البروفيسور جوناثان كلاونس هو أستاذ الدراسات الدينية في جامعة بوسطن و مختص مقارن في الشؤون الدينية، وقد تحدث لمجلة كولان، في حوار خاص، عن منابع الثقافة التسامحية والتعايش و مواجهة العنف والأرهاب والأرهابيين التي أخذت تولد اليوم مشكلات عديدة للعالم أجمع:
البروفيسور جوناثان كلاونس هو أستاذ الدراسات الدينية في جامعة بوسطن و مختص مقارن في الشؤون الدينية، وقد تحدث لمجلة كولان، في حوار خاص، عن منابع الثقافة التسامحية والتعايش و مواجهة العنف والأرهاب والأرهابيين التي أخذت تولد اليوم مشكلات عديدة للعالم أجمع:
• أحدى المشكلات التي تواجه الدول العربية والأسلامية اليوم هي أنتفاء ثقافة التسامح والتعايش وحلول ثقافة العنف وألغاء الأخر محملها، فما مدى أهمية هذه الثقافة لحاضر المنطقة؟
- من المعلوم أن التسامح هو ليس ضرورياً لمستقبل الشرق الأوسط فحسب، بل و لمستقبل العالم أجمع، ولا يبدو لي أن هناك سيادة جيدة للتسامح في الشرق الأوسط حالياً بإستثناء بعض المناطق التي تتمتع بمستوى معين منه غير أن هناك بلا شك مناطق عديدة في الولايات المتحدة وفي أوربا أيضاَ التي يمكن لليهود والمسيحيين والمسلمين أن يتعايشوا فيها بإمان.
• وما هي الأسباب الكامنة وراء صمت الدول العربية والأسلامية أزاء ما يجري من أحداث في هذه المنطقة؟
- أنا لا أعتقد بوجود صمت تام أزاء قضايا الشرق الأوسط على مستوى العالم وأتفهم اسباب أعتقادكم هذا ومنطلقاته حيث رفع الرئيس المصري صوته أعلى من الآخرين وهناك على الأقل بعض الدول العربية التي تسعى لمواجهة دولة داعش الأسلامية كما أن الهجمات الجوية لا تزال مستمرة بهذا الشأن ما يجعلني أختلف معكم حول تساؤكم هذا.
• أنا أقصد عدم تعاون الأمم المتحدة مع الدول الأوربية لأقامة جبهة أوسع للحرب ضد الأرهاب؟
- هنا لا بد من الأشارة الى أن الرئيس أوباما قد طرح برنامجه بهذا الشأن وهو لم يزل في مصاف المناقشات وننتظر نتائجه وهو يتعلق بمواجهة التطرف داخل بلاده ولكن يمكن توخي بعض التفاؤل أزاء الدول العربية والأسلامية لأن المسيحية تتضمن هي الأخرى أمكانية إعادة أستخدام المصادر التقليدية التي قد تؤدي الى العنف وكان في الماضي أيضاً بعض من قاموا بمثل هذه الأعمال من بين المسيحيين مقابل وجود مجموعة أسلامية في الوقت الحاضر والتي تلجأ الى العادات والتقاليد المحافظة أو المتطرفة، مع أدراكي بإن المتطرفيي يسعون لتحقيق صراعات الحضارات إلا أن من واجب الليبراليين في عموم التراث الديني أن يحولوا دون حدوث ذلك.
• مع كون أقليم كوردستان هو الوحيد الذي تجري فيه ممارسة وأتباع التسامح في هذه المنطقة والتي أضطر المسيحيون للنزوح اليها فيما يجري الأن فرض أعتناق الدين الأسلامي على مسيحيي العراق في ثاني أكبر المدن العراقية وهي الموصل أو دفع (الجزية) أو ترك مناطقهم مع تفجير منظم لكنائسهم فهل يجوز السماح بممارسة تلك الأعمال في القرن الحادي والعشرين؟
- أنا بالفعل متعاطف مع تلك التضحيات والضحايا وهو بحد ذاته أضطراب سئ للغاية في المناطق التي غدت تفتخر للتسامح كما أنني أتعجب من أسس صياغة تساؤلكم هذا لأنني أعتقد أن على أقليم كوردستان أن يفتقر بهذا التسامح السائد فيه و ضرورة أن يمتد داخل المسلمين أينما كانوا وأعتقد في ذلك أن هناك بعض المناطق في الشرق الأوسط والتي هي أقل مما نتوقع مثل لبنان كما أنه لو تمت معالجة الخلافات بين فلسطين واسرائيل فإن ذلك يعني وجوب دحر المتطرفين مع بقاء فكرة التسامح الواسع ليضم الجميع.
• وكيف السبيل لتطوير التسامح في الشرق الأوسط؟
- أحدى الطرق المؤدية لتحقيق ذلك هي أنتقاد المتطرفين داخل هذا التراث وليس التراث نفسه، والحقيقي أن الأسلام لا يعود أو ينتمي الى القاعدة أو الدولة الأسلامية(داعش) وقد يكون ذ لك أحد الأحتمالات مع حدوث ذلك في أوساط ثقافات الديانات الأخرى أيضاَ أي أنه هناك أحتمالات بإن يستفيد المتطرفون من هذا التراث مع ضرورة التفكير في كفية توجيه الخلافات الدينية بأتجاه أكبر للتسامح، وبالنسبة اليكم أعتقد بضرورة أن تنأوا بإنفسكم عن التطرف وتفتخروا بالتسامح القائم في بلدكم.
ترجمة/ دارا صديق نورجان.[1]