غيب الموت في نهاية العام الفائت وبالتحديد في 25 من شهر كانون الاول 2012 في المشفى المتخصص بمعالجة امراض السرطان بالعاصمة التركية انقرة، السياسي والمناضل الكوردي البارز في شمال كوردستان شرف الدين آلجي .
وبعد ان اقيمت عليه المراسيم الرسمية امام ساحة البرلمان التركي حيث كان عضواً فيه ، وبمشاركة اغلب الاعضاء ورؤساء الاحزاب التركية نقل جثمانه بالطائرة الى دياربكر ومنها الى جزيرة بوطان مسقط رأسه عبر رتل كبير من السيارات التي لا تحصى ، وحين وصول جثمانه الى مدينته كان في انتظاره اعداد مهيبة من الناس و حشود جماهيرية كبيرة قدرت بقرابة المائة الف شخص وفدوا من مختلف المناطق الكوردية وحمله المشيعون على الاكتاف وجابوا به شوارع مدينة جزيرة قبل نقله إلى مقبرة المدينة حيث وري فيها الثرى في مراسم رسمية .
وكان في مقدمة المشاركين الرسميين وفد من الحزب الديمقراطي الكوردستاني مؤلف من السادة فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب و سداد بارزاني ومحسن دزه يى نيابة عن الرئيس مسعود البارزاني ، حيث القى السيد ميراني كلمة مقتضبة نقل خلالها مواساة الرئيس مسعود البارزاني وقيادة الحزب وشعب كوردستان العراق الى عائلة الفقيد وأهله وأبناء شعبنا الكوردي في تركيا وأستعرض جانباً من السيرة النضالية للراحل والتزامه بالقيم الوطنية والقومية لشعبه عبر السنين داعياً لروحه الطاهرة بجنات النعيم.
كما شارك رئيسي حزب السلام والديمقراطية ومؤتمر المجتمع الديمقراطي، واعضاء البرلمان ورؤساء البلديات عن حزب السلام والديمقراطية، و ممثلو الاحزاب السياسية الكردية والعديد من الساسة والكتاب والمثقفين الكورد في مراسيم التشييع حيث غطى جثمانه بالعلم الكوردستاني .
محطات سريعة من حياة شرف الدين آلجي :
ولد في ال 14 من شهر آذار عام 1938 في مدينة جزيرة بوطان ، و حاصل على شهادة الحقوق من جامعة انقرة ، ومارس مهنة المحاماة لسنوات طويلة .
وقد قاد بين عامي 1997 و 1999 رئاسة حزب الجمهور الديمقراطي ، واسس مع مجموعة كبيرة من المثقفين عام 1991 وقف الحرية لحقوق الكورد .
واصبح في حكومة رئيس الوزراء بولند اجويد ال 42 عام 1978 وزيراً للاعمار ، وصرح حين ذاك ان في تركيا شعب كوردي ، وانا احدهم ، في الوقت الذي كان كلمة كوردي محظورة التداول في الاوساط الشعبية فما بالك بأن يقولها وزير في حكومة رسمية فكانت جريمة لا تغتفر ، واحيل حين ذاك الى محكمة امن الدولة في انقرة وحكم عليه بالسجن عامين وثلاثة اشهر .
واثناء توليه حقيبة وزارة الاعمار في حكومة اجويد ، عين العديد من الاكراد في الوظائف وساعدهم على الحصول على الاشغال والاعمال ، حيث حصل الآلاف من ابناء الشعب الكوردي على وظائف واعمال في مختلف المناطق الكوردية وحكم عليه بسبب ذلك بالسجن عامين واربعة اشهر، وبسبب تلك الاحكام عليه حرم عشرة اعوام من ممارسة مهنة المحاماة .
وقد كان الراحل في اوج نشاطه السياسي بين اعوام السبعينات والثمانينات ، واثناء الضربة العسكرية عام 1971 ، احيل الى المحكمة بتهمة الانتماء الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تركيا ، كما سجن اثناء الضربة العسكرية التي حصلت في 12 من شهر ايلول عام 1980 قرابة الثلاثين شهراً .
وقد رشح من قبل حزب العدالة على محافظة ماردين عام 1977 ودخل بموجبه البرلمان التركي بعد ان نال اصوات الشعب الكوردي .
وفي عام 2006 اسس حزب الانتماء الديمقراطي KADEP واصبح رئيساً لها .
وفي الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في تركيا في 12 حزيران عام 2011 ، بمساندة ودعم حزب السلام والديمقراطية BDPرشح على محافظة دياربكر كمندوب للشعب الكوردي واصبح عضواً في البرلمان، وعرف حين ذاك بمواقفه الشجاعة وكان من بين الوفود التي زارت اقليم كوردستان العراق لمرات عديدة والتقى كبار المسؤولين فيها وعلى رأسهم رئيس الاقليم واجتمع مع كبار المسؤولين الاتراك وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وطرح امامهم سبل الحل للمسألة الكوردية في تركيا ، وانتقدهم على طريقة تعاملهم مع المسألة الكوردية في تركيا وطلب منهم ضورة الحوار مع الاطراف الكوردية كضرورة حتمية لحل المسألة الكوردية في تركيا بدلاً من العنف الممارس من قبلهم .
بهذه المحطات السريعة التي سلطنا فيها الضوء على حياة مناضل كرس حياته للنضال في سبيل قضية شعبه العادلة ودخل في سبيلها العديد من المرات السجن ، ونال شهرة واسعة بين الاوساط الشعبية الكوردية والرسمية ، وكان ذو ميول وافكار ديمقراطية ليبرالية و ثاقب النظر وسديد الموقف ولا يهاب شيئ اما قول كلمة الحق واصبح محامياً وحقوقياً في سبيل شعبه . [1]
جريدة التآخي