في قرار قضائي هو الأول من نوعه قضت محكمة المانية بالسجن المؤبد مدى الحياة على ارهابي ينتمي لتنظيم داعش بعد ادانته بممارسة جرائم ابادة جماعية ضد الايزيديين في 2014، فيما طالب ناشطون ايزيديون بان تحذوا دول اخرى حذو المانيا.
وقضت محكمة فرانكفورت الالمانية يوم الثلاثاء بالسجن مدى الحياة على الارهابي طه الجميلي (29 عاما) بعد إدانته بتهمة ارتكاب إبادة ضد الإيزيديين، فيما اعتبر قضاة المحكمة ان الجميلي مذنب بتهم الإبادة و(ارتكاب) جرائم ضد الإنسانية أفضت إلى الوفاة وجرائم حرب وتواطؤ في جرائم حرب.
على الحكومة العراقية متابعة القضية
الخبير القانوني طارق حرب دعا وزارة الخارجية العراقية الى متابعة القضية وحيثياتها، مؤكدا اهمية صدور مثل هذا الحكم في محكمة المانية.
وقال طارق حرب في حديث ل PUKmedia، ان المجنى عليه عراقي والجاني عراقي ولابد من متابعة القضية والاطلاع على حيثياتها واوراقها فهو محكوم بالسجن المؤبد لارتكابه جرائم ابادة جماعية ضد الايزيديات، مشددا على ان المسألة تهم العراق ووزارة الخارجية في الحكومة الاتحادية الاولى بها ان تتابع الامر.
واشار طارق حرب الى انه لا يمكن للعراق استلام هذا الارهابي من المانيا لانه لا يوجد بين العراق والمانيا معاهدة تسليم المجرمين والعراق فقط لديه معاهدة تسليم المجرمين مع ايران.
القرار يثبت ان ما تعرض له الايزيديون ابادة جماعية
من جانبه اعتبر الناشط الايزيدي خيري بوزاني قرار المحكمة الالمانية تأكيد بأن ما تعرض له الايزيديون في 2014 على ايدي ارهابي داعش هو ابادة جماعية.
وقال بوزاني في حديث ل PUKmedia، في الايام القليلة الماضية قامت المحكمة العليا في فرانكفورت الالمانية بالحكم على العراقي طه الجميلي بالسجن المؤبد مدى الحياة لاشتراكه في جرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية ضد الايزيديين في 3/8/2014، في شنكال، مضيفا وحسب وثائق المحكمة فإن هذا الشخص انضم الى تنظيم داعش في 3 مارس 2013 وتقلد مناصب مختلفة في هرم التنظيم بمناطق في سوريا والعراق وتركيا واعتقل في اليونان وتم تسليمه الى المانيا، مشيرا الى ان المحكمة العليا في فرانكفورت ايضا قضت في 25 اكتوبر 2021 بسجن الالمانية جينيفر وهي زوجة طه الجميلي لمدة 10 اعوام بعد ادانتها بالتسبب في موت فتاة ايزيدية من العطش في الرقة السورية.
واضاف بوزاني ان هذا اول اجراء قرار قضائي رسمي في العراق على صلة بممارسة ارتكاب تنظيم داعش الارهابي جرائم ضد الايزيدييين، ونستطيع القول ان اهمية النطق بهذا الحكم يكمن في ان ما قام به تنظيم داعش الارهابي ضد الايزيديين في العراق هو بالفعل ابادة جماعية والمفروض من برلمانات ودول العالم ان يعترفوا بذلك ويقروا ان ما حدث للايزيديين هو ابادة جماعية.
ترحيب اممي ودعوة لاحكام مماثلة في دول اخرى
وبمحاكمتها للارهابي طه الجميلي فإن ألمانيا طبقت مبدأ الاختصاص العالمي الذي يسمح لدولة ما بملاحقة مرتكبي أخطر الجرائم حتى وإن ارتكبت خارج أراضي هذه الدولة، وهي من بين الدول القليلة التي تحرّكت قضائيًا ضد الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي ضد الايزيديين والذين يعيشون بنسبة كبيرة في المانيا.
ومع هذا الحكم يكون القضاء الألماني قد أصدر ستّ إدانات لجرائم ضد الإنسانية أو تواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في أحداث مرتبطة بالإيزيديين.
اعتبارًا من أواخر كانون الثاني/يناير، يُفترض أن تمثل في ألمانيا امرأة عائدة من صفوف تنظيم الدولة الإسلامية كانت قد ذهبت إلى سوريا عندما كانت في ال15 من عمرها، خصوصًا لأنها متواطئة في شراء إيزيدية عمرها 33 عامًا.
وأعلن فريق تحقيق خاص تابع للأمم المتحدة في أيار/مايو أنه جمع الدليل الواضح والمقنع على أن إبادةً ارتُكبت من جانب عناصر تنظيم داعش الارهابي ضد الإيزيديين.
على صعيد متصل رحّب المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش الارهابي (يونيتاد)، كريستيان ريتشر، بالحكم الذي يمثل علامةً بارزةً ضد أحد أعضاء تنظيم داعش الارهابي المدعو طه الجميلي في مدينة فرانكفورت عن جريمة الإبادة الجماعية.
وصرّح المستشار الخاص قائلاً: إنّ هذه الإدانة تمثل معلماً مهماً في الجهود العالمية الرامية لتحقيق المساءلة عن الجرائم الدولية التي إرتكبها تنظيم داعش الارهابي، وبشكل خاص لتحقيق العدالة للضحايا والناجين عن الأعمال المروعة التي إرتُكبت ضد المجتمع الأيزيدي، وفي سابقةً قضائية نرى هذه الجرائم تصنف حسب طبيعتها: إبادةٌ جماعية. وبرغم أنّ الضحايا انتظروا فترة طويلة بالفعل، لكنّ هذا الأمر يحيي الأمل بما يمكن تحقيقه. وأود الإشادة بجهود مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني وكافة المدعين العامين الوطنيين الذين يعملون من أجل تحقيق هذا الهدف النهائي المتمثل في السعي نحو المساءلة وتحقيق العدالة .
واضاف: تمت إدانة المدعو طه الجميلي بإرتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية من قبَل المحكمة الاقليمية العليا بعد محاكمة استمرت لمدة 19 شهراً في مدينة فرانكفورت في المانيا، ويأتي ذلك بعد إدانة زوجته الألمانية، جينيفر دبليو (Jennifer W) في مدينة ميونيخ في وقت سابق من هذا العام بإرتكابها جرائم ضد الإنسانية، واستمعت المحكمة في هذه الدعوى إلى دور طه الج (Taha Al-J) في استرقاقه لإمرأة أيزيدية وابنتها في مدينة الفلوجة ووفاة الفتاة بعد ذلك نتيجة قيام طه الجميلي بتكبيلها في الخارج في درجة حرارة تزيد عن 50 درجة مئوية.
وأنهى فريق التحقيق يونيتاد مؤخراً تحقيقاً هيكلياً في الجرائم المُرتكبة بحق المجتمع الأيزيدي في شنكال حيث عُرضت نتائجه الأولية على مجلس الأمن في شهر أيار/مايو 2021، مؤكدةً أنّ الفريق وجد أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم المرتكبة ضد الأيزيديين ترقى إلى كونها إبادة جماعية وهو ما انعكس في الحكم الذي صدر.
ودعم فريق التحقيق يونيتاد في قضية طه الجميلي المدّعين الألمان من خلال الانخراط مع الشهود في العراق وتمكّن الفريق من المساعدة في إثبات التزوير الوارد في الوثائق التي زعمت نجاة الفتاة الأيزيدية المتوفية.
بدورها رأت المحامية اللبنانية البريطانية أمل كلوني التي ترأس إلى جانب الناشطة الايزيدية الناجية نادية مراد حملة للاعتراف بهذه الفظائع على أنها إبادة، في الحكم لحظة كان ينتظرها الإيزيديون.
من جابنها رحّبت نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2018 بالحكم معتبرة في بيان لها هذا الحكم هو انتصار للناجين من الإبادة والناجين من العنف الجنسي ومجمل المجتمع الإيزيدي، شاكرة المانيا على قناعتها التاريخية اليوم. إن ألمانيا لا تعمل على زيادة الوعي بالحاجة إلى العدالة فحسب، بل تعمل على أساسها، مضيفة انه يتعين أن تكرر الحكومات في جميع أنحاء العالم استخدامها للولاية القضائية العالمية في هذه القضية.
وبحسب إحصاءات المديرية العامة للشؤون الإيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان العراق، قُتل نحو 1280 إيزيديا، ويُتّم أكثر من 2300 طفل، وتعرض ما يقارب 70 مزارا للتدمير، خلال فترة سيطرة داعش على مناطق واسعة في العراق بين 2014 و2017.
وخطف التنظيم أيضا أكثر من 6400 إيزيدي، معظمهم من النساء والفتيات، نجا منهم نحو 3400 شخص.
PUKmedia / فائق يزيدي[1]