رالف بيترز العقيد المتقاعد في الجيش الامريكي والخبير في الشؤون الستراتيجية ،هو الأن المحلل السياسي لقناة (فوكس نيوز ) الامريكية وقام في عام 2006 بصياغة خريطة الشرق الاوسط وتجد فيها كوردستان الحرة دولة رئيسة .واليوم إذ يتحدث جميع أوساط الدراسات والبحوث والسياسيين والدبلوماسيين عن أنتهاء الشرق الاوسط القديم ويتوقعون جغرافية سياسية جديدة لهذه المنطقة فأن الخريطة التي صاغها بيترز قبل عشر سنوات تكاد تكون اليوم تعليمات عملية على طاولة ضناع القرار والدبلوماسيين في العالم ..وللحديث عن فكرة رسم هذه الخريطة ومظاهر دولة في فكر هذا الخبير السياسي ،أجرت مجلة كولان هذا اللقاء الخاصه معه والذي أنهاه بجملة (عاشت كوردستان الحرة )
رالف بيترز العقيد المتقاعد في الجيش الامريكي والخبير في الشؤون الستراتيجية ،هو الأن المحلل السياسي لقناة (فوكس نيوز ) الامريكية وقام في عام 2006 بصياغة خريطة الشرق الاوسط وتجد فيها كوردستان الحرة دولة رئيسة .واليوم إذ يتحدث جميع أوساط الدراسات والبحوث والسياسيين والدبلوماسيين عن أنتهاء الشرق الاوسط القديم ويتوقعون جغرافية سياسية جديدة لهذه المنطقة فأن الخريطة التي صاغها بيترز قبل عشر سنوات تكاد تكون اليوم تعليمات عملية على طاولة ضناع القرار والدبلوماسيين في العالم ..وللحديث عن فكرة رسم هذه الخريطة ومظاهر دولة في فكر هذا الخبير السياسي ،أجرت مجلة كولان هذا اللقاء الخاصه معه والذي أنهاه بجملة (عاشت كوردستان الحرة )
*تكاد تكون منطقة الشرق الاوسط التي رسمت خريطتها في عام 2006 وسميتها ب(الجديدة )تصبح أمرا واقعأ فكيف ترون اليوم تلك الخريطة ثم ألم يحن الوقت لأنهاء أتفاقية سايكس بيكو التي تسببت في مائة عام من المأسي والويلات لشعوب المنطقة وللكورد بصورة خاصة؟
كان الهدف من الخريطة التي قمت بصياغتها في عام 2006 بناء شعور ما لدى الامريكيين بأمكانية أستحداث شرق أوسط جديدة ولا أعتقد أنني قد أقدمت على عمل حكيم ،بل كان مجرد شعور عام لأن أي شخص قام بأجراء البحوث حول هذه المنطقة ،وحتى لو كان بصورة ظاهرية إنما يدرك حقيقة أن الحدود التي حددت من قبل القوى الاستعماية الاوروبية ، لن تستمر ،ثم أن اعداء العدالة الذين رسموا تلك الحقوق ،وبالاخص ضد الكورد ،إنما هم ضمانة لأستمرار الخلافات والازمات ،وهي مسالة لا تتعلق بأحتمالات تغيير الحدود فالبين أن تلك الحدود أخذة بالتغيير منذ ذلك الحين ،ولم أكد أهدف وأقصد من الحدود التي قمت بصياغتها أنها حدود بدون نواقص أو نهائية بل كان أملي الوحيد أن أنبه مواطني الامريكان حول عبثية الحرب على حماية الحدود غير العملية التي تمت صياغتها من قبل الدبلوماسيين الجبناء ولأسباب أنانية بحتة ،وأنه لمن بواعث المأساة في نظري ،أن الولايات المتحدة لم تراع عدم مشروعية المساعي والمحاولات التي بذلت من أجل أبقاء العراق موحدأ في عام 2003 ،إلا أن الدبلوماسيين الغربيين هم على الدوام معجبون بالوضع الراهن عندما يجري الحديث عن الحدود القومية فهم يصرون بأستمرار على (حماية الحدود) التي لا تعيش أيه قومية حقيقية في أطارها ،فالشرق الاوسط تعاني من مجموعة من المشكلات والمعضلات الحتمية والتي لا يمكن أبقاء نتائجها مجهولة بالنسبة للعديد من العقود أو الاجيال كما أأن أحداثأطارئه جيدة وسيئة قد حدثت وسوف تحدث في المستقبل أيضأ فالقوى التي كانت موجودة وتبدو كأنها أزلية قد تفككت اليوم وحلت قوى جديدة محلها في حين أن القوى القديمة مثل التطرف الاسلامي قد عادت للوجود من مقبرة التأريخ ،فنحن شهود عيان لمجموعة صراعات كبيرة ومتعددة الجوانب ومن بينها الصراع حول روح الاسلام وأنقاذ وتحرر الاقليات الاتنية والدينية وطبيعة الحكومات والقدرة على بقاء الديمقراطية والميول نحو نيل الديمقراطية والميلول نحو الحرية (الصين والتحولات الكبرى التي تقضي مع الاسف على أروح العديد من البشر) عندها سوف تبرز الاسئلة المتعلقة بدور القوى الخارجية حيث تسعى الولايات المتحدة لتحقيق أعمال وأنجازات جيدة ،ولكن ليس واضحأ ماذا تنوى ، في حين أن روسيا صريحة من ماذا تنوى أو تبغي وإن كانت نيتها غير جيدة ،ومع أنحسار قوة وأندخاع حكومة أردوغان في تركيا فان أنقرة أخذت تأخذ القرارات الخاطئة الواحد تلو ألاخر ،فيما لا يرى الاوربيون سوى اللاجئين الذين يعبرون حدودهم ،فعندما غادرت أو تركت فرنسا وبريطانيا منطقة الشرق الاوسط فأنهما قد خلفتا وراءهما فقط الادوية المسمومة للحدود السيئة وكانت خريطتي الاعتيادية مجرد محاولة لتنبيه الناس حول حتمية حدوث التحولات.
*وهل ترون أي مظهر لسيطرة ايران على العراق بعد دحر داعش؟
لقد كان مصدر العديد من الممارسات التي حققوها في العراق الجهل والأحتمالات الخاطئة .لقد كانت الولايات المتحدة حسنة النوايا إلا أنها كانت تتصرف أحيانأ مثل فيل أعمى في محل أو معرض زجاجي ،ورغم أننا لم نكن ننوي الحاق أية أضرار ،غير أننا كنا نخلف الاضرار إبان تحركاتنا ،وما زلت على قناعة أن أسقاط صدام حسين كان عملأ نبيلأ ومشزفأ ،إلا أنه تم تنفيده بصورة سيئة ،وتم لأسباب سياسية داخلية ،منع الجيش الامريكي من القيام بصياغة خطة محكمة لعملية (الاحتلال ) فقد أقنع أحمد الجلبي القادة الامريكيين السذج بأنه متى ما تم أبعاد صدام عن سدة الحكم فأن كل المسارات تسير نحو مستويات ومديات أفضل ،لذلك عندما وصل جنودنا العاصمة بغداد فأن أعداد هم كانت محدودة ولم يحققو إلا القليل ،فالكثير من العراقيين ،ومن بينهم محافظ الانبار ،لم يشعر وا بالحرب وبالتالي لم يشعروا بالهزيمة أيضأ ،وكانت النتيجة أن عمت الفوضى وبرز الفراغ في السلطة إلا أن جميع الاخطاء لم تكن أمريكية فقط بل أن القادة العراقيين والكورد قدمارسوا ضغوطأ كثيرة لحل الجيش العراقي ..ورغم أن مطاليبهم ورغبتهم كانت قابلة للتفاهم إلا أن أحدأ لم يفكر بالذي كان يحدث ،فعندما تحيل ألاف الضباط ومئات الالاف من الجنود ،وبصورة مفاجئة ،الى مجتمع يمر هو بعملية أنتقالية دقيقة ،فأن الطريقة الصحيحة والسليمة ربما كانت نزع اسلحة الوحدات الرئيسة مع أبقاء الجنود في معسكراتهم وصرف رواتبهم الشهرية وأناطة أعمال بهم قد تشغلهم بشكل عام ،إلا أن كانت تتم معالجة المشكلة شيئأ فشيئأ إلا أننا وبدلأ عن ذلك قد حولنا غير البعثيين أيضأ الى عاطلين عن العمل .غير أننا قد دفعنا في نتائج رغباتنا ،وهي عادة سلوك وطبيعة البشر الذين نادرأ ما يفكرون بهذا الاسلوب ...أنا أتفهم جيدأ طموحات الكورد وحقهم في عدم تكرار مأساة الماضي إلا أن الانتقام عمل بسيط متى ما قررت ذلك وفي الحالة المثالية ،لا يجب أن يشعر عدوك بماذا أرتكبت بحقه عندها سوف يكون الوقت متأخرأ للرد عليه ،وهي ميول لا تتوافق مع السياسة الحكيمة كما أن مسألة زيادة عديد الجنود الامريكان في العراق والتي أشرف عليها ديفيد باتريوس لم تكن صائبة أو نصرأ ستراتيجيا يحسم أي شئ بل كانت مجرد عملية تسببت في اعادة زمن للعراق يمكنه من أتخاذ الخطى نحو وضع سليم إلا أنه وبعد أن سحب الرئيس أوباما قواته من العراق لأسباب سياسية داخلية فقد أصابت حكومة بغداد شعبها بأحباط مخيف .وكان الخيار القوى في رأيي ،إما تفكيك العراق والاعتراف بكوردستان الحرة أو مواجهة الحقيقة المرة في عدم أمكانية إبقاء العراق موحدأ إلا باستخدام القوة كما أن الانسحاب السريع للرئيس أوباما من العراق قد تسبب في هيمنة ايران على حكومة بغداد ،ومع كل الاحتمالات يتوجب علينا الاستمرار في محاربة داعش فقد كانت السنوات السبع الماضية مبعث كارثة وماساة للسياسة الخارجية الامريكية .
*وما هي تداعيات الدور الهدام لأيران والباعث على عدم الاستقرار في سياق خلافاتها مع السعودية ؟
ايران هي دولة موحدة وقوية بينما السعودية هي دولة غنية ولها نقاط ضعفها وحصلت على كميات كبيرة من الاسلحة والمعدات العسكرية المتطورة وفي حال أندلاع أية حرب بين البلدين فأن أيران سوف تنتصر فيها بسهولة بدون مساندة أمريكية مع أختلاف بينهما في العمق التأريخي والحضاري وتطلع فارسي لبناء أمبراطورية فارسية جديدة وعلى العموم أرى من الواجب أن يتبع قادة أمة صغيرة (ولكنها عظيمة ) مثل الكورد أو يفكروا في عدة خطوات أستباقية وتكون لهم دبلوماسيتهم الفاعلة والقوية
*وهل تعتقدون بأمكانية عودة السنة والشيعة للتعايش معأ في العراق ثانية ؟
البديهي أن للاحقاد الدينية ،دون غيرها جذورها العميقة وقد لاحظنا ذلك من ممارسات داعش والقاعدة والبين أن عدد السنة يفوق الشيعة على المدى البعيد في حين أن الوحوش الكاسرة قطعت أوصال العراق وسوريا و وصيتي الوحيدة للاخوة الكورد هي :أحذروا جيدأ من يقول لكم : أنه يعرف ماذا ينوي الله تعالى أن يفعله ..وركزوا على الحرية للكورد والعمل ما بوسعكم لتلافي الخلافات الدينية وأعود وأكرر أن بطولة قوات البيشمه ركة والتزامها وأداءها هي موضع أعجاب فهولاء الرجال والنساء هم أبطال حقيقيون لأنهم تمكنوا ،بمصادر محدودة من أداء أعمال عظيمة وكلي أمل أن تساندهم الولايات المتحدة بصورة أكثر سخاء ...
*أولم يصبح تأسيس دولة كوردستان المستقلة أحتمالا حقيقيأ ؟
دولة كوردستان الحرة هي أمر حقيقي ولكنها غير معترف بها وبالعكس من ذلك تم الاعتراف بدولة أفغانستان رغم كون الاعتراف غير كامل ،إلا أن الحقائق على الارض هي أهم من المواضيع الرسمية فاليوم يعتبر نيل وأستحصال القوة ومساندة السكان أهم من نيل عضوية الامم المتحدة لأن الواقع ذلك يتبعه بالنتيجة الاعتراف الرسمي
*رأيكم بالأستفتاء غير الملزم الذي دعا اليه رئيس أقليم كوردستان مسعود بارزاني وهل ترونه يكون وثيقة وأساسأ لأجراء المفاوضات و وضع خريطة لأستقلال كوردستان ؟
السيد البارزاني هو أشد حكمة مني بكثير وليس بمقدوري أن أوجه توصيتي له .
*وتوصيتك للقادة الكورد لتجاوز التحديات التي تواجه الاقليم من مالية وسياسية وما هو مبلغ مساعدة المجتمع الدولي بهذا الصدد ؟
بأعتقادي أن القادة الكورد يبذلون قصارى مساعيهم والوصيتة الوحيدة لهم هي أن ينأوا بأنفسهم عن الخلافات الداخلية فالكورد ليسوا أعداء بعضهم البعض وعلى الاحزاب السياسية أن تبدي للعالم وحدتها في الظروف الصعبة وتحقيق الاستقلال بأدارة شجاعة وطوعية ومازال الطريق طويلأ أمامكم ورسالة رئيسي لأصدقائي الكورد هي وكما قال الاب الموسس بنجامين فرانكلين لرفاقه الثوار :أيها السادة :علينا أن نكون معأ وإلا فأنه سوف يتم القضاء علينا بمفردنا وكان يعني بذلك إهم إذا لم يحاربوا بريطانيا (أنذاك )معأ فأن بريطانيا سوف تقوم بأعدامنا واحدأ فواحدأ ) ...وعاشت كوردستان الحرة .)
ترجمة :داراصديق نورجان.[1]