وزان أمين - التآخي
بمناسبة الذكرة السنوية الاولى على رحيل الفنان التشكيلي العالمي عمر حمدي المعروف بMALVA. نظمت هيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة في روزآفا كوردستان معرضاً للوحات الفنية تحت اسم عمر حمدي عرض خلالها بعض من اعمال ورسومات الراحل، وحضر فعاليات الافتتاح بعض من افراد عائلته و العشرات من المثقفين والفنانين. و تم توزيع كتاب عن حياة الفنان الراحل، وتقديم مقطوعات موسيقية.
الفنان العالمي مالفا هو صاحب المقولة المشهورة التي كتبها قبل سنوات قليلة على رحيله خمسون سنة وأنا أحمل في داخلي قصة شعب... لم أملك سوى المنفى في لوحتي، لغةً أو وطناً يرسم مكان موتي.وكان قد كتب على موقعه الرّسمي قبل رحيله نصاً جاء فيه : “لم أملك سوى المنفى في لوحتي، لغةً أو وطناً يرسم مكان موتي” بالفعل رحل مالفا بعيدأ عن بلده وأهله رحل وترك اثراً كبيراً لن تنساه اجيال وستظل في ذاكرة الفنانين التشكيليين، ويعتبر الفنان مالفا الذي لقب نفسه بهذا الاسم من وحي قصة لتشيخوف احد أهم عمالقة الفن في العصر الحديث غادر بصمت في احدى مستشفيات العاصمة النمساوية فيينا في 18 تشرين الاول 2015 بعد ان اقام فيها اكثر من ثلاثة عقود بهذه المناسبة نذكركم بومضات عن حياته الحافلة بالعطاء.
نبذة مختصرة عن حياة (مالفا)
ولد مالفا في غرب كوردستان بقرية نائية اسمها “تل نايف” في محافظة الحسكة عام 1952، مارس الفن منذ الطفولة ودرسه فيما بعد دراسة خاصة ثم عين مدرساً للفنون في سورية عام 1970، ويروي مالفا قصة حياته وشغفه بالرسم في حديث له كنت أرسم في السر، بعيداً عن معرفة والدي كنت أشتري ما أستطيعه من ألوان، وأرسم على قماش أكياس السكر وبشفرة حلاقة، كان أخي عصام يجمعها لي، أرسم وجوهاً لحصادين ورعاة غنمٍ كنت أرسم والدي أو أخوتي، وبدأت أحلم بأن أقيم معرضاً في دمشق العاصمة، المدينة الكبيرة، التي كان يعيش فيها فنانون كثيرون، وفيها صالة عرض خاصة تابعة لوزارة الثقافة
ثم عمل رساماً وغرافيكياً في الصحف وفي مديرية الكتب المدرسية في سورية 1971-1978. بعد ذلك غادر إلى فيينا عام 1978 بعد ان اقام معرضاً فيها واحرق جميع لوحاته بعد ذلك حيث يتذكر عمر حمدي تلك اللحظات التي شكلت انعطافه في حياته الفنية و يقول في حديث له أنزلت الصندوق، أخرجت اللوحات، وأشعلت فيها النار، أحرقت الكومة الملونة. راحت النيران تمر بِرويّةٍ على الوجوه المرسومة بالأحمر، ثم نبضت الكومة بلهيب كبير، .... تشوهت الوجوه والأيدي مع النار، أحسست أنها أصبحت أجمل من قبل، شعرت بالبرد... وأنا في شهر تموز، جلست متأملاً طيلة الوقت جنون النيران والدخان والألوان، حتى تحولت جميعها إلى كومة داكنة صغيرة تأملتها، وغبت عن الوعي.
كتب عمر حمدي في النقد الفني وله محاولات شعرية، وصدرت له العديد من المطبوعات والكتب المصورة عن أعماله، وهو عضو في الاتحاد العام للفنانين النمساويين واليونسكو وكذلك عضو في الكونستيلر هاوس في فيينا.
الفنان عمر حمدي عضو كان عضواً في القاموس الدولي وقاموس الفن العالمي للفنانين والنقاد و أعماله و شغل منصب رئيس لجنة التحكيم في غاليري آرت فورم للفن الدولي المعاصر في العاصمة النمساوية فيينا. واعماله مقتناة من قبل تجار الفن في العالم، وصالات العرض، ومتاحف وبنوك ووزارات ثقافة كما يوجد هناك عدد كبير من المقتنيات الخاصة في سوريا، أمريكا، كندا، النمسا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، اليابان، سيريلانكا، وروسيا، و اقام معارض فنية في الكثير من بلاد العالم وقدم الى اقليم كوردستان وعرض لوحاته في السليمانية وأربيل قبل عدة سنوات وكان للغربة والحنين الى الوطن علامات بارزة في لوحاته وكانت للازمة السورية ومايجري في سوريا من قتل وتخريب ودمار اثر بليغ على لوحاته التي اخذت طابع الحزن والمأساة والوجوه المشوهة والبائسة التي يغلب عليها اللون الرمادي.
بعد خمسة اشهر من رحيل مالفا انتحرت زوجته النمساوية الفنانة التشكيلية سيلفيا سيڤيريوس شوقاً وحزناً عليه، عندما رمت نفسها أمام القطار الذي يمر أمام منزلها في حي كلوسترنيبورغ في العاصمة النمساوية فيينا.
وعاشت سيلفيا مع الفنان الراحل مالفا حوالى عشرين عاماً ونتيجة حالة الحزن والكآبة التي عاشتها بعد رحيل حمدي، اقدمت على الانتحار وانهت حياتها.[1]