خلال تجوالي في مركز مدينة مهاباد بكوردستان ايران، اتصلت بالبنت الكبرى للزعيم الكوردي قاضي محمد، وبعد ان عرفتها بنفسي، طلبت منها ان تعطيني عنوان السكن لكي اجري معها هذا اللقاء، فأعطتني العنوان ورحبت بي كثيراً، فهم يعيشون في محلة كوي فرهنكيان بمنزل بسيط يتكون من غرفتين تقريباً.وجلست بنت القاضي محمد وهي تلبس الملابس الكوردية التقليدية في احدى غرف المنزل التي كانت تحتوي على صور وكتب قاضي محمد، وقالت متحدثة عن وضع الكورد وكوردستان بشكل عام، منذ قدم التاريخ، والكورد يعرضون انفسهم للخسائر والى يومنا هذا، وقالت وهي تشير بكلامها الى اعتقال والدها آنذاك، فمثلا، حينما تم سجن والدي آنذاك، قام عدد من اهالي كوردستان ايران بزيارة طهران، وقالوا نحن لا نريد ان يقتل قاضي محمد، نحن نريد ان يتم توزيع ثروته وامواله على اهالي كوردستان
خلال تجوالي في مركز مدينة مهاباد بكوردستان ايران، اتصلت بالبنت الكبرى للزعيم الكوردي قاضي محمد، وبعد ان عرفتها بنفسي، طلبت منها ان تعطيني عنوان السكن لكي اجري معها هذا اللقاء، فأعطتني العنوان ورحبت بي كثيراً، فهم يعيشون في محلة كوي فرهنكيان بمنزل بسيط يتكون من غرفتين تقريباً.
وجلست بنت القاضي محمد وهي تلبس الملابس الكوردية التقليدية في احدى غرف المنزل التي كانت تحتوي على صور وكتب قاضي محمد، وقالت متحدثة عن وضع الكورد وكوردستان بشكل عام، منذ قدم التاريخ، والكورد يعرضون انفسهم للخسائر والى يومنا هذا، وقالت وهي تشير بكلامها الى اعتقال والدها آنذاك، فمثلا، حينما تم سجن والدي آنذاك، قام عدد من اهالي كوردستان ايران بزيارة طهران، وقالوا نحن لا نريد ان يقتل قاضي محمد، نحن نريد ان يتم توزيع ثروته وامواله على اهالي كوردستان.
وبحسب ما اشارت اليه منيرة، فعائلة قاضي محمد سكنت في هذه المنطقة منذ اكثر من 800 عام، ويتألفون من 122 منزلاً، ومنذ ذلك الوقت وهم لديهم الاراضي الشاسعة والابقار والمزارع المختلفة، وقدموا جميع انواع المساعادات للأهالي.
وأردفت منيرة، عندما جاء البارزانيون آنذاك الى هذه المناطق وتحديداً في قرية كوك تبه، كان اخي علي ينقل اليهم الكثير من العسل، وحزنا كثيراً لما تعرض له البارزانيون، وخصوصاً حينما توفي 3 اطفال منهم بسبب درجات الحرارة المنخفضة، وتعرضوا ايضاً للفيضان، إلا ان والدي كان ينقل اليهم الملابس اللازمة بالإضافة الى الادوية التي هم بأمس الحاجة اليها.
هذه الصالة او الغرفة التي نجلس بها الآن، يتم استقبال الضيوف فيها، وتحتوي على العديد من صور قاضي محمد، وهنا.. انضمت الينا فوزية الاخت الصغرى لمنيرة، إلا انها قليلة الكلام احتراماً لأختها الكبرى، ولكنها كانت مستمعة جيدة.
وتطرقت منيرة الى وضع الكورد في كوردستان ايران، فقالت ان ايران عنيفة جداً على الكورد في الفترة الاخيرة، فمثلا حينما بدأ استفتاء الإقليم ، خرجت الناس في مظاهرات وتجمعات كبيرة بكوردستان ايران، إلا انهم جوبهوا بأقسى انواع العنف، وتم زج ما لا يقل عن 300 شخص في السجون من قبل السلطات المحلية، حتى ان بعض الفتيات ايضا قد تعرضوا الى معاملة سيئة للغاية.
واضاف، اما نحن كعائلة قاضي محمد لم نخرج.. ولم نشارك، درءاً لإثارة مشاعر الناس، ولهذا كنا نراقب الحدث من بعيد .
كانت منيرة تبلغ العاشرة من عمرها حينما تم القاء القبض على والدها قاضي محمد بسبب اعلانه جمهورية كوردستان، ومنيرة تتذكر جيداً تلك الايام فقد كانت تزور والدها وهو في السجن وتقول، بعد القاء القبض على والدي، كان علينا ان نأخذ له الغذاء يومياً، وكنت ادخل الاى داخل السجن مع الاشخاص الذين يوصلون الطعام الى والدي، واول مرة رأيت والدي فيها كانت حينما تم توقيفه في السجن، وحينما كان مريضا ويالم، وحينما رآني والدي عبر الشباك، وهو في هذا المكان المظلم الكئيب.
كان عليهم ان يأخذوا الطعام الى قاضي محمد ومن معه مرتين يومياً، وكانت منيرة ترافقهم لكي ترى والدها فقط.
واردفت، كنا نزور ابي وهو مسجون وكانت القوات المتواجدة في الطريق تعتدي عليا بالضرب والاهانات انا وأختي.
واوضحت منيرة، ابي كان يحترم الناس جميعاً وكان رجلا هادئاً، وكان يحب اطفاله جميعاً وخصوص البنات، فقد كنا 7 لأخوات، واخ واحد، ففي يوم من الايام مد اخي علي يده على اختي فوزية وضربها، فجاء والدي وقال وهو غاضب جدا لا تقل لي بأنك ولدي الوحيد، صدقني سأجعلك فداءاً لجميع بناتي، لقد كان يحبنا كثيراً، مضيفةً حينما كانت امي تمشط شعري كنت اشعر بألم في راسي وكنت اصرخ بشدة، وفجأة يأتي الوالد ويأخذ المشط من يد أمي، ويغني لي لكي اهدأ.
السيدة منيرة لم تنسى وصية والدها ومقولته الشهيرة قبل ان ينفذوا به حكم الاعدام، وهي اليوم تقتلون قاضي محمد واحد، ولكن هناك الآلاف من قاضي محمد سيظهرون في كوردستان لإكمال الرسالة.[1]