لحماية المنطقة من الأسد وأردوغان، صحيح أن القيادة كانت تليق بأمريكا أكثر من غيرها لكن مع انسحابها يمكن لفرنسا أن تحمي الكورد والعرب في المنطقة، مشدداً على أن أمريكا تخلت عن حلفائها وهذا قد يكون له الكثير من التداعيات.
وحول الخيار الأصح أمام الكورد في سوريا قال المستشار الأمريكي السابق: توحي تغريدة ترمب بوجوب تعامل الكورد مع القوى الأخرى وإيجاد طريقه لحماية أنفسهم والتفكير في التفاوض مع الآخرين في شرق سوريا ومنهم العرب أيضاً الذين يمكن أن يكونوا أصدقاءً وأعداءً، ما زال هناك العديد من الخيارات، متابعاً: يقال إنه ليس للكورد أي أصدقاء سوى الجبال لكن أحد نواب الرئيس الأمريكي أكد أن واشنطن هي صديقة الكورد.. وأتمنى أن يكون ذلك صحيحاً، لأن السنة القادمة قد تكون أصعب ولا بد من التفكير ملياً فيما يجب القيام به.
واليوم أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده قررت التريث لفترة فيما يتعلق بإطلاق العملية العسكرية شرق نهر الفرات شمالي سوريا، على خلفية الموقف الأمريكي الأخير.
وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عن ترحيب بلاده بقرار الولايات المتحدة، سحب قواتها من سوريا، وأكد ضرورة التنسيق بين أنقرة وواشنطن كي لا يحدث فراغ في المنطقة.
ومنذ أيام يكرر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عزم بلاده شن عملية عسكرية شرق الفرات.
والأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، دانا وايت في بيان: حررنا الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش، لكن الحملة ضد التنظيم لم تنته. أطلقنا مسيرة عودة جنودنا من سوريا تزامناً مع الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحملة ضد داعش، متابعاً: سنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا للانتصار على داعش، أينما ينشط.
وقال الرئيس دونالد ترمب في تغريدة على تويتر: لقد دعوت للانسحاب لسنوات، وقبل ستة أشهر عندما قلت بشكل علني إنني أرغب في فعل ذلك، وافقت على البقاء هناك لفترة أطول، مضيفاً أن روسيا وإيران وسوريا وآخرين هم الأعداء المحليون لداعش. كنا نقوم بعملهم. حان الوقت للعودة إلى ديارنا وإعادة بناء الوطن، مرفقا تغريدته بالهاشتاغ MAGA وهو شعار حملته اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى.
وتساءل ترمب عن جدوى تولي الولايات المتحدة مهمة شرطي الشرق الأوسط عندما لا تحصل في المقابل على أي شيء سوى فقدان أرواح ثمينة وإنفاق تريليونات الدولارات في حماية آخرين لا يقدرون في معظم الحالات، ما نفعل، مشيراً إلى أنه هل نريد أن نظل هناك للأبد؟ أخيرا حان الوقت لكي يحارب آخرون.
وينتشر حالياً حوالي ألفي جندي أمريكي شمالي سوريا لا سيما من القوات الخاصة التي تشارك وتنسق القتال ضد داعش وتدرب قوات سورية وكوردية في المناطق التي طرد منها.
روداو[1]