أكد المفكر الفرنسي برنارد هنري ليفي، أن إرادة الاستقلال لدى الكورد، موجودة منذ زمن طويل، وحينما زرت كوردستان عام 1991، نشأت لدي قناعة إنه اذا بقيت حياً فإني سأشهد استقلال كوردستان، لافتاً إلى أن الكورد لا يخشون شيئاً ويقبلون المجازفة وسينجحون فيها طالما كانت الأحلام مبينة على أسس قوية، والشعب الكوردي لا يقبل الخنوع ويحمل الكثير من القيم العليا وهو يملك القدرة على التحدي <<
أكد المفكر الفرنسي برنارد هنري ليفي، أن إرادة الاستقلال لدى الكورد، موجودة منذ زمن طويل، وحينما زرت كوردستان عام 1991، نشأت لدي قناعة إنه اذا بقيت حياً فإني سأشهد استقلال كوردستان، لافتاً إلى أن الكورد لا يخشون شيئاً ويقبلون المجازفة وسينجحون فيها طالما كانت الأحلام مبينة على أسس قوية، والشعب الكوردي لا يقبل الخنوع ويحمل الكثير من القيم العليا وهو يملك القدرة على التحدي.
وقال ليفي خلال كلمته في مؤتمر كوردستان ما بعد داعش الذي انطلق اليوم الجمعة في باريس، إن العلاقات بين فرنسا وإقليم كوردستان، كانت قائمة قبل فترة من عهد فرانسوا ميتران لكنها تعززت في عهده ومن ثم خلال حكم فرانسوا هولاند الذي كان يزور المنطقة. والسيد ماكرون يواصل ذلك وهذا أمر جيد.
وأضاف: حينما يريد الفرنسيون شيئاً فإنهم يحققونه، ونتذكر الكارثة التي حلت بسكان البوسنة عام 1995 وقتل الآلاف منهم، قامت فرنسا في عهد جاك شيراك وبمساعدة الأمريكيين بإنهاء معاناتهم، نحن لدينا قوة عسكرية وهذا يضع على عاتقنا مسؤولية اتخاذ الخطوات اللازمة، والآن يتمتع الرئيس الفرنسي بقبول جيد في المجتمع الدولي بالتدخل في الوقت المناسب.
وتابع: أنا متفائل، لدي علاقات جيدة مع حكومة إقليم كوردستان والبعض منهم أصدقاء مقربون لي، وهم حينما يريدون الحصول على حقوقهم فهذا قد يتطلب وقتاً طويلاً.
وأشار ليفي إلى أن ما يتعرض له الكورد الآن له أمثلة عديدة في التاريخ لكن النهاية كانت في صالح من يملكون الإرادة بالقول: نعلم أنه كانت هنالك خلافات بين الفرنسيين والألمان في الأعوام من 1970 إلى 1974، وهذه المشاكل تتكرر في التاريخ مثل الكوارث التي تسببت بها الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكذلك قمع المقاومة الإسبانية التي كانت تطالب بالحقوق من قبل سلطة فرانكو الفاشية، لكن إسبانيا اعتمدت الديمقراطية بعد ذلك، وكذلك في تشيكوسلوفاكيا، خلال محاولات الحصول على الحرية وموقع لها في المجتمع الدولي ولم يكن أحد يصدق نجاح تحقيق ذلك، بل كانوا يقولون إنها نهاية تطلعات التشيكيين وانهم سيعودون إلى الجبال، وهذا بالضبط ما يحصل للكورد الآن، حيث نزلوا من الجبال، كما كان للشعب اليهودي مصير مقارب للشعب الكوردي، وقد تجاوز العديد من العقبات.
وأوضح المفكر الفرنسي أنه لمس الإرادة القومية للاستقلال لدى الكورد في عام 1991 حينما زرت كوردستان، حيث نشأت لدي قناعة إنه إذا بقيت حياً فإني سأشهد استقلال كوردستان، لدي العديد من العلاقات مع الكورد، وأعلم لديهم أحلاماً كثيرة وأنهم دفعوا الكثير من أجلها، هم لا يخشون شيئاً ولا يخافون وهم يقبلون المجازفة وسينجحون طالما كانت الأحلام مبينة على أسس قوية، وهم ضحوا بالكثير من المقاومة والقدرات الهائلة ويمكن أن تتحقق الأحلام ويتم تجاوز المصاعب كشيء مثل الأسطورة، يمكن للجروح أن تُنسى لكنها تمنح القوة للاستمرار، الشعب الكوردي الذي أحبه شعب لا يقبل الخنوع ويحمل الكثير من القيم العليا وهو يملك القدرة على التحدي.
ومضى بالقول: من حيث الجغرافية يعتبر الكورد في العراق عراقيين والكورد في سوريا سوريين، لكن قلوبهم لن تكون عراقية أبداً وكذلك الحال في سوريا.
وذكر ليفي أنه في القرن العشرين، قال فلاديمير لينين بعدما وقع اتفاقية مع الامبريالية إنه (إذا واجهت عصابة في الطريق تحمل أسلحة فإنك حينها ستضطر إلى إعطائهم سيارتك وأموالك وحتى ملابسك لكن لا يمكن أن تسلمهم روحك؛ هذه الروح هي القوة التي تبقى لك كإنسان)، والإمبريالية تتكرر الآن من قبل تركيا وإيران في عصرنا الحالي، ولكن حتى لو اضطر الكورد الآن لتسليم ما يملكون لكن لا شك أنهم لن يسلموا روحهم أبداً. [1]