تقرير/هايستان أحمد
أسطورة الأغنية الكردية الذي جعل من نفسه وحياته قرباناً لأجل القضية الكردية وليكون شمعة نور تحترق لتضيء طريق المستقبل للشعب الكردي أجمع، إنه الفنان القدير الخالد في قلوبنا وذاكرة كل كردي صغيراً كان أم كبيراً (محمد شيخو).
ولد محمد شيخو في سنة 1947م، في قرية (خجوكة)، في كنف عائلة كردية كادحة مناضلة فقيرة عاش الفنان (محمد شيخو) حياته، كان شخصاً قومياً ومنذ بداياته كان يتمتع بشخصية مميزة، غنى في بداياته لكبار المطربين الكرد والعرب، وعندما سافر إلى لبنان درس هناك الموسيقا وحَصَل على عضوية اتحاد الفنانين في لبنان وأثبت وجوده الذاتي وبأسلوبه المميز الخاص، وكانت أغنياته التي غناها في بداياته (أمان دلو- كلي زار- حبس أو زندان- رابا جي خوي) أُسلوباً مميزاً، وكلمات تلك الأغاني كانت لشعراء كبار كالمرحوم (يوسف برازي- بي بهار- والشاعر عمر لعلي وكمال شماس ومصطفى جمعة) وغيرهم، ومحمد شيخو كان فناناً ملتزماً قولاً وفعلاً فهو غنى لكردستان فذهب إليها وأقام في باشور وروج هلات، وغنى للثورة آنذاك فانضم إلى البيشمركة، ولم يخشَ الاعتقال والتعذيب، وبعد كل اعتقال كان يخرج بهمَّة وعزم أقوى من السابق، ولم يتخلَ عن مبادئه حتى بعد نفيه لإيران على الرغم من التهديدات التي توجهت له بالتصفية والقتل غنى عشرات الأغاني الوطنية كأغنية (آي فلك ومهاباد) وغيرها، وبذلك كان مثال الكردي المتمسك بمبادئه وقوميته التي لم يساوم عليها قط.
بإصرارٍ وعزمٍ أكمل مسيرته الفنية على الرغم من كثرة أوجاعه!
وبمناسبة ذكرى رحيله الثلاثين وبرعاية هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة واتحاد فناني الجزيرة، سيكون في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو يوم السبت بتاريخ #09-03-2019# حفل فني وزيارة مزاره إحياءاً لذكراه السنوية وسيكون هناك عرض سنفزيوني عن حياته، وغناء أغانيه الجميلة، وفي هذا السياق قامت صحيفتنا «روناهي» بزيارة شقيقه السيد (عبد الحميد)، ليطلعنا على نبذة عن حياة الفنان محمد شيخو، حيث قال:(كان أخي محمد شيخو يتمتع بعاطفة قوية وحنان لا حدود لها علينا وعلى الجميع، كان لا يقبل الظلم على أحد ويساند المظلومين، وكانت نفسيته بسيطة وشخصيته لا تحب الإنسان المتكبر، وعانى كثيراً من ظلم وبطش النظام عليه آنذاك، فقد نفاه في أول مرة له ليمنعوه غناء الأغاني الثورية وباللغة الكردية إلى لبنان، وعاد مرات عدة إلى وطنه ولكن النظام لم يتركه وشأنه وقام بزجه بالسجن وتعذيبه وضربه بطريقة وحشية بلا رحمة، وكان إنساناً يعمل لوطنه وقوميته وهويته الكردية، فكان فناناً للشعب، حافظ على مبادئه حتى آخر يوم في حياته، ولم يتاجر بفنه أبداً كان فناناً ملتزماً بقضيته عن طريق الغناء، فكل أغنية من أغانيه كانت بمثابة قضية سياسية ثورية بحد ذاتها).
عبدالحميد أضاف: يقول الكثير عن محمد شيخو إنه مدرسة كبيرة فعلى الرغم من الظلم والخوف والتشديد من قبل النظام السوري عليه كان مستمراً ومداوماً على نضاله، أجل سنقول «نضاله» لأنه في ظل النظام في ذلك الوقت لم يتجرأ أي أحد أن يقول إنه كردي أو يتكلم باللغة الكردية، بينما كان الفنان محمد شيخو يغني باللغة الكردية أغانٍ ثورية ولم يخشَ شيئاً. ونهاية الحديث اختتم السيد «عبد الحميد شيخو»: (أشكر الجميع على هذا التقدير الكبير له ولفنه، وأتمنى أن يتواجد في مجتمعنا أمثال الفنان محمد شيخو، وأن يسيروا على نهجه ويكملوا ما بدأ به؛ فهو قدَّم الكثير من أجل الكرد وضحى بكل ما يملك).
أنه الفنان الخالد صاحب إحساس قومي ووطني ولقب بعدة ألقاب «صوت كردستان والبلبل الحزين»، خدم الأغنية الكردية بكل تفانٍ وإخلاص، ويعدُّ بحق مدرسة في الأغنية الكردية القومية ستذكرها الأجيال القادمة طويلاً، لقد ذاق هذا الفنان شظف العيش ومرارة الحياة من أجل الارتقاء بالموسيقى والأغنية الكردية إلى مصافِ الموسيقى العالمية، وظل على هذا النهج الذي سلكه حتى آخر أيام حياته، توفي الفنان «محمد شيخو» في التاسع من شهر آذار عام 1989م، في مدينة قامشلو، وكان هذا الخبر بمثابة فاجعة للكرد، وسيبقى حيّاً في ذاكرة وقلب كل كردي وستذكره الأجيال في كل آذار كما أراد.[1]