(لقد كان المد الشيعي برئاسة إيران والصراع القائم بينها وبين السعودية وأسرائيل من جهة أخرى في عموم المنطقة والسبب وراء تشكل جبهة واسعة في الحرب بالوكالة فيها.ثم أن إيران تساند هذه الحرب من اليمن وصولاً الى لبنان وسوريا والعراق وتركيا، وأينما وجدت الأضطرابات فإنك تجد أن إيران هي أحد العناصر الرئيسة فيها. وهي حالة لن يكون الوضع السياسي الكوردستاني بمنأى عنها وسوف تستمر حالات التدخل والتأثيرات الخارجية على الوضع المحلي في الأقليم مالم تكن كوردستان دولة مستقلة ما يولد اهمية خاصة لدى السياسيين والخبراء أولوية رئيسية وقد وقف بعضهم بعمق وشأن إزاء هذه المسألة وآثارها بل ويضعون حماية أقليم كوردستان قبل أعلان الأستقلال أو أجراء الأستفتاء العام فيه <<
د. محمد صالح جمعة لمجلة كولان:
- علينا عقد تحالفات عسكرية لحماية أقليم كوردستان قبل أجراء الأستفتاء العام فيه.
- لا يمكن أن يحدث الوحدة في الخطاب والمواقف الكوردية، مالم يكن لهذا الشعب دولته المستقلة، ما يعني أن الدولة ستكون إطارا لوحدة الصف القومي.
(لقد كان المد الشيعي برئاسة إيران والصراع القائم بينها وبين السعودية وأسرائيل من جهة أخرى في عموم المنطقة والسبب وراء تشكل جبهة واسعة في الحرب بالوكالة فيها.
ثم أن إيران تساند هذه الحرب من اليمن وصولاً الى لبنان وسوريا والعراق وتركيا، وأينما وجدت الأضطرابات فإنك تجد أن إيران هي أحد العناصر الرئيسة فيها. وهي حالة لن يكون الوضع السياسي الكوردستاني بمنأى عنها وسوف تستمر حالات التدخل والتأثيرات الخارجية على الوضع المحلي في الأقليم مالم تكن كوردستان دولة مستقلة ما يولد اهمية خاصة لدى السياسيين والخبراء أولوية رئيسية وقد وقف بعضهم بعمق وشأن إزاء هذه المسألة وآثارها بل ويضعون حماية أقليم كوردستان قبل أعلان الأستقلال أو أجراء الأستفتاء العام فيه.
للحديث عن مجمل الوضع المتعلق بهذا المسار والعلاقات بين أقليم كوردستان وبين بغداد ضمن المشكلات السياسية في المنطقة فقد أجرت مجلة كولان هذا اللقاء الخاص مع السياسي المحنك د. محمد صالح جمعة:
• الوضع السائد في أقليم كوردستان والمنطقة هو في غاية التعقيد وحافل بالتحديات، وفي خضم كل ذلك نجد أن الرئيس البارزاني يسعى ويتطلع لأن يصل الكورد الى منتهى أهدافه وأن تصبح كوردستان دولة مستقلة، فإلى أي مدى يمكن أن يعود هذا الوضع المعقد بالنفع على الكورد.؟
- لو أمعنت النظر في أسلوب الرئاسة و مسار هذه السياسة، التي يمارسها الرئيس البارزاني في هذه الظروف الحساسة، فإن العالم أجمع قد توصل الى حقيقة أن الزعماء، من أمثال الرئيس البارزاني، الذين يمارسون القيادة في مثل هذه الظروف هم من القلة النادرة، ما يعني أننا لو أردنا التعرف على الأسلوب السياسي للرئيس البارزاني و زعامته فإن علينا أن نعود الى أهداف زعمائنا في نضالهم ضمن الحركة التحررية الكوردستانية وأبتداء من الشيخ عبدالسلام ووصولاً الى البارزاني الخالد، وكانت بلاشك تأسيس دولة كوردستان المستقلة، ولكن علينا ألا ننسى أن السياسة في إطار نهج البارزاني القائد كانت سياسة متأنية وقبل كل شئ تمت ومنذ حقبة الشيخ عبدالسلام في عام 1913 مراعاة حقيقة أن أتخاذ أية خطوة نحو تأسيس الدولة إنما يتطلب أعداد قوات كفؤة لها، وكان أن أسس الشيخ عبدالسلام تلك القوة من بارزانيين، ثم أنه كان يدرك أن تأسيس الدولة هو بحاجة الى دعم دولة و ذلك لأن دولتي تركيا وإيران كانتا قويتين جداً عليه فإن خطوته الثانية كانت سفره الى مدينة(تبريز) الأيرانية للقاء القنصل الروسي هناك، و رافقه في سفره كل من سمكو و عبدالرزاق بدرخان، وذلك بغية ضمان مساندة روسيا لدولة كوردستان وبعد الشيخ وإبان فترة زعامة البارزاني الخالد، فقد أصبحت هذه السياسة متواصلة ولذات الهدف واستمرت المقاومة وكان أن بنى الرئيس البارزاني سياسته وفق عدد من المسارات وكانت:
1- القوة المسلحة للبارزانيين.
2- الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
3- القوة اللامتناهية لشعب كوردستان.
4- روسيا كمساندة دولية..
ماحدا البارزاني الخالد، وفي كل الخطوات التي أتخذها لغاية عام 1974، أن يتشاور مع روسيا، إلا أنه كان رجل دولة حقيقيا، وكان يحث الخطى بتأن وثبات نحو الهدف الأسمى، لذلك فقد كانت اللامركزية مطلبه في البداية، ثم جاءت أتفاقية آذار 1970 لتحول ذلك المطلب الى حكم ذاتي ليتحول بعد ذلك الى الفدرالية وها أن الرئيس مسعود بارزاني يدعوا اليوم لتأسيس دولة كوردستان. من هنا لو أمعنا النظر في سياسته لأدركنا حقيقة أنه قد واصل سياسة البارزاني الخالد خطوة بخطوة، بغية التوصل الى هدف تأسيس الدولة، وهو في ذلك لا يعادي لا الأتراك ولا الفرس ولا العرب بل هو يعادي فقد الأنظمة التي تحاربه في التصدى لهذا الهدف، وهو تحرير الكورد من العبودية والأحتلال وأن يكون لهم دولتهم وكيانهم المستقل..
• وما مدى التأثيرات السلبي لعدم سيادة وحدة الصف والموقف الكوردي الموحد كما ينبغي على ذلك الهدف الأسمى؟
- لقد كان الهدف السامي لنهج البارزاني الخالد، وعلى مدى المسيرة النضالية للحركة التحررية الكوردستانية هو وحدة صفوف الكورد والكوردستانين، ولكننا مع ذلك تعلمنا من التأريخ حقيقة أن تلك الوحدة لا يمكن أن تتحقق الى أن يؤسس الكورد دولتهم المستقلة، أي ما معناه أن الدولة هي التي تكون الأطار للوحدة ووحدة الصف القومية وبالتالي عدم أمكانية منع تدخل الدول الخارجية في شؤونهم دون ذلك، فعلى سبيل المثال نجد أن إيران التي تعادي اليوم تأسيس دولة كوردستان، فإنها لا تحارب كوردستان في حرب مباشرة بل أن حربها الحقيقية هي مع إسرائيل والسعودية و حلف الناتو وعموم دول التحالف ضد الأرهاب أو ضد داعش وعددها(63) دولة، ما يحتم في النهاية هزيمة كل القوى والأطراف التي تدخل نفسها، ضمنا المحور الأيراني وتساند سياستها تلك، ولا يمكنها بالتالي تعويض ما تفقدها في ذلك، ومن هذا المنطلق نجد الرئيس مسعود بارزاني، وبمراعاة هذا الوضع والحقيقة، إنما يمارس سياسة هادئة وحكيمة ولوجستية مع تلك الأطراف... هنا لو تساءلنا، إذا كانت سياسة الحركة التحررية الكوردستانية في السابق تعتمد في سياستها الخارجية على روسيا فقط، فعلى أي أساس يبنى الرئيس البارزاني سياسته اليوم والأكيد أنها تعتمد على (3) أسس رئيسة، وهي :
1- إسرائيل
2- السعودية
3- الولايات المتحدة
4- الناتو
5- الروسيا
وأن المطمع الرئيسي له هو سيادة وأستتباب السلام والأستقرار والديمقراطية في عموم الشرق الأوسط، وهو بلا شك لصالح الناتو وروسيا وشعوب المنطقة من ترك وفرس وعرب، كما أن زوال خريطة سايكيس بيكو يعني تغير خريطة عموم الشرق الأوسط، وبتأسيس دولة كوردستان المستقلة فيها سوف يزول عموم المظالم التي تعرض لها الكورد عبر التأريخ، والواضح هنا أيضاً هو أن تركيا وأيران هما ضد تأسيس دولة كوردستان ، ولكن من الواضح لدى الجميع أيضاً أن تركيا تعيش اليوم أوضاع صعبة كما أن سياسة أيران قد منيت بالفشل في اليمن وسوريا ولبنان والعراق فهل بإمكانها والحالة هذه، أن تغير سياستها أزاء كوردستان؟ بالطبع كلا، وهم غير ملومين، من قبلنا في عدم الأمكانية هذه.
• ضمن كل السياسة الأيرانية نجد أن لها أتباعها الذين يقاتلون في كوردستان نيابة عنها.. فكيف السبيل للتعامل مع حالة الحرب بالوكالة هذه؟
- لإيران كدولة، تأريخ قديم و هي دولة قوية ولها تجربتها على مدى(2500) عاماً وهي تتلطع اليوم لأستعادة حقبة أمبراطورية كورش قبل 2500 وفرض هيمنتها بإسم التجمع أو المد الشيعي، على عموم الشرق الأوسط وفي ذلك فقد حاولت في اليمن وجنوب لبنان وسوريا والعراق وخوض تلك الحرب، وهي قادرة على خوض الحروب في تلك المناطق بسبب عدم وجود أية قوة حقيقية هناك للتصدى لهاِ، إلا أن القتال في كوردستان هو أمر مختلف فحرب إيران المباشرة هي مع السعودية والولايات المتحدة وأسرائيل والناتو و(63) دولة في التحالف الدولي ضد داعش فيما لا نجد أي وجود لمثل هذه القوى في غيرها مثل اليمن ولبنان والعراق وسوريا، والتي بإمكانها الوقوف بوجه إيران، غير أن لهذه القوى وجودها في كوردستان وبإمكانها التصدى لأيران، ثم أن المشكلة الرئيسة للشرق الأوسط هي الميليشيات الجهادية من سنية وشيعية، فضلا عن وجود الجهاد العربي السني وتركيا وكذلك الجهادي الشيعي التابع لإيران، وإذا كان داعش من نتاج الجهاد السني، فإن الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في سوريا ولبنان والحوثيين في اليمن وغيرها هي من نتاج الجهاد الشيعي، ما يشكل خطورة كبرى على السعودية ودول الخليج وأسرائيل ما يحدو بتلك الدول للأعلان بإن (الطريق الوحيد لبقائنا هو التحالف مع أسرائيل ) وتأكدت إيران بعدم أمكانية الحرب الى داخل بلادها عن طريق القتال في اليمن ولبنان وسوريا والعراق بل يتم ذلك بالحرب ضد كوردستان الى ذلك فإن إيران لم تكن يوماً وحيدة في تأريخها الدبلوماسي كما هي الآن وهي بمثابة خطأ في السياسة الأيرانية، وذلك لأن الهدف من حربها هو منع تأسيس دولة كوردستان، وهو وهم كبير بحد ذاته لأن العالم الحر قاطبة يساند تأسيس دولة كوردستان لا بل هي مستعدة أيضاً لأرسال قواتها بغية الوقوف بوجه أيران وبالأخص السعودية وأسرائيل.
• أو ليست هناك حرب بالوكالة في كوردستان من قبل (ب.ك.ك) وبعض الأطراف المدعومة من إيران ضد دولة كوردستان وشخص السيد مسعود البارزاني؟
- نعم هي قوات تقاتل وتعادي دولة كوردستان ومسعود بارزاني بصورة مباشرة وذلك لأن تلك الأطراف هي مرتبطة بإيران وتمارس سياستها وقف أهواء أيران، ويعني أن مصير تلك القوى، وأيا كانت سيكون الفناء وأعترف لأيران بذكائها وأدراكها بإنها عاجزة كدولة أن تقوم بهذه الحرب، ضد كوردستان، لأنها في هذه الحالة سوف تواجه تلك الدول مباشرة، ما يحدو بي للتساؤل: هل أن بإمكان هؤلاء محاربة أسرائيل والسعودية والولايات المتحدة والناتو، أو لم يكن أردوغان يقول:
- على pkk إما الأستسلام أو القضاء عليهم؟ فهذه الحرب التي يخوضها ب.ك.ك قد وفرت أكبر فرصة لتركيا لذلك أعود وأكرر أن الحرب التي توجه إيران تلك الأطراف بخوضها سوف تعود عليها بالوبال والأندحار.
• ولماذا يحمل ب.ك.ك نفسه مسؤولية القيام بإعمال تخريبية على عكس الحركة التحررية الكوردستانية؟
- إن مفخرة الكورد هي أنهم لم يكونوا منذ(400) سنة قبل الميلاد أرهابيين، إلا أن ب.ك.ك يقوم مع الأسف، وعلى غرار(حراس الثوري) بتلك الأعمال بإمر من إيران وذلك بهدف تعكير القضية الكوردية وتشويهها وأظهارها أمام العالم كأنها أرهابية، فعلى سبيل المثال عندما قررت ألمانيا أرسال الأسلحة لأقليم كوردستان ، فقد قام ب.ك.ك وبأمر و توجيه من إيران، بإرسال بعض النسوة الأيزديات الى البرلمان الألماني لمطالبته بعدم أرسال الأسلحة الى البيشمركة بحجة أنهم يسلمونها الى داعش، كما أن الحكومة التركية كانت قد أرسلت بعض النسوة لذات الغرض ولكن بأدعائ أن البيشمركة يسلمونها الى (ب.ك.ك) هنا فقد أدركت ألمانيا أنها مؤامرة إيرانية تركية، وكان أن تمكنا في ظل بطولة قوات البيشمركة ، وبأستمرار تلك الأسلحة بصورة فاعلة، من تحرير شنكال والكورد الأيزديين، ما يبرهن أن القتال الذي يقوم به ب.ك.ك في تركيا هو بأمر من إيران وتمطع الولايات المتحدة وسط ذلك في أندلاع الحرب بين تركيا وإيران إلا أن الهدف الأعظم لأيران هو تشويه الوجه الساطع للكورد وأظهارهم للعالم وكأنهم أرهابيون.
• وماذا تقصدون بالقول أن محاربة إيران لكوردستان ستنتقل الحرب الي داخل إيران؟
- إن السياسة التي يتبعها الرئيس مسعود بارزاني في هذه الحرب قد جعلت كل القوات التحالف الدولي ضد داعش مساندة لأقليم كوردستان، لذلك أقول لو كان البارزاني والأقليم وحيدين لتمكنت إيران وجلاوزتها من فعل شئ ما.
نجد أن كوردستان اليوم هي ليست وحيدة وبودي هنا الكشف عن بعض الأسرار: تعلمون الحالة التي تعيشها السعودية وأيران حالياً وكذلك حالة العداء بين إيران وأسرائيل، لذلك برأيي أن الرئيس البارزاني لو طلب مساعدة أسرائيل فإنها سوف تقوم بأرسال قواتها الى كوردستان غدا وفق بوجه إيران فيها كما أن القوة السعودية التي تسمى(درع الشمال) سوف تنقل الى أربيل وتنظم مقراتها في بلدات جومان وحاج عمران ، وهو السبب في قولي أن محاربة إيران لكوردستان وستؤدي الى الأنتقال الحرب الى داخل إيران، ولكني أعود وأتساءل: هل تتمكن إيران اليوم، كما كانت في عام 1943، من حماية نفسها، كلا بلا شك وهي تدرك جيداً أن أنتقال الحرب الى إيران يعني عدم بقائها كدولة موحدة، بل وتنقسم الى (5) دول (البلوش ، الآذر، العرب، الكورد، الفرس) وبرأيي فإن إيران دولة ذكية ولا تقدم على مثل هذه الممارسة ، كما أن الأكثر أن تركيا حاولت وعن طريق داعش، أخماد صوت كوردستان، إلا أنه قد تبين لها أنها قد أخطأت، كما أن إيران تدرك اليوم أيضا حقيقة أنها لو حاولت محاربة كوردستان فإن السعودية وأسرائيل سوف تنقلان جيشهما الى كوردستان ومنها تحاربان إيران بصورة مباشرة وهي أمر لا بد منه إن كان اليوم أم غداً.
• هل تعتبرون أعلان أسرائيل في السنوات الأخيرة بإنها تساند تشكيل دولة كوردستان مجرداً أدعاءات أم ماذا؟
- أسرائيل مؤمنة بتأسيس دولة كوردستان لأنها تدرك أن دولة المنطقة أنما تعادي الكورد وتأسيس دولة كمعاداتها لأسرائيل ودعوتها للقضاء عليها، ومن هذا المنطلق فإن أسرائيل تعتبر كوردستان رديفها في المصير الذي يدفع الجانبين لرفع شعار(الكورنفدرالية بين كوردستان وبين أسرائيل) ودفعت بأسرائيل أيضاً لتحذير سفاراتها في جميع دول العامل وتوجيهها علناً(أنتم لا تمثلون دولة أسرائيل فحسب بل تمثلون الكورد ِأيضاً) ما يجعلنا ترى ويتمثل لها وجودها أو فناؤها في دولة كوردستان.. وذلك ليس من أجلنا بالذات بل أن الأخوة العرب هم الذين قاموا بذلك ويقولون لنا( أنتم أسرائيل الثانية) كما أن اسرائيل تدرك جيداً أن الشعب الكوردي هو شعب بطل وبأمكانه الدفاع عن أرضه وأن ما ينقصه فقط هو عدم وجود الأسلحة الضرورية والتحالفات، وبتوفيرها سيتمكن الكورد من حماية أرضهم كما أن عموم الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا واسرائيل هي اليوم متوافقة الرأي بشأن تأسيس دولة كوردستان.
• وهل هي إلا نقطة المشتركة بين اسرائيل والكورد؟
- كلا بل أن هناك علاقات بينهما منذ العام 512 قبل الميلاد، حيث تم تهجير الأسرائيل بين آنذاك على يدى(نبو خذنصر) فإعادهم الكورد الى كوردستان جميعاً من أبقى الشعبين على مدى التأريخ موحدي المصير في القهر القومي.
• ما يبعث على التساؤل اليوم هو أن دولة مثل العربية السعودية وكذلك دول الخليج تقول علنا ( نحن حلفاء أسرائيل) فلماذا يتخوف الكورد من قول ذلك؟
_ السعودية تدرك جيداً أنها سوف تكون في مدى التهديد الأيراني دون مساندة أسرائيل بل هي واثقة من اسرائيل أكثر من ثقتها بالولايات المتحدة، وهي السعودية، مؤمنة تماماً بتأسيس دولة كوردستان، أما بالنسبة لأسرائيل، فهي مستعدة لعقد كل أنواع التحالف مع الكورد وهي مستعدة لذلك إن نحن طالبناها بها، ولا بد من التذكير بحادثة:
(عندما هاجمت داعش أقليم كوردستان وأقتربت عصاباته من أربيل؛ فإن أسرائيل قد ابلغت أوباما علناً
مالم تتخذ أنت قرارك؛ فإن أسرائيل ستقوم بجيشها وطائراتها بحماية كوردستان لذلك فقد أعلن أوباما أن أقليم كوردستان هو خط أحمر)، بودي القول أن الرئيس البارزاني قد أتخذ خطوات جيدة، جداً في تأمين الدعم الدولي لمساندة كوردستان إلا أنه لا يكشف مساعيه لنا الصورة كاملة، ولا ندرك الخطوات التي أتخذها بهذا الصددِ.
لذلك نجد أن أسرائيل كقوة عظمى في المنطقة، عندما تبدي أستعدادها لحماية دولة كوردستان، فإن ذلك يعني أنها مستعدة كذلك، لذلك أعتقد شخصياً أن قد تم تداول هذا التحالف ولم يبق سوى كتابته توثيقه علناً، وهو ما ..... وذلك لأن الواقع يقول إن علينا قبل الحرب من أجل أستفتاء أو الأستقلال، أن يكون لنا برنامجنا وخطتنا في كيفية حماية كوردستان والتي تتمثل برأيي في التحالف مع السعودية وأسرائيل .
وعلينا التفكير قبل كل شئ في عقد تحالف عسكري معهما وذلك سيكون مال اجراء الاستفتناء أو أعلان الاستقلال حاليأ أندلاع الحرب في معظم الاحتمالات ما يفرض اعتماد خطتنا لحماية كوردستان بتحالفات عسكرية .
• وكيف لأمين عام الامم المتحدة بان كي مون أن يزور أقليم كوردستان و يجتمع مع رئيس الأقليم في حين أنه يتعامل عادة مع الدول ذات السيادة ؟
لقد زار بان كي مون الاقليم بتوجيه من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبدعم منهم وذلك لأن (الكبار ) قد توصلوا الى قناعة، أن مال المسائل الكبرى للشرق الاوسط مثل عودة الاستقر والسلام والديمقراطية والقضاء على داعش إنما يعود الى الكورد وقد جاء ليقول لنا :أن الولايات المتحدة وروسيا وأسرائيل قد ترادفت أراؤها حول أنشاء دولة كوردستان وكان البعثيون يقولون في السابق: ما أتفق الشرق والغرب على مسألة إلا المسالة الكوردية )إلا أن الامور قد أختلفت اليوم فالكل متوافقون على تأسيس دولة كوردستان ويتعاملون معها كدولة وليس كأقليم في أطار العراق .وجاء بان كي مون أيضأ ليبلغ تركيا وايران وسوريا والعراق (نحن نساند البارزاني ودولة كوردستان، وأذكر هنا بمقولة صريحة لأردوغان في سياق حرب داعش وهي (حسن لقد تهدمت حلب ودمرت فلماذا لا يقوم الغرب بحماية مدينة مثل حلب بينما بقوم بحماية كوباني غرب كوردستان ولأكثر من ذلك هو أن أوباما شخصيأ يقول (أربيل خط أحمر ) وعلينا أن نفهم من زيارة بان كي مون الى كوردستان أن لدولة كوردستان وجودها في الخريطة المستقبلية للشرق الاوسط وأن أتفاقية سايكس بيكو قد أنتهت .
• ثم جاء تهميش الكورد في حكومة بغداد بأسم تشكيلة التكنوقراط فما هي قراءتكم لذلك؟
لم يكن ذلك مجرد تهميش الكورد، بل كان أبعاد الكورد في العملية السياسية ونهاية للدستور العراقي بل ونهاية للعراق . والصراع القائم اليوم هو ليس بين الكورد والشيعة أو بين الشيعة والسنة بل هو صراع داخل البيت الشيعي نفسه أي بين الشيعة والشيعة فبعض شيعة العراق لا يقبلون بأن يكون العراق مستعمرة ايرانية والمرد أن الولايات الممتحدة عندما يساند العبادي اليوم هو بسبب كونه ضد ايران ،كما مقتدى الصدر يحارب كي يكون هو المرجع الديني ويحل محل السيستاني ولكن ايران لا توافق على ذلك ما يعني أنه لا يوجد أي فرق بين الصدر والعبادي والمالكي فبألاسم الغريب تهجم برلماني من التيار الصدري على البرلمانية الكوردية الايزدية فيان دخيل وقال لها (سنجعل منكم سبايا وعبيدأ ونقدمكم لجماعة الصدر ).وهو طبعأ ليس مجرد (زلة لسان ) كما قالوا وأعتذروا . بل هو قول ايران أو كذلك بالمناسبة أن أرسال وفد أقليم كوردستان الى بغداد هو ليس من أجل الشيعة بل هو أظهار لحسن النية الكوردستانية أزاء الولايات المتحدة بأن الكورد راغبون بأن تكون لهم علاقاتهم مع العراق وفي أطار تنفيذ الدستور ،غير أن الحكومة العراقية قد قضت على الدستور فها هي بغداد تدفع اليوم رواتب الحشد الشعبي ورواتب أعوانها وعملاتها في شنكال وكلنها لا تدفع رواتب البيشمه ركة لذلك فأنا أعتقد بعدم بقاء أية علاقة لنا مع بغداد ولكن لا يجوز مع ذلك الخلافات ابواب السياسة والدبلوماسية ومنافذها بصورة نهائية .
• رأيكم حول الاوضاع ما بعد تحرير الموصل ؟
سوف يتم تحرير الموصل فالولايات المتحدة لا يشجع بان يكون لأيران دورها في تحرير الموصل بل هي المسيطرة والمنفذة في برنامج تحريرها وثم التحالف بين الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الوطني السني بهذا الصدد ولا يسمعون للحشد الشعبي بالمشاركة في تحريرها لموصل ، ولو جرت الامور وفق أهواء ايران فهي لا ترغب في تحرير أية بلدة سنية عربية وبالاخص مدينة الموصل ولكنها سوف تتحرر وبعد ذلك يتم أنشاء دولة عربية سنية في العراق وسوريا وستكون تلك الدولة صديقة لكوردستان وحليفة للسعودية وأسرائيل وفي هذه الحالة سيكون العراق دولة كونفدرالية تجمع الدول الثلاث الكوردية والشيعة أو أن يتجزأء أو ينقسم الى (3) دول مستقلة .....[1]