أكد الباحث في التاريخ السياسي، زكريا حصري، أن تركيا عندما قامت بعمليتها في عفرين كانت قد حصلت على الضوء الأخضر من الدول العظمى، مشيراً إلى أن وحدت الشعب الكوردية لايمكن لأسلحتهم أن تجابه الطائرات الحربية الحديثة والصواريخ التي تطلق من الأراضي التركية وفي مقابلة حصرية مع شبكة رووداو الإعلامية قال حصري: إن الأطماع التركية في مدينة عفرين ليست وليدة اليوم وهو استهداف للوجود الكوردي كقضية أرض وشعب في سوريا.رووداو: التصعيد التركي سابقاً كان يتمثل ببيانات ضد الكورد في عفرين ولكن أن تنطلق قوة كبرى بهذا الزخم لاشك أن هناك أسباب موضوعية لذلك برأيك ماهي؟ <<
أكد الباحث في التاريخ السياسي، زكريا حصري، أن تركيا عندما قامت بعمليتها في عفرين كانت قد حصلت على الضوء الأخضر من الدول العظمى، مشيراً إلى أن وحدت الشعب الكوردية لايمكن لأسلحتهم أن تجابه الطائرات الحربية الحديثة والصواريخ التي تطلق من الأراضي التركية
وفي مقابلة حصرية مع شبكة رووداو الإعلامية قال حصري: إن الأطماع التركية في مدينة عفرين ليست وليدة اليوم وهو استهداف للوجود الكوردي كقضية أرض وشعب في سوريا.
رووداو: التصعيد التركي سابقاً كان يتمثل ببيانات ضد الكورد في عفرين ولكن أن تنطلق قوة كبرى بهذا الزخم لاشك أن هناك أسباب موضوعية لذلك برأيك ماهي؟
زكريا حصري: هناك سبب مباشر وأسباب بعيدة لأن الأطماع التركية في مدينة عفرين ومحافظة حلب بشكل عام ليست وليدة اليوم بل كانت هناك محاولات ونوايا تركية منذ عام 1930 عندما قامت بالاستفتاء في لواء الاسكندرون وتم تحت اشراف الجبش التركي وضمها إلى تركيا التي هي هاتاي اليوم، وحاولت أن تدخل إلى عفرين وتسيطر عليها قبل سنتين من الآن، وأسبابها الاساسية لاشك بأنها تستهدف الوجود الكوردي كقضية أرض وشعب في سوريا وأعلنتت مراراً بأنها ضد أي مشروع كوردي، وإن كان في أقصى الدنيا واتفقت أكثر من مرة مع النظام السوري والايراني لوأد أي محاولة كوردية في الحصول على حقوقهم المشروعة.
رووداو: إذاً تشير إلى أن هذا التدخل لم يكن ضد المقاتلين الكورد في عفرين بل ضد الكورد بشكل عام المتواجدين هناك؟
حصري: كأن مرض نفسي سيطر على القادة الأتراك منذ القدم هناك نقص في نفسية المسؤول التركي بعدم وجود لهم تاريخ في المنطقة التي تعد بمئات السنين، بينما هم يقصفون المدنيين وهم يسعون الى ضرورة التخلص من الكوردي الذي يسبقه بألاف السنين في الحضارة في المنطقة.
رووداو: هذا التدخل في عفرين سيتيح لتركيا أن تدخل في المفاوضات حول سوريا في المستقبل؟
حصري: تركيا ساهمت في إفشال الثورة السورية في بداياتها من خلال دعم مجموعات محددة وإظهار الثورة السورية بمظهر معين وبعد أن فقدت أوراقها في سورية وخاصة بعد أن تحرك النظام السوري والايراني وبدعم روسي إلى حد ما في الدخول إلى محافظة إدلب والسيطرة على مطار أبو الظهور العسكري، وأرادت كردة فعل ليكون لها دور في رسم مستقبل سوريا وأن تستحوذ على ورقة عفرين المنطقة الوحيدة القريبة من البحر والتي تربط الداخل مع الساحل والمنطقة الجبلية الوحيدة اذا سقطت بقية المناطق من كوباني إلى رأس العين إلى ديريك وعامودا وقامشلو ستسقط بسهولة.
رووداو: الوحدات الكوردية تصرح بأنها قادرة على مواجهة الهجوم التركي على عفرين عسكرياً لكنها سياسياً تناشد المجتمع الدولي لايقاف التدخل التركي هل تعتقد هذه المناشدات ستلقى آذاناً صاغية من قبل المجتمع الدولي؟
حصري: عندما قامت تركيا بعمليتها كانت قد حصلت على الضوء الأخضر من الدول العظمى حصلت على موافقة روسية مقابل موافقة فورية من النظام التركي على إمداد خط الثاني للغاز، أما أمريكا فقد انكفئت بشرق الفرات وأرادت أن تضع هذه المشكلة ككرة نار وترميها في وجه روسية لعل وعسى أن تؤدي إلى خلق مشاكل بين تركيا وروسيا لكن روسيا التي تريد أن تكسب تركيا وتبعد تركيا عن حلف الناتو وعن أمريكا بالتالي روسيا تريد أن لاتخسر تركيا والمصالح الروسية مع تركيا هي اكبر بكثير من مدينة أو منطقة جغرافية كوردية كعفرين، أما إيران والنظام السوري فقد تم إبلاغهم رسمياً قبل العدوان، وتركيا بهذا التدخل وحدت الشعب الكوردي لكن لايمكن لأسلحتهم أن تجابه الطائرات الحربية الحديثة والصواريخ التي تطلق من الأراضي التركية بعيدة المدى لن تقف أمام ثاني جيش في حلف الناتو.
رووداو: هل استفادت تركيا من أزمة العلاقة بين المحورين الأمريكي الروسي حول سوريا وتدخلت في عفرين؟
حصري: لابد أنها استفادت واستغلت اللحظة المناسبة واستطاعت أن تقرأ بينهما في سوريا فهناك رغم عدم ظهور مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لكن نعلم أن هناك مشروعان واضحان أصبحا في سوريا وهو المشروع الأمريكي والمشروع الروسي لكن الفرق ان المشروع الروسي هو واضح للجميع لكن الاستراتيجية الأمريكية التي اطلقت قنبلة تشكيل قوة عسكرية تتألف من 30 ألف مقاتل كوردي لحراسة الحدود وتركت بعدها الكورد وحدهم دون أن تفعل شيئ وهي تستطيع أن تمارس ضغوطاً عى تركيا ولم تفعل ذلك وماتم في عفرين كان بصفقة وموافقة وعلم الجميع .
رووداو: ما الثمن الذي ستدفعة تركيا مقابل توافقها مع إيران وروسيا للسيطرة على عفرين؟
حصري: تنازلت عن إدلب وهناك تسريبات رسمية تم الحصول عليها بأنها تعهدت لروسيا بعدم معارضة دخول النظام إلى إدلب وبأنها لن تدعم فصائل المعارضة الموجودة في إدلب وستشجع حركة أحرار الشام وغيرها وتركوا حوالي مئتي قرية ومدينة تم الانسحاب منها وتقدم الجيش السوري إلى هذه المناطق كما كانت حلب ثمناً لجرابلس قبل سنتين.
رووداو: هل فعلاً الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حزب الاتحاد الديمقراطي كورقة ضاغطة وسمحت لهم بالتمدد في الشمال السوري وهم الآن يدفعون الثمن؟
حصري: أمريكا كانت تبحث عن شريك على الأرض لتنفيذ أجنداتها ومصالحها ولها تجربة مرة مع فصائل الجيش الحر قبل ثلاث سنوات قامت بتبني حركة الحزم السورية وكانت من أكبر فصائل الجيش الحر ومقرها إدلب، وقامت بدعمهم بالاسلحة وتدريبهم في تركيا لكن ماحصل بعد شهر قامت حركة الحزم بتسليم جميع الأسلحة التي زودتها بها أمريكا مع عناصرها واستسلموا للقاعدة وجبهة النصرة وفشلت أمريكا بإيجاد شريك لها تنفذ ماتريد وبحث عن شريك جديد فوجدت أن القوات الكوردية لها تجربة ناجحة وينتصرون ويتقدمون وجرى التواصل بينهما اذاً أمريكا من بحثت عن قوات سوريا الديمقراطية وليس العكس.
رووداو: هل سيؤثر الهجوم على عفرين على حلحلة الأزمة السورية ؟
حصري: ستعقد الأمور في سوريا أكثر وتركيا قامت باجتياز حدود دولية بغض النظر عن المسألة الكوردية ودخلت في أراضي دولة أخرى وهذا بالعرف الدولي يعتبر احتلال دولة لدولة أخرى وهذا سوف يزيد من أسهم تركيا ويرتفع صوت تركيا في تحديد ملامح مستقبل سوريا.
رووداو: البيت الكوردي مازال يشهد حالة قطيعة هل الأيام المقبلة ستكون كفيلة بانفراج العلاقة وتوحيد الموقف والخطاب؟
حصري: نتمنى ذلك والمطلوب في هذه الفترة دعم مقاومة الشعب في عفرين بكل تشكيلاته فالشعب يتعرض لإبادة ويجب دعمهم طبياً وغذائياً ومعنوياً من كل الجهات وإجراء مراجعة شاملة بين الأطراف الكوردية والأحزاب الكوردية والقوى الكوردية بما فيها القوى الغير كوردية في كوردستان سوريا، فليتفقوا على كيفية حماية عفرين وبعدها ممكن أن يتوسع الحوار إلى بقية المسائل الأخرى والتاريخ أثبت بأن أي قوة لوحدها لاتستطيع حماية أي بقعة من الارض مهما بلغت من القوة بقرار سياسي في ظرف محدد ولابد من إعادة مراجعة لجميع المشاكل وإعادة توحيد البيت الكوردي. [1]