يزخر اقليم كوردستان بالعديد من المعالم الأثرية التي تؤكد قدم الحضارات في الاقليم، والتي ربما تعرض أغلبها للقصف والتدمير جراء العمليات العسكرية، ولكن نجحت منظمة اليونيسكو من إنقاذ بعض من هذه الآثار.
آلاف المناطق الاثرية
يقول مدير معهد العراق للحفاظ على الاثار والتراث والخبير الدولي عبدالله خورشيد، ان الاوضاع الامنية المستتبة في اقليم كوردستان شجعت خمسين فريقا اجنبيا في مجال الاثار لزيارته، مضيفا ان الاقليم يمتلك اكثر من ثمانية الاف منطقة اثرية وتراثية يعود تاريخها الى الاف السنين.
وبشأن اقدم الاثار في الاقليم والتي تشكل دليلاً لوجود الحياة في المنطقة اكد عبدالله ان كهف شاندر الذي يعود تاريخه الى 65 الف عام هو اقدم الاثار، فيما اشار الى ان فريقا بريطانيا عمل خلال المدة الماضية فيه، اعلن ان تاريخه يعود الى 70 الف عام.
آثار من حقبة الوركاء والعبيد
والعام الماضي، تمخضت عمليات التنقيب التي أجراها فريق مشترك من مديرية آثار أربيل وجامعة برشلونة الإسبانية وقسم الآثار في جامعة صلاح الدين بإقليم كوردستان، عن اكتشاف قطع أثرية وهياكل عظمية في تلة لشكر الواقعة في ناحية كسنزان شرق مدينة أربيل.
ويقول مدير مديرية الآثار في محافظة أربيل نادر بكر، إن المحافظة تحتضن قرابة 12 تلة أثرية تتكون كل واحدة منها من عدة طبقات، تعود كل طبقة إلى حقبة تاريخية مختلفة كانت فيها مركزا حضاريا مهما في العالم القديم.
ويشير بكر إلى أن الطبقة التي كشفت عنها التنقيبات تعرف بطبقة نينوى وتعود للفترة الممتدة ما بين 3000 قبل الميلاد و2300 قبل الميلاد، وتمتاز الأدوات الفخارية المكتشفة المصنوعة في هذه الحقبة بصناعتها المتطورة.
كما توصلت التنقيبات الأثرية، التي استمرت مدة 6 سنوات، إلى طبقات أقدم من حقبة نينوى، تعود لأكثر من 4800 عام قبل الميلاد، ومنها فترتي الوركاء والعبيد.
وقال، انه تم العثور على قطع أثرية في الطبقة السفلية من التلة يبلغ عمرها أكثر من 6 آلاف عام، وكل تلة من التلال الأثرية الموجودة في أربيل تحتضن العديد من الحضارات التي عاشت هنا، وهي على شكل طبقات أثرية، وتظهر أن أربيل كانت مركزا مهما للحياة عبر التاريخ.
مواقع معرضة للتخريب
من جانبه يقول مدير عام دائرة الآثار في محافظة دهوك، بيكس بريفكاني، ان هناك 50 موقعاً أثرياً معرضاً للتخريب بسبب العمليات العسكرية للجيش التركي على مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في المحافظة، مضيفاً أنه تم إبلاغ منظمة اليونسكو ومنظمات دولية اخرى تعنى بالآثار عن مخاوف من تعرض تلك الآثار للتخريب.
واضاف في تصريحات سابقة تابعها PUKmedia، إنه يوجد 1400 موقعاً أثرياً في دهوك وأن هناك معلومات تفيد بتضرر بعض المواقع الأثرية في دهوك، ولا يمكن تخمين حجم ونوع الأضرار الواقعة على تلك المواقع الواقعة في خط المواجهة بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني بسبب صعوبة الوصول إليها، مبيّناً أن سكان المنطقة أبلغوا دائرة الآثار بتعرض بعض المواقع الأثرية للقصف والحرق.
مواقع يعود تاريخها الى قبل الميلاد
وفيما يتعلق بأهمية تلك المواقع الأثرية، أوضح مدير دائرة آثار دهوك أن المواقع الأثرية تعود إلى حقبات تاريخية مختلفة من قبل الميلاد، إلى بداية ظهور المسيحية، وبعضها يعود إلى عهد إمارة بابان وبعضها الآخر إلى عهد أقدم، وبعض الآثار تعود إلى عهود إسلامية، ومسيحية، ويهودية.
ومن ابرز المواقع المهددة للتخريب في منطقة برواري: كيستا، مدرسة كيستا، قلعة قومري هروري، قلعة بيتنويري، جسر بلبل، جسر بيامي، جسر كلي رشافة، قرية ديشيشة، كلي بازي، بينج ديركا، دركاري، بنديري.
وفي منطقة شيلادزي: جسر ريكان، قلعة ريكان، قصر آغايا، قلعة نيروة، ريكا شوبي، ريكا درجي، كهف جاردر، مكلان سري آميدي.
PUKmedia/ إعداد: كديانو عليكو.[1]